قطاف التمور بوادي الأردن.. أيام فرح لتعويض جهود عام كامل
– باتت التمور، وخاصة “تمور المجهول”، إحدى أهم الزراعات الاقتصادية التي شهدها الأردن خلال العقدين الأخيرين حتى بات يشكل إحدى ركائز النهوض بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية بالمنطقة وعلامة فارقة للقطاع الزراعي.
ويغمر المزارعون الفرح والسعادة مع بدء موسم القطاف بعد عام كامل بذلوا خلاله الكثير من الجهد والتعب للوصول لهذه المرحلة، فيما يعولون على الموسم من أجل تحقيق هامش ربح وتعويض النفقات والجهود المبذولة.
فرحة بدء القطاف، لا تقتصر على المزارعين فقط، بل تغمر الآلاف من العاملين في قطاع التمور الذين انتظروا بشغف قدوم موسم الحصاد لبدء العمل وتوفير دخل مجد لأسرهم.
ويعتبر عاملون في قطاف التمور، أن موسم حصاد التمور يوفر لهم فرص عمل ومصدر دخل مجديا، ما ينقذهم من براثن العوز والفقر في وقت تتوقف فيه عجلة الإنتاج الزراعي في الوادي.
يقول العامل حسن “إنه ينتظر بفارغ الصبر، كما المزارعين، البدء بموسم قطاف التمور، إذ يوفر له فرصة عمل مجدية تأتي في وقت تتوقف فيه كل عمليات الإنتاج الزراعي بوادي الأردن وتغيب معه فرص العمل”.
وبينت الشابة أحلام أنها تعمل في موسم قطاف التمور بأعمال التغليف، موضحة أن عملها يوفر لها دخلا جيدا يساعد أسرتها على تأمين التزامات ومتطلبات المعيشة.
وأوضحت “أن زراعة التمور تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر، وتوفر فرص عمل لا توفرها أنواع الزراعات التقليدية الأخرى”، معبرة عن سعادتها بتحول الزراعة بالوادي نحو التمور، قائلة “شجرة النخيل مباركة ويجب دعمها والتوسع بزراعتها”.
ويشير رئيس جمعية التمور الأردنية (JODA) المهندس أنور حداد، إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل في وادي الأردن تزيد على 44 ألف دونم وتقدر بحوالي 20 % من مساحة الأراضي الزراعية في وادي الأردن تضم ما يقارب من 700 ألف شجرة بحجم استثمار وصل الى نصف مليار دولار تقريبا (350 مليون دينار)، في حين يبلغ إنتاج الأردن من التمور حوالي 30 ألف طن سنويا، وتقدر عائدات القطاع بحوالي 50 مليون دولار.
ويلفت إلى أن القطاع يوفر فرص عمل لنحو 8 آلاف عامل في المزارع والمنشآت والمصانع والمشاغل التي تعنى بتغليف وتجهيز التمور، مبينا أن الأردن يصدر سنويا ما يقارب من 11 ألف طن من التمور، وخاصة المجهول، الى أكثر من 15 دولة في العالم.
ويبين أن الأردن بات يحتل المركز التاسع على مستوى العالم للدول المصدرة للتمور من حيث القيمة والمركز الحادي عشر من بين الدول المصدرة من حيث الكمية، ما يؤشر على أن قطاع التمور استراتيجي ويشكل إحدى روافع الأمن الغذائي الأردني نظرا للقيمة الغذائية العالية للتمور، ويعد أيضا رافعة للقطاع الزراعي، موضحا أن القطاع يواجه تحديات عدة تتمثل في شح المياه وتوفر العمالة وارتفاع كلف الإنتاج.
ويشير الى أن هناك طلبا عالميا متزايدا على تمور المجهول الأردنية، ما يدفعنا الى بذل المزيد من الجهود للنهوض بالقطاع من خلال تعزيز البحث العلمي واتباع التكنولوجيا الحديثة وتدريب العمالة الأردنية لتعزيز حصتنا في الأسواق العالمية، موضحا أن المطلوب منا كمنتجي تمور التركيز على جودة الإنتاج لا الكم لكي نستطيع الاستمرار بالتميز والمنافسة في الأسواق العالمية.
ويقول وزير الزراعة خالد الحنيفات، إن موسم حصاد التمور الأردنية هو تجديد لثقافة الفرح والسعادة والبركة، آملين بأن نعزز بذلك دور قطاع التمور وأثره وقيمته المضافة على القطاع الزراعي ورفع مساهمته في الاقتصاد الوطني من خلال اعتماده على أحدث الأساليب والتكنولوجيا الزراعية، مشيرا الى “أننا نسعى الى رفع نسبة ربحية وجدوى هذا القطاع من خلال المهرجانات التي ننظمها بالشراكة مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر”.
وأضاف “نأمل بأن تحقق هذه المهرجانات متطلباتنا وأولوياتنا لخدمة هذا القطاع من خلال توظيف للأبحاث والمختبرات والتكنولوجيا والاستفادة منها”، مبينا “أن نخل المجول يشكل ما بين 15 و20 % من مجمل الزراعة في وادي الأردن، ما يؤشر على تغيير في النمط الزراعي الذي دائما كنا نسعى اليه من خلال التقليل من الزراعات غير المجدية وذات العائد الأقل التي نعاني من آثارها وانعكاساتها السلبية على المزارع والتحول الى زراعات ذات عائد أعلى، وأهمها النخيل، وخصوصا تمر المجهول”.
ويؤكد الحنيفات أن الوزارة لن تتوانى عن توفير الدعم الكامل لهذا القطاع وحمايته وتعزيز صمود المزارعين، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الآفات وخاصة سوسة النخيل، مبينا أنه سيتم عقد اجتماع مع المعنيين كافة في هذا المجال لدراسة خطة تنفيذية لمكافحة هذه الآفة.
وتعد التمور أحد أهم المنتوجات الزراعية الاقتصادية الأردنية، التي اكتسبت شهرة على المستويين الإقليمي والعالمي، لجودتها، وخاصة تمور المجهول التي يندر إنتاجها عالميا.
ويقول الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الدكتور عبد الوهاب زايد “إن يوم حصاد التمور هو يوم وطني يتوج الجهود الوطنية التي بذلت للنهوض بهذا القطاع في وقت باتت فيه التمور الأردنية ذات قيمة اقتصادية في الناتج القومي الأردني وشهدت نموا واضحا وزيادة في الطلب بالأسواق العالمية”، لافتا الى “أن الجهود التي بذلتها الجهات المعنية في الأردن خلال العقد الأخير بالتوسع بزراعة النخيل، وخاصة المجهول، أسهمت في إعلاء سمعة التمور الأردنية على المستويين الإقليمي والدولي”.
وأضاف “أن ما يدعو الى الفخر والاعتزاز أن تمور المجهول الأردنية باتت تشكل حوالي 14 % من السوق العالمية، الأمر الذي يتطلب المضي قدما لتعزيز هذا النجاح من أجل الوصول بتمر المجهول ليصبح علامة فارقة على مستوى العالم”.
يشار إلى أن التمور الأردنية تصدر إلى أكثر من 15 دولة في العالم من بينها دول أوروبية، فضلا عن وجود مساع للوصول إلى أكبر عدد من الدول نظرا للجودة العالية التي تتمتع بها التمور المحلية.
حابس العدوان / الغد
التعليقات مغلقة.