قنابل “الانزلاق” الروسية تربك القوات الأوكرانية وكييف تطلب مضادا لها
أثارت تصريحات جديدة لمؤسس وقائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أزمة أخرى مع الإدارة العسكرية في موسكو، في حين كشفت كييف عن استخدام روسيا ما تسمى بقنابل الانزلاق الموجهة الجديدة في قصفها المناطق الأوكرانية.
وقال بريغوجين الأحد إن الشرطة العسكرية الروسية أعاقت وصول أشخاص انضموا حديثا لقواته إلى مركز فاغنر العسكري. وأوضح أنه في الثاني من الشهر الحالي منعت الشرطة العسكرية وصول أولئك المنضمين إلى قواته، ووزعتهم على وحدات عسكرية مختلفة.
وتعتمد فاغنر في قوامها القتالي على متطوعين ومرتزقة، وكشفت مصادر عديدة خلال الأشهر الماضية عن تجنيد المجموعة، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات في عدد من البلدان مثل سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى، سجناء بالمعتقلات الروسية للقتال في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بإمدادات قواته بالذخيرة التي اشتكى من نقصها قبل أيام، قال بريغوجين إن معظم تلك الذخائر لم تصل إلى مجموعته إما بسبب “البيروقراطية أو الخيانة”.
وكان بريغوجين اتهم قبل أيام وزارة الدفاع الروسية بالكذب وتضليل الرأي العام الروسي بشأن تزويده بالذخيرة، قائلا إن قواته في باخموت لا تحصل على 80 % من الذخيرة التي تحتاجها في القتال.
وقد نفت وزارة الدفاع هذه الاتهامات، وأكدت في بيان لها أن “جميع البيانات التي يُزعم أنها أُدلي بها (نيابة عن الوحدات الهجومية) بشأن نقص الذخيرة غير صحيحة على الإطلاق”.
وكانت هذه المرة الأولى التي يجري فيها بشكل علني الكشف عن خلافات بين المجموعة ووزارة الدفاع، وقد وصف بعض المراقبين ما يحدث بأنه دليل علاقة تنافسية بدأت بالظهور بين الجانبين.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن روسيا تواصل الاستعداد لهجمات صاروخية محتملة، وتوجيه ضربات دقيقة ومحددة لأوكرانيا.
وأكدت هومينيوك أن روسيا غيّرت تكتيكاتها، وأدركت أن الهجمات الصاروخية الكبيرة لا تعطي النتائج التي تتوقعها.
بدوره، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات، لوسائل إعلام محلية، إن أوكرانيا لا تحتاج إلى المركبات المدرعة والذخيرة لتنفيذ هجوم مضاد أو النجاح في العمليات البرية فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى طائرات مقاتلة حديثة.
وشدد إغنات على ضرورة تزويد بلاده بمنظومات دفاع جوي لمواجهة الضربات الروسية، وهو مطلب لطالما كررته كييف لحلفائها الغربيين.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “أنا نيوز” الروسية عن مصادر أوكرانية قولها إن روسيا بدأت باستخدام قنابل “يو بي إيه بي- 1500 بي” (UPAB-1500B) الانزلاقية ذات القدرة التدميرية الكبيرة والخارقة للتحصينات، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
وأكدت وسائل إعلام روسية استخدام القنابل التي تزن 1500 كيلوغرام خلال قصف طائرات روسية مواقع أوكرانية محصنة في مدينة أفدييفكا، غربي دونيتسك، قبل يومين.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إيغنات استخدام روسيا هذا النوع من القنابل الموجهة الجديدة في قصفها المناطق الأوكرانية.
وشدد على ضرورة الحصول على مقاتلات حديثة للحماية من هذا النوع من القنابل الحديثة.
يذكر أنه تم عرض القنبلة الانزلاقية “يو بي إيه بي- 1500 بي” لأول مرة في روسيا عام 2019، وهي قنبلة مصممة لقصف أهداف ذات حماية عالية على مدى يبلغ 40 كلم.
وحسب مواقع متخصصة، تهدف هذه القنبلة إلى ضرب الأهداف الأرضية والسطحية الصلبة صغيرة الحجم، ويمكن إسقاطها من ارتفاع يصل 15 كلم.
وذكرت أنباء بأن الدفاع الروسية زجت بمقاتلات ودبابات حديثة في مناطق العمليات، ومئات القذائف والصواريخ الروسية سقطت في دونيتسك على مدار الساعة.
من جانبها، نشرت وسائل إعلام أوكرانية صورا جويّة حديثة تُظهر ما تقول إنه دمار كبير تعرضت له مدينة “مارينكا” الأوكرانية الواقعة شرقي مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد.
وتقع منطقة مارينكا على خط التماس بين القوات الأوكرانية ومناطق سيطرة القوات الروسية.
ونفى الجيش الأوكراني حدوث أي انسحاب جماعي لقواته من مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرغي شيريفاتي إن الجيش الأوكراني ما يزال يسيطر على مدينة باخموت، مضيفا أن القتال يدور بشكل أساسي في ضواحي المدينة.
والمعركة حول مدينة باخموت الصناعية مستمرة منذ الصيف، وقد أصبحت المدينة رمزا لأنها في قلب القتال بين الروس والأوكرانيين.
ولم يتبق في مدينة باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة سوى بضعة آلاف.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت فاغنر عن سيطرة مقاتليها على عدة بلدات وأحياء في محيط وداخل مدينة باخموت وفرص حصار عليها، وذلك بعد أشهر من المعارك، إلا أن القيادة العسكرية الأوكرانية لا تزال تعلن أن المدينة تحت السيطرة رغم اعترافها بصعوبة الوضع.
في الأثناء، يواصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو جولته على جبهات دونيتسك، والتقى عددا من قادة الوحدات المقاتلة الروسية المتمركزة فيما تسميه روسيا “منطقة العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن شويغو استمع إلى تقارير من القادة بشأن الأوضاع على الأرض، وأولى اهتماما خاصا لتهيئة الظروف اللازمة للنشر الآمن للجنود، وتنظيم الدعم الشامل للقوات، وعمل الوحدات الطبية ووحدات الدعم الخلفية.
وفي كييف، رجح رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف أن روسيا وأوكرانيا ستتواجهان في معركة أخيرة وحاسمة خلال الربيع المقبل.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.