قناة السويس: عودة الملاحة بعد انتهاء “مأساة السفينة”

أعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع مساء أمس عن عودة الملاحة بصورة طبيعية بقناة السويس في الاتجاهين بعد نجاح تعويم السفينة البنمية “إيفر جيفن” والتي جنحت منذ أيام بالقناة.
وأكد “ربيع”، في تصريحات صحفية أن الموقع الذي جنحت به السفينة البنمية لم يتأثر مطلقًا.
وبعد تحريرها تحركت السفينة التي ظلت جانحة في قناة السويس لعدة أيام، وسارت بتوجيه من قاطرات هيئة قناة السويس نحو منطقة البحيرات لإجراء الكشف الفني عليها.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعلن أمس أن المصريين نجحوا في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب، وتقدم، بالشكر لكل مصري مخلص ساهم فنيا وعمليا في إنهاء هذه الأزمة.
وبذلت على مدى يوم أمس جهود كبيرة في تغيير اتجاه حاملة الحاويات العالقة تكللت بالنجاح بتعويمها.
وكان ربيع قال ظهر أمس إن عملية التعويم التي بدأت فجر أمس وشاركت فيها أكثر من 10 قاطرات عملاقة نجحت وتمكنت من إبعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 102 مترًا بدلا من 4 أمتار”.
وطمأن السيسي من خلال تغريدة على تويتر العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي تمر عبر هذا الشريان الملاحي المحوري”.
ومن التحديات التي واجهت فرق العمل على تعويم السفينة والتي كان ربيع أشار إليها في وقت سابق من يوم أمس أن الفرق أجبرت على التوقف عن العمل في انتظار ارتفاع منسوب المياه (في القناة) الى أقصى حد له والذي تحقق عند الساعة الحادية عشرة والنصف (التاسعة والنصف ت.غ) ليصل الى مترين بما سمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح في منتصف المجرى الملاحي”.
وتوقع ربيع أن يستغرق عبور السفن المنتظرة عند مدخلي قناة السويس حوالي 48 ساعة، مؤكدا أن القناة ستعمل “على مدار 24 ساعة” لتتمكن السفن المنتظرة، البالغ عددها 425 بحسب موقع “لويدز ليست”، من العبور في أسرع وقت ممكن.
وكانت السفينة لتي يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن جنحت وتوقفت في عرض مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء الماضي فأغلقته بالكامل، ما عطّل حركة الملاحة في الاتجاهين.
وتسببت الباخرة والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا بازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل، ما أدى الى تأخر بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطّل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، “يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار”.
وقالت شركة “لويدز ليست” إنّ الغلق أعاق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا.
وأشارت “لويدز ليست” إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
ومن جهته قدّر ربيع السبت الماضي الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.
والسبت الماضي أعلنت وزارة النفط السورية أنها تعمد إلى “ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية” لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب إغلاق قناة السويس.
وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت الماضي أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة العبور. وحذّرت منظمة “أنيمالز إنترناشونال” غير الحكومية من “مأساة” محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان.
إلا أن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك أنها قررت إرسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن “حفاظا على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية”.
وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن الى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة افريقيا وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر اضافية الى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن “المجموعة قرّرت تحويل خط سير اثنتين من سفنها المتجهة الى آسيا الى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية”.-(أ ف ب)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة