قنوات “الصرف الجوفي” بدير علا.. مكرهة صحية ومصدر قلق للسكان
دير علا- يشكل مع ارتفاع درجات الحرارة، وغياب أعمال التنظيف في مشروع قناة الصرف الجوفي في منطقة الملاحة تحديا وتلوثا بيئيا، ومصدر قلق لأهالي البلدة، بعد أن تحولت منطقة القناة لبيئة خطرة يكثر فيها انتشار الأفاعي والهوام والحشرات.
وبات مشروع الصرف الجوفي الذي أنشأته سلطة وادي الأردن عام 1974، بهدف تقليل نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية، مرتعا للأفاعي والعقارب والقوارض والحشرات التي تقض مضجع أبناء المنطقة، إذ إن نمو الأشجار والأعشاب بشكل كثيف شكل بيئة خصبة لتكاثرها وانتشارها.
يقول مسعود العلاقمة من بلدة الملاحة إن الأهالي قتلوا عشرات الأفاعي منذ بداية الصيف بعضها خطير، موضحا أن عدم قيام السلطة بتنظيف مجرى القناة جعل منها بيئة مناسبة لتكاثر الأفاعي والهوام والحشرات التي تهدد أبناء المنطقة.
ويضيف أن كثرة الأفاعي والهوام في قناة الصرف الجوفي يدفعها الى التسلل إلى المنازل المجاورة، ما يشكل خطرا كبيرا خاصة على السكان وبشكل أخص الأطفال الذين يجهلون كيفية التعامل مع مثل هذه الآفات، ناهيك عن انتشار البعوض الذي بات يشكل مصدر قلق لهم.
ويوضح محمد العلاقمة الذي لا يبعد منزله سوى أمتار عن قناة الصرف الجوفي أن القناة بوضعها الحالي تشكل مصدر خطر على السكان وخاصة الأطفال، مشيرا إلى أن وجود قناة مياه مكشوفة يستهوي الأطفال الذين يقضون ساعات على جانبيها بعضهم لاصطياد الأسماك واللعب وبعضهم للسباحة في مياهها رغم انها غير صالحة لأي غرض كان.
ويؤكد أن هذه القنوات باتت تشكل تحديا بيئيا في ظل قيام بعض المواطنين بإلقاء نفاياتهم داخلها بشكل مستمر حتى تحولت أجزاء منها الى مكب للنفايات، الأمر الذي حولها إلى بيئة مناسبة لتكاثر الهوام والحشرات المؤذية والخطيرة ومصدرا للروائح الكريهة، مشددا على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة للحد من المخاطر التي تشكلها هذه القنوات.
ويبين مواطنون أن مياه القناة المتجمعة تفيض خلال فصل الشتاء على الأراضي المجاورة، في حين أنها تشكل مصدر قلق حقيقي لأبناء البلدة خلال الصيف لخطورة الآفات التي تعيش فيها.
وتشير عضو مجلس بلدية دير علا هيام العلاقمة إلى أن مشكلة قنوات الصرف الجوفي ليست بجديدة، ففي كل صيف تتجدد معاناة الأهالي نتيجة المخاطر الجمة التي تشكلها في ظل غياب اعمال التنظيف المستمرة، مشيرة إلى أنه ورغم المطالبات المتكررة لايجاد حلول جذرية للمشكلة، إلا أنها لا تزال تراوح مكانها.
وتبين أن آخر مرة جرى فيها تنظيف القناة كان قبل سنوات، إلا أن الأوضاع عادت لأسوأ مما كانت عليه سابقا خاصة وأن بعض السكان يقومون بإلقاء نفاياتهم فيها، مؤكدة أن القناة بوضعها الحالي تشكل خطرا حقيقيا على الأهالي كونها مأوى للكثير من الهوام كالأفاعي والعقارب والجرذان التي تهاجم المنازل القريبة، ناهيك عن أنها أصبحت مصدر جذب للأطفال من هواة صيد الأسماك وهم الأكثر عرضة للمخاطر.
وتشير إلى أن بلدية دير علا قامت أكثر من مرة برش القناة بالمبيدات، إلا أن نمو الأعشاب بكثافة يقلل من فاعليتها، مؤكدة أن الحل الوحيد يكمن بتغطية القناة أو استبدالها بأنابيب للحد من المخاطر التي قد تنتج عنها.
ويطالب الأهالي سلطة وادي الأردن وبلدية دير علا بضرورة القيام بتنظيف مجرى القناة وعمل حملة رش للقضاء على الآفات الموجودة فيها، مشددين على ضرورة ايجاد حل جذري للمشكلة كتحويل القناة إلى أنابيب أو عبارات مغطاة للحد من أي مضار قد تشكلها القناة الموجودة حاليا.
من جانبه، يؤكد مدير مديرية الاسناد والصرف الجوفي في سلطة وادي الأردن المهندس بكر عكروش أن المديرية تقوم سنويا بتنظيف أقنية الصرف الجوفي وبشكل متكرر، إلا أن إلقاء المواطنين للنفايات في تلك الأقنية، يعد أحد أهم أسباب تكاثر الهوام والحشرات، مضيفا أن السلطة جاهزة وبكل إمكاناتها لتوفير الخدمات للمواطنين وسكان المنطقة مع ضرورة تعاون الاهالي للحد من المخاطر البيئية التي تشكلها هذه القنوات.
ويبين أن المديرية تقوم حاليا بدراسات لمكافحة الغطاء النباتي داخل القناة والذي يشكل بيئة خصبة لتكاثر وعيش الآفات الخطرة والحشرات، لافتا إلى أن عملية تغطية القناة بعبارات أو أنابيب يحتاج إلى ميزانية وهو أمر يقع ضمن مسؤولية مجلس المحافظة الذي يقوم بإدراج المشاريع ورصد المبالغ اللازمة لتنفيذها.
التعليقات مغلقة.