كازاخسستان : المؤتمرالسابع لزعماء الأديان كنقطة تحول فى صناعة السلام

=

د. محمد الشحات الجندى

رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية (نور مبارك) كازاخسستان

يجب التأكيد على أن المؤتمرزعماء الأديان العالمية والتقليدية الذى انعقدفى أستنا فى سبتمبر2022 فى دورته السابعة ؛كان حدثا دوليا هاما ؛ونقلة نوعية فى عرض وتبادل الآراءبصورة متغردة غير مألوفة فى النظام الدولى عن طريق جمع كل من زعماء الأديان وزعامات سياسية على مائدة واحدة ؛ لمناقشة قضايا أساسية وهامة تتعلق بمصائر الشعوب والأقليات والدول ؛ وظهر ذلك فى اتجاهات متعددة على رأسها قضايا الحوار والسلام وتعزيز ثقافة التسامح والتأكيد على دور القيم الدينية والإنسانية ؛ ومكافحة التطرف والإرهاب ودفع عملية التنمية وخاصة التنمية الرقمية  ؛ مما يجدر معه الاستجابة الى ماأبداه سيادة الفير رئيس المركز فى النقاط الآتية :

  • 1-فى مسألة الحوار: أن البيان الختامى للمؤتمر؛ نوه وأكد على أهمية الحوار؛كوسيلةهامة وأساسية للتفاهم والتقارب على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية ؛ فالحوارضرورى بين زعماء الأديان والسياسيين لبناء جسورالثقة ونزع فتيل التوترات بين أتباع الأديان ؛ وبين الدول حول المشاكل وأسباب المنازعات . فالحوارمطلوب بين أبناء الشعب والأمة الواحدة كسبيل لتوضيح المواقف وتسوية المسائل العالقة بين الشعوب داخل الدولة الواحدة المتعددة الأديان والأجناس والألوان والثقافات ؛ كذلك الحال بالنسبة للدولالتى تعيش فى إقليم واحد وترتبط فيما بينها بأواصرالدين أو الثقافة أوالجنس ,, فهى بحاجة إلى إقامة حوارجاد وهادف ؛ وبالإضافة إلى هذا وذاك تعظم أهمية, الحوار بين الدول والشعوب كوحدات سياسية يجمع بين شعوبها روابط إنسانية ؛ وكسبيل للتعارف والتعاون والتفاوض لإنهاء النزاعات الدولية ؛ وإبرام المعاهدات السياسية والتجارية والثقافية وغيرها ؛ فهو ملاحظ فى عمليات التفاوض والمساعى الحميدة والوساطة بين الدول ؛ من أجل منع نشوب الحروب وفى إنهاء النزاعات والتسوية السلمية .
  • ولكى يأتى الحوار بالنتائج المرجوة يجب أنتتوافر المتطلبات لإنجاحه أهمها
  • 1- : الرغبة المتبادلة بين الطرفين لإجراء الحواربينهما ؛ والجدية والعزم على المضى قدما على طريقالتفاهمات والمقاربات للتوصل إلى حلول وإزالة مابينهما من خلافات أو صراعات . أيضا : يجب أن يكون هناك تكافؤ بين الطرفين وسماع كل طرف للآخر والا حترام المتبادل للآراء المعروضة والتباحث حولها ؛ لا أن يأتى طرف ويملى شروطه ويفرض رأيه على الطرف الآخر فهذ ايتعارض مع أصول الحوار ؛ وهو مايشير إليه القرآن فى قوله تعالى : وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين ” فكل من الطرفين عليه أن يتقبل يستمع ويناظر ويناقش الآخر دون احتكارللرأى أو الاعتقاد أنه على الحق المطلق ؛ وأن المتحاورمعه على الخطأ تماما.كذلك يجب أن يكون الهدف من الحوارمشروعا على قضية تتعلق بمصلحة مشروعة لا تتعارض مع أصول التعايش السلمى ولا تخالف المواثيق الدولية .
  • 2-بالنسبة لإعداد كلمة للنشرعن القيمة والمردود الذى أحدثه المؤتمر لنشرها على وسائل الإعلام العالمية ؛ فهو أمرمتعين ينبغى وجوده بطريق مستمرة ومستدامة ؛ لكونه يسهم فى تحقيق مطلب عالمى تقره الأديانوالشرائع والمواثيق العالمية كميثاق الأمم المتحدة ومن قبله ميثاق عصبة الأمم ؛ وتعمل من أجله كل الأجهزة الدولية والإقليمية والداخلية كل فى نطاقه ومجاله وإمكانياته ؛ ومن أجله تنعقد المؤتمرات والمنتديات وورش العمل وغيرها . وهنا يتعين التنويه 2إلى أن المؤتمر النوعى لزعماء الأديان بفعالياته المستمرة ومطالباته الدائمة ؛ قد أحسن صنعا بضرورة إشراك قادة الأديان فى صنع السلام وتوعية أتباع الأديان المختلفة ؛ حول ضرورة التعايش السلمىبينها والتعاون فيما بين أتباع الأديان المختلفة ؛ من منطلق أنه لن يتحقق سلام عالمى بدون سلام بين الشعوب “
  • ويمكن الإشارة إلى بعض الخطوط العريضة التى يتعين تضمينها فى هذه الكلمة:
  • 1-أن السلام الاجتماعى والعالمى صناعة لا تتحقق بدون استعداد وإرادة وعمل مستدام من الدول الكبرى؛ وأن مايجرى الإعلان عنه فى المحافل الدولية من أقطاب العالم صانعى القرار؛ لا يعدو أن يكون مجرد شعارات لا تجد شاهدا ولا برهانا عليها على أرض الواقع ؛ فهاهى الحروب بكل صورها مستعرة بين القوى الكبرى الحروب الإعلامية والاقتصادية ؛ والحرب الباردة وسباق التسلحالباهظ؛ والحرب الساخنة الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا ؛ فأوكرانيا تحارب فيها بالوكالة عن الغرب أمريكا ودول الاتحاد الأوربي ؛ وكل طرف يستقطب فيها الدول الأخرى لإحراز النصر؛ وهو ماقد يتطور إلى حرب عالمية ثالثة ؛ وهى ممارسات غير مسئولة وغير مشروعة ؛ وتشعل فتنة كبرى تكتوى بها الشعوب والدول الصغرى وهو ماحذر منه القرآن : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة “.
  • 2- أنه يجب إطلاق مبادرة عالمية بالدعوة إلى إنهاء المجاعات والأوبئة التى تتفشى فى العديد من دول الجنوب الفقيرالذى يعانى سكانه من الفقر المدقع والمرض المهلك والجهل المركب ؛ فى الوقت الذى تنفق فيه مئات الملايين على أسلحة الرعب والدمار الشامل للعالم وهو ماينافى العدالة والتضامن الدينى والإنسانى والقرآن يشير الى نعمة الله على الإنسان فى الأمان من الجوع والأمان من الخوف بمظاهره المتعددة بقوله تعالى : الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” لكن بسبب سباق التسلح وحروب الاستكبارتقع الأزمات العالمية .
  • 3-الإلحاح على الاعتماد على الدبلوماسية الدينية التى أطلقها المؤتمر؛ وأهمية مشاركة قادة الأديان فى صنع السلام العالمى ؛ وتكوين رأى عام قوى ؛ يعيد لقراصنة الحرب رشدهم المغيب ؛ نتيجة تسلط فكر الزعامة والاستعلاء والهيمنة على مقدرات العالم ؛ وقد يؤدى الاستعانة بإحياء الضمير الدينى فى نفوس أصحاب القرارله أثر طيب فى تجنب بعض المظالم والإفلات من ويلات الحرب .

4-التوعية بمخاطر ظاهرة الإسلاموفوبيا الخوف من الإسلام ؛ووصم الدين الإسلامى والمسلمين بالكراهية والإرهاب وعدم قبول الآخر؛ وتوجيه أصابع الاتهام دوما إلى الإسلام وأتباعه بأنهم المتطرفون والعنصريون وحدهم دون سواهم؛ وهو ماأدانته الجمعية العامة للأمم المتحدة وأصدرت بشأنه قرارها فى 15 مارس 2022 ؛ واعتبرت هذا التاريخ يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا .

وانطلاقا من رسالة المؤتمرفى نداءاته وودعواته الدائمة لحفظ السلام الدولى بين الدول والشعوب  ؛ فإن من المهمتبنى الدعوة الى إلى إصدار قانون دولى لتجريم ازدراءالأديان ؛ من منظمة الأمم المتحدة على  نحو ماحدث من صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا .

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة