كيف يمر الوقت على الموتى في القبور
=
كيف يمر الوقت على الموتى في القبور سؤال الذي يشغل بال الكثير من الناس ، ونحاول وبالدليل توضيح إجابة هذا السؤال من أقوال العلماء ومنهم الشيخ الشعراوي والشيخ ابن عثيمين.
هل يشعر الميت بالزمن
مرور الوقت على الميت الشيخ الشعرواي
الميت لا يشعر بالزمن أبدا ، فأنت حين تنام ثم تستيقظ لا تشعر كم لبثت من النوم ، لأن حساب الزمن لا يأتي إلا بتتبع الوعي للأحداث للزمن ، أما وأنت نائم لا تشعر بالأحداث ، ولذلك الذين طال نومهم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم رغم أنهم لبثوا أكثر من 300 سنة ، لأنهم عندما ناموا فلا يوجد أحداث تصنع الوقت.
أما الوقت الذي مر على البشرية منذ آدم عليه السلام حتى الآن إنما هو وقت بالنسبة للأحياء ولا يشعر الميت بالزمن ، إذاً فمن مات فقد قامت قيامته، إذاً فعذاب الحياة الدنيا شيء وبعد ذلك يأتي عذاب القبر ، فهناك عذاب القبر وهو لون من عرض مايعذب به الكافر حيث قال الله تعالى :”النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ”.
إذاً متى يعرضون على النار قبل الساعة ؟ فهنا لا يوجد زمن إلا زمن الموت فهذا العذاب يكون في زمن الموت في القبر للإنسان الكافر ، إذاً الآخرة محل الإدخال في النار وزمن القبر هو زمن العرض على العذاب .
مرور الوقت على الميت الشيخ ابن العثيمين
وفي مسألة مرور الوقت على الموتى قال الشيخ ابن العثيمين :الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعاً كأنه ليس بشيء ، أمات الله رجل مائة عام ثم بعثه فقال له كم لبثت ؟ قال لبثت يوماً أو بعض يوم ، ثم قال الله له بل لبثت مائة عام ، وأهل الكهف أماتهم الله ثلاثمائة وتسعة سنين ثم بعثهم الله فقالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم.
فالوقت يمر على الموتى المؤمنين سريعاً مثل النوم ، أما من كانوا من اهل الكفر والضلال يمر عليهم الوقت في القبور بطيئة ويتباطئ عليهم الوقت ، وهذا الشيء مُشاع حتى أن ابن خلدون قال :إن أيام الأمن وأيام الرغد تمضي سريعاً وأيام الجوع والحروب والفتن تكون طويلة وهذا الصحيح.
فأقول يا أخي كل المدفونين إذا جاء يوم القيامة فأكنهم لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ، ولهذا يقول المجرمون “ياويلنا من بعثنا من مرقدنا” ، والخلاصة أن المدة تزول سريعاً أسرع من لمح البصر.
اقرأ في: ما هي شروط الأضحية والمضحي الرجل أو امرأة
هل الأموات يشعرون بالأحياء
السؤال حول شعور الميت في قبره بالناس من حوله جوابه قطعاً بنعم يشعر الميت بالأحياء من حوله ، ولولا ذلك لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلقي السلام على أهل القبور حين ندخلها.
فقد روي عن أم المؤمنين عائشَةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ:( كَانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ كُلَّما كَانَ لَيْلَتها مِنْ رسول اللَّه ﷺ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلى البَقِيعِ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤمِنينَ، وأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ).
فهذا دليل على أن الميت يشعر بزيارة الأحياء له في قبره ، وهناك دليل آخر في غزوة بدر بعد أن كتب الله النصر للمسلمين قال أنس بن مالك ، قال : سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل وهو يقول : يا أهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام ، فعدد من كان منهم في القليب : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؟
فقال المسلمون : يا رسول الله ، أتنادي قوما قد جيفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني .
هذا والله أعلم.
التعليقات مغلقة.