كييف تستعيد مناطق جديدة وروسيا تمطر جنوب أوكرانيا بالصواريخ
فيما أعلنت أوكرانيا استعادة قرية جديدة في الجبهة الجنوبية للبلاد ليرتفع بذلك المستعاد الى 8 مناطق لتجمعات سكنية في غضون أسبوعين، واصلت روسيا شن هجوم صاروخي على جنوب أوكرانيا.
استعادة المناطق السكنية جاء ضمن العمليات الهجومية الأوكرانية المضادة، وذكرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تليغرام أمس أن القوات الأوكرانية لم تسترد قرية بياتيخاتكي فحسب، بل تقدمت بما يصل إلى سبعة كيلومترات داخل الخطوط الروسية في غضون أسبوعين.
الصواريخ التي أطلقتها روسيا قالت إنها أحبطت ما وصفتها بـ”المؤامرة الإرهابية” الأوكرانية التي استهدفت مسؤولين مدعومين من موسكو في الأراضي التي تسيطر عليها.
وأضافت ماليار أنه “في غضون أسبوعين من العمليات الهجومية باتجاه بيرديانسك وميليتوبول، تم تحرير ثماني تجمعات سكنية” واستعاد الجيش الأوكراني 113 كيلومترا مربعا. كما لفتت إلى أن القوات الأوكرانية تقدمت في الجنوب “حتى عمق سبعة كيلومترات” من المواقع الروسية.
وقالت إن روسيا نشرت قوات إضافية في الشرق لوقف تقدم القوات الأوكرانية على محور باخموت، مشيرة إلى أن حدة الاشتباكات انخفضت في هذا المحور الأسبوع الفائت، لكنها مستمرة، حيث بلغ إجمالي عددها 41 اشتباكا، وحققت القوات الأوكرانية تقدما في عدة مناطق.
على صعيد آخر، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، فياتشيسلاف غلادكوف، أن سبعة أشخاص بينهم طفل أصيبوا في ضربات أوكرانية على المنطقة.
وأضاف على تليغرام أن ضربات استهدفت عدة مبان سكنية في حي فالويسك، مشيرا إلى أن كل الجرحى أدخلوا المستشفى.
وعلى صعيد الهجمات الروسية، أفادت الإدارة العسكرية في أوديسا جنوبي أوكرانيا أن المنطقة تعرضت لهجوم روسي والدفاعات الجوية عملت على صدها، كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية وقوع انفجارات بأوديسا ناجمة عن تعامل الدفاعات الجوية مع صواريخ قادمة من البحر الأسود.
وسمعت سلسلة انفجارات في مدينة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا بعد رصد إطلاق صواريخ من طراز “إس-300” روسية على المدينة.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت إن القوات الروسية نفذت خلال أول من أمس أكثر من 40 غارة جوية و60 هجوما صاروخيا على مواقع أوكرانية ومناطق سكنية، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها صدت سلسلة هجمات أوكرانية كبيرة في 3 قطاعات في زاباروجيا
يأتي ذلك بينما احتدمت المعارك في الجبهة الجنوبية للبلاد مما كبد الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح وفق تقارير استخباراتية غربية.
في الأثناء، سخر الرئيس الأوكراني زيلينسكي مما وصفها بالادعاءات الروسية بشأن تدمير منظومات باتريوت، وقال إن جميع منظومات الباتريوت تسقط الصواريخ الروسية بأكبر قدر من الكفاءة ولم يتم تدمير أي منصة، مشيرا إلى أنه تم تدمير 36 صاروخا روسيا خلال الأيام السبعة الماضية وحدها.
وأضاف أن روسيا لن تفشل فقط في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية، بل ستفقد أيضا ما تحتله الآن، وعليها تهيئة مواطنيها لذلك.
وتابع زيلينسكي في بثه الليلي في كييف، أن القوات الأوكرانية تتقدم خطوة بخطوة نحو تحرير بلادها، مشيرا إلى أن أوكرانيا تتوقع تعهدات جديدة بالمساعدة العسكرية من حلفائها في الأيام القليلة المقبلة.
وفي إطار آخر، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي أمس إنه أحبط سلسلة من “المخططات التخريبية والإرهابية” الأوكرانية كانت تستهدف مسؤولين مدعومين من موسكو في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا داخل أوكرانيا واعتقل امرأة في إطار تحقيق يجريه.
وذكر الجهاز في بيان أن الهجمات كانت تستهدف مسؤولي إنفاذ القانون الروس ومسؤولين حكوميين عينتهم روسيا في منطقة زاباروجيا بجنوب أوكرانيا، وهي واحدة من أربع مناطق أوكرانية تقول موسكو إنها ضمتها منذ بدء ما تصفه بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
وفي شأن آخر، حذرت وزارة الدفاع الروسية أمس من أن الفيضان في منطقة خيرسون الذي سببه صدع سد كاخوفكا الضخم في أوكرانيا قد يؤدي إلى تفشي أمراض ينقلها البعوض مثل اندلاع حمى غرب النيل في المنطقة.
في المقابل، اتهمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا دنيس براون أول من أمس روسيا بعرقلة إيصال المساعدات إلى ضحايا تفجير سد كاخوفكا في المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب الأوكراني.
وقالت براون في بيان إن “حكومة الاتحاد الروسي رفضت حتى الآن طلبنا الوصول إلى هذه المناطق الواقعة مؤقتا تحت سيطرتها العسكرية”، وحضت السلطات الروسية على “التصرف وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
في الأثناء يستعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإجراء مناورة جوية فوق الجناح الشرقي للحلف المحاذي لروسيا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مناورة جوية كبرى ستنطلق هذا الأسبوع تشمل مشاركة مقاتلات تحلق فوق الجناح الشرقي للحلف. وطبقا لخطط المناورة، فقد طلب شركاء الحلف الشرقيون إرسال مثل هذه الإشارة “بالتأمين والتكاتف العسكري”.
وكان الناتو بدأ قبل أسبوع سلسلة من أكبر مناوراته الجوية بتنسيق من ألمانيا، سماها “إير ديفندر 23، وتهدف إلى إظهار وحدة أعضائه أمام التهديدات المحتملة، لا سيما من روسيا، وتشمل المناورات تدريبات في أجواء ألمانيا والتشيك وإستونيا ولاتفيا، وتستمر للثالث والعشرين من الشهر الحالي، وضمت المناورة نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضو وحليف لحلف شمال الأطلسي، منها اليابان والسويد المرشحة للانضمام إلى التحالف العسكري الأكبر في العالم. – (وكالات)
التعليقات مغلقة.