لبنان يقاوم.. غارات صهيونية متواصلة وحزب الله يرد بأكبر هجوم صاروخي

– وسّع جيش الاحتلال من عملياته البرية في محاولة منه لاختراق القوة النارية التي كانت تصده خلال غزوه للبنان، وذلك على وقع غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية والبلدات اللبنانية، فيما أعلن حزب الله، أمس، تصديه لقوة صهيونية حاولت التسلل إلى بلدة “اللبونة” في القطاع الغربي من جنوب لبنان، وإطلاقه عشرات الصواريخ على حيفا ومناطق أخرى داخل الكيان المحتل.

وقال الحزب إنه أجبر القوة الصهيونية على الانسحاب بعد إيقاعه قتلى وجرحى في صفوفها.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها “حزب الله”، محاولة توغل بري للجيش الصهيوني عبر تسلل من القطاع الغربي.
وقال حزب الله في بيان: “رصدت المقاومة الإسلامية قوة للعدو الإسرائيلي تسللت من خلف موقع القوات الدولية في اللبونة”.
وتابع: “تعاملت المقاومة معها بالأسلحة المناسبة وحققت فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح، مما أجبرها على الانسحاب خلف الشريط الحدودي من حيث تسللت”.
الى ذلك، استشهد 3 لبنانيين، في غارة استهدفت منزلا وسط بلدة “سحمر” بالبقاع الغربي شرق لبنان، فيما واصل الطيران الحربي الصهيوني غارات أخرى على عدة مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن “غارة معادية استهدفت منزلا وسط سحمر مما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء” .
وأضافت، أن “الهيئة الصحية الإسلامية (تتبع لحزب الله) وكشافة الرسالة الإسلامية (هيئة صحية خاصة) تعملان على رفع الأنقاض لانتشال الجثث من المنزل الذي دمر بالكامل والبحث عن ناجين”.
وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ذكرت الوكالة، أن “الطيران الإسرائيلي شن غارة عنيفة على محيط حارة حريك-الرويس سمعت أصداء انفجاراتها في بيروت وجبل لبنان”.
وأشارت إلى أن الغارة “استهدفت موقف سيارات بين جسر المطار وبلدية الغبيري”.
وأضافت أن “غارة معادية ثانية على الضاحية الجنوبية في أقل من ربع ساعة على الغارة الأولى استهدفت محيط حارة حريك” دون ذكر مزيد من التفاصيل.
كما “شنت مقاتلات إسرائيلية غارة قرب مستشفى حيرام في مدينة صور جنوب لبنان أثناء نقل جنازة” وفق ذات المصدر.
وقالت إنه “أثناء قيام فريق الإسعاف في جمعية الرسالة للإسعاف الصحي بنقل جنازة من مستشفى حيرام قام العدو الصهيوني بتنفيذ غارة قرب المستشفى دون وقوع إصابات”، مشيرة إلى أن “المكان ما يزال تحت مسح فرق الانقاذ”.
وشن الطيران الحربي الصهيوني كذلك غارات على بلدات طيرفلسيه ومجدل سلم والصوانة ودير الزهراني في محافظة النبطية جنوب لبنان”.
واستهدف الطيران الحربي للاحتلال “منزلا عند مفترق بين بلدتي عبا وجبشيت جنوب لبنان ودمره بالكامل” بحسب ما ذكرت الوكالة.
وأضافت أن الطيران الحربي الصهيوني “أغار على المنطقة بين بلدتي عين بوسوار وجرجوع في إقليم التفاح جنوب لبنان”.
وذكرت أن “الطيران الحربي المعادي أغار قرابة التاسعة صباحا (ت.غ+3)، على منزل في بلدة مليخ في منطقة جبل الريحان ومنزل في بلدة ارزون جنول لبنان”، مشيرة إلى أن قصف المنزل أسفر عن وقوع إصابات دون مزيد من التفاصيل.
ولفتت الوكالة، إلى أن الطيران الحربي للاحتلال “شن منذ صباح الثلاثاء، غارات متتالية على بلدة الخيام، وغارة أخرى استهدفت بلدة الشهابية جنوب لبنان”.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي “غارة على بلدة ياطر جنوب لبنان استهدفت مركز الدفاع المدني لكشافة الرسالة الإسلامية، ولم تسجل إصابات”.
ومنذ 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، وسع الاحتلال نطاق الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول (اكتوبر) 2023، لتشمل لبنان، والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية غير مسبوقة، وتوغل بري جنوب لبنان مخالفة بذلك تحذيرات دولية وقرارات أممية.
في المقابل، يرد “حزب الله” على العدوان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال أن هناك 105 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان تجاه شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، على دفعتين، وخاصة مدينة حيفا وعدة مستوطنات بالجليل. وذلك بعد دقائق من خطاب ألقاه نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وفي وقت أعلن فيه الجيش الصهيوني عن عمليات برية محدودة جنوب لبنان.
وأكدت القناة 12 العبرية إصابة 12 شخصا بجروح طفيفة في حيفا والكريوت بعد القصف الصاروخي.
وقصف حزب الله مدينة حيفا وخليجها بعشرات الصواريخ من مناطق يجري الجيش المحتل فيها عملياته البرية، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار بمناطق عديدة في نفس الوقت.
وقد وصف الجيش الصهيوني الرشقة الصاروخية بأنها الأكبر التي تستهدف مدينة حيفا. وقالت القناة 12 العبرية إن ما لا يقل عن 5 صواريخ سقطت في حيفا والكريوت.
وأعلنت الجبهة الداخلية للاحتلال من جهتها عن إصابة مباشرة في بلدة كفار ماسريك جنوب عكا وفي كريات موتسكين بخليج حيفا.
أما موقع واينت الإخباري الصهيوني فإن القصف الصاروخي الكثيف على حيفا بالشمال نفذ من مناطق في جنوب لبنان بدأ الجيش الإسرائيلي توغله.
ومن جهته تحدث عمدة مدينة حيفا عن إصابة مبنى في منطقة خليج حيفا بشكل مباشر، وقال إنه طلب إخلاء المصانع الكيميائية في خليج حيفا لكنه لم يتلق أي رد. وطالب هذا العمدة بموازنات لتعزيز الحماية للأحياء السكنية القديمة في حيفا.
وكان حزب الله أعلن إطلاق رشقة صاروخية على مرابض مدفعية للجيش الاحتلالي في ديشون ودلتون، واستهداف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب برشقة صواريخ دوت على إثرها صفارات الإنذار.
وقد أعلن جيش الاحتلال إصابة جندي بجروح خطيرة خلال معارك جنوب لبنان، كما أعلن استدعاء فرقة عسكرية إضافية للانضمام إلى العملية البرية جنوب لبنان.
وأضاف أن الفرقة 146 بدأت تنفيذ عمليات محددة ضد أهداف وبنى تحتية لحزب الله جنوب لبنان.
من جهة أخرى قال الجيش الصهيوني إنه اغتال سهيل حسين حسيني رئيس منظومة أركان حزب الله في غارة على منطقة في بيروت.
في سياق متصل، بدأت دول من مختلف أنحاء العالم إجلاء رعاياها من لبنان بعد تصاعد العدوان على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد إضافة إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وعلى الرغم من أن معظم عمليات الإخلاء تتم عبر مطار بيروت، فإن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية أكد أن السلطات تلقت خلال اتصالاتها الدولية “تطمينات” من ناحية عدم استهداف الاحتلال للمطار، لكنها لا ترقى إلى “ضمانات” على وقع غارات كثيفة في محيط المرفق الجوي منذ الأسبوع الماضي.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة