لخطورة طريقه.. وادي بني حماد السياحي في حالة شبه عزلة
رغم أهميته على خريطة السياحة الطبيعية وخاصة الشتوية لاحتوائه على ينابيع المياه المعدنية الدافئة، ما يزال موقع وادي بني حماد بالكرك في حالة شبه عزلة، نتيجة صعوبة الوصول إليه عبر طريق متعرج وخطر يمتد لمسافة 12 كلم ولا يتسع لأكثر من مركبة واحدة وتكثر فيه الحفر والمطبات، إضافة إلى عبور الطريق فوق أودية يتخللها عبارات مغلقة بفعل السيول المستمرة لفترة طويلة.
المنطقة الواقعة إلى الشمال من محافظة الكرك، وتحيط بها جبال بتضاريس خلابة، يضاف إلى قيمتها السياحية الطبيعية، اشتهارها ببساتين الخضار والفواكه والحمضيات، ما يفرض معاناة يومية لأصحاب تلك البساتين بالوصول إليها عبر طريق وعر وخطر.
وعلى مدار سنوات مضت، أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في أكثر من مرة عن مشاريع تستهدف أعمال توسعة وتأهيل للطريق وبكلف مالية مرتفعة، إلا أن تلك المشاريع لم تكن بالمستوى المطلوب، وبقيت معاناة مستخدمي الطريق من السياح والمواطنين والمزارعين مستمرة، في وقت تزداد الخطورة مع قدوم فصل الشتاء وتساقط الامطار وتكرار حوادث انهيار الحجارة والاتربة التي تغلق الطريق، إضافة إلى إغلاق للعبارات التي تقطع الطريق في أكثر من موقع، ما يحرم الوادي من عوائد السياحة الشتوية التي يتميز بها.
وكانت وزارة الاشغال العامة قد نفذت خلال السنوات الماضية العديد من أعمال التأهيل للطريق إلا انها لم تشكل أي إضافة، وفق العديد من المواطنين، الذين قالوا إن معاناتهم مستمرة مع الطريق الوحيد المؤدي للمنطقة.
ويأمل مواطنون أن تشكل أي أعمال تأهيل جديدة تقوم بها وزارة الاشغال العامة للطريق خلال الفترة المقبلة فارقا في الحد من خطورته.
وتستقطب المنطقة الممتدة على طول سيل وادي بن حماد من قرية بتير إلى البحر الميت، وتضم مناطق ساحرة وسط سيق صخري بألوان مختلفة تشكل لوحة طبيعية ساحرة، آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، وخصوصا الباحثين عن الاستمتاع بالمياه المعدنية الدافئة أو المناظر الطبيعية، بالإضافة إلى شلالات المياه والمواقع الجبلية، والتي أصبحت المنطقة خلال السنوات الماضية مكانا لممارسة رياضة تسلق الجبال والرياضات الجبلية أو السير وسط مجاري المياه.
وبسبب طبيعتها السياحية الجذابة عملت العديد من المؤسسات على تنظيم رحلات جماعية للرياضات الجبلية، واستقطاب المجموعات السياحية ذات طابع المغامرة، واكتشاف المنطقة من بداية سيل الوادي وحتى المصب في البحر الميت.
ويشكو العديد من أبناء محافظة الكرك وزوارها، من غياب المرافق الخدمية المختلفة في منطقة وادي بن حماد، وخصوصا معاناتهم مع الطريق الواصل إلى منطقة الحمامات المعدنية، والتي تتواجد فيها برك مياه بدائية للاستحمام تخلو من النظافة والإشراف من قبل أي من الجهات الرسمية أو الأهلية بالكرك.
كما يجهد السياح والمتنزهون للوصول إلى مواقع للجلوس والسير في الوادي، حيث تنعدم المسارات السياحية الآمنة للسياح، والتي يمكنهم السير فيها وسط المنطقة الجبلية الوعرة التي يمكن السقوط فيها.
وقال المزارع علي الجرادات من مزارعي وادي بن حماد إن سكان المنطقة والمزارعين والسياح يعانون منذ فترة طويلة من تردي الطريق المؤدي للوادي وصعوبة استخدامه وخطورته في موسم الأمطار، لافتا إلى أن كل فترة تقوم الجهات المعنية بالإعلان عن عطاء لاعادة توسعة الطريق لكن دون جدوى بسبب بقاء الطريق كما هو ودون توسعة وتأهيل حقيقي ينهي معاناة مستخدميه.
وأشار المواطن ناصر الحباشنة إلى أن استخدام الطريق الذي يبدأ من بلدة بتير وصولا إلى وادي بن حماد بطول 12 كلم، أصبح خطرا للغاية، وخاصة في مواقع العبارات على الأودية ومنها العبارة الموجودة على أعلى وادي بن حماد حيث تعبر المركبات عليها بصعوبة بالغة بسبب الصخور والحجارة، مطالبا الجهات المعنية بإنشاء طريق عام جيد ومتسع لكل المركبات بديلا عن الطريق الحالي الذي لا يتسع لأكثر من مركبة واحدة.
من جهته، أكد مدير أشغال الكرك المهندس رائد الخطاطبة أن هناك عطاء جديدا لإعادة تأهيل شاملة للطريق قد احيلت على متعهد وبدأ العمل قبل أسبوع وبكلفة تزيد على 600 ألف دينار، لافتا إلى أن المشروع الحالي يشمل تغيير مسار للطريق وتوسعة وانشاء عبارات صندوقية جديدة على الأودية المار فيها الطريق، مؤكدا أن الأعمال الجديدة سوف تؤدي إلى معاجلة جذرية لكل الاشكالات التي كانت تواجة مستخدمي الطريق وبشكل كامل.
واكد مدير سياحة الكرك ساطع المساعده، على أن موقع حمامات وادي بن حماد يشهد حاليا إعادة تأهيل للطريق ستساهم في تحسين الحركة السياحية بالمنطقة، لافتا إلى أن المنطقة تشهد حاليا زيادة باعداد السياح حيث وصلت اعدادهم إلى حوالي 1500 زائر من الخارج، إضافة إلى الزوار من داخل المحافظة.
وبين أن منطقة حمامات وادي بن حماد تضم مرافق خدمية متعددة من البرك الساخنة والمسارات السياحية بالوادي، اضافة لوجود مرافق صحية متعددة، مؤكدا أن الموقع يدار حاليا من قبل مستثمر وهناك مراقبة دائمة من قبل المديرية على نشاطاته.
هشال العضايله / الغد
التعليقات مغلقة.