لغة الضاد و خطر العبرية// ياسر الصمادي

اللغة ليست مجرد رموز و إشارات و وسيلة للمعرفة و التفاهم وطريقة للتفاعل و الاتصال و التماسك و الوحدة ، فهي هوية للأمم و الشعوب ، و ثقافة و صياغة للأفكار ، و بها تعرف الشعوب .
و عند الحديث عن اللغة العربية هو حديث عن التراث والأصالة
و تشبث بالهوية ، و بحث عن الرقي و المستقبل ، فهي لغة القرآن ، و عنوان العروبة، و رمز هويتنا و استقلالنا الثقافي، في عالم ساعٍ للعولمة والاعتداء على خصوصية الشعوب.
قال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون}
الخطر اليهودي على المسجد الأقصى المبارك كبير لم يقف عند حاجز التعدي على المقدسات الدينية فيها و محاولة تزييف تاريخ المكان و عراقته المتجذرة بالتاريخ ، و محاولة فرض واقع جغرافي جديد يخدم أهدافهم بل وصل الخطر للثقافة و محاولة إحلال اللغة العبرية مكان اللغة الأم ( اللغة العربية ) تهويد بكل المجالات و القطاعات .
و في حديث عن واقع اللغة و ارتباطها بالمسجد الأقصى المبارك ، فالاكتشافات تشير إلى أنّ سكان فلسطين منذ القدم كانوا عربًّا هاجروا إليها من جزيرة العرب ، و وجدوا الأثار فيها ، و مدينة أريحا أقدم مدينة بالتاريخ شاهد على ذلك .
واقع اللغة العربية بالقدس بشكل خاص يعاني من خطر الهجمة الممنهجة من الصهاينة ، فقد حاربوا اللغة العربية و كل ما يمتُ لها بصلة بجميع القطاعات و المؤسسات ، و فرص القوانين و التشريعات الإسرائيلية عليهم ، و إحلال اللغة العبرية مكان اللغة العربية في التجارة و العمل ، و إحلالها لغة رسمية بالمدارس ، و منع تدريس المنهاج الأردني ، و إضعاف المدراس و معلميها ، و هدم الكثير من المدن و القرى و المعالم التاريخية لطمس الهوية العربية ، و تغيير أسمائها للعبرية ، و كتابة لوحات و لافتات بأسماء عبرية و كتابتها بأسماء عربية مكسرة ، و طباعة العشرات من الخرائط و الأطلس و الموسوعات بأسماء عبرية ، و أصبحت الحفلات و المناسبات تقام بلغتهم ، و أصبح الشباب يتفاخرون بالحديث بالعبرية و يتسابقون لتعلمها .
هذا الغزو الثقافي الخطير أدى إلى فرض الواقع العبري بكل مناحي الحياة ، و شتت ناطقيها و أبعدهم عنها ، مما سيؤدي إلى طمسها و هجرها ، و طمس هويتها ؛ لفرض واقع جديد عبري خالص .
هذا الواقع الجديد يتطلب منا الوعي و الاهتمام و التمسك بها ، و حمايتها من شر الأعداء ، و جعلها نهج حياة ، و علينا تعلم قواعدها و نحوها و صرفها بالمدارس و الجامعات ، و التحدث بها بكل تفاصيل الحياة ، و التركيز عليها إعلاميًّا فهي لغة المستقبل في الإعلام كما وصفها الأديب الفرنسي ( جول فيرن ) ، و عقد الندوات للتعريف بأهمية اللغة العربية المتأصلة و المستمدة من عقيدة متينة ، و تاريخ عريق يمتد لالآف السنين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة