للجمعة الثانية.. “صباح إربد غير” مبادرة لتنشيط وسط المدينة التجاري
إربد- للجمعة الثانية على التوالي، نجحت مبادرة تطوعية مجتمعية في إعادة إحياء وسط إربد التجاري بشكل مختلف وتشجيع العائلات على زيارة وسط البلد التاريخي التراثي، بعد أن سيطر التوسع التجاري خارج وسط المدينة خلال السنوات الأخيرة على مقاصد المتسوقين.
مبادرة “صباح إربد غير”، التي أطلقها عدد من أبناء مدينة إربد، تحمل في جعبتها العديد من الأفكار الهادفة إلى إعادة إحياء الأماكن العتيقة والتراثية وسط البلد التجاري الذي يزخر بالشوارع والأبنية والمحال التجارية القديمة التي تشكل عبق ماضٍ جميل كان فيه وسط إربد الملاذ الوحيد للتسوق وللباحثين عن النكهة التاريخية للأماكن.
فكرة المبادرة التي لاقت نجاحا وتعاونا من بلدية إربد الكبرى، بدأ تطبيقها صباح الجمعة الماضية بإغلاق أحد أهم الشوارع التاريخية وسط البلد، وهو شارع الملك طلال أمام حركة المركبات من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الثانية عشرة ظهرا، لإفساح المجال أمام المواطنين والعائلات من استحضار عبق الماضي في الشارع الذي يضم أقدم مطاعم الحمص والفول في المدينة والمطاعم القديمة الأخرى التي تقدم أكلات الشواء، بحيث تستطيع العائلات الجلوس بأريحية على موائد الطعام التي وضعت وسط الشارع والاستمتاع بإفطار الصباح الشعبي.
ويبدو أن فكرة المبادرة بدأت تتطور لتأخذ زخما وبُعدا أكبر؛ حيث شهدت الجمعة الثانية لها أمس، بالتعاون مع مديرية زراعة إربد، توفير تقديم الأكلات التراثية الشعبية من سيدات ريفيات، إلى جانب عروض بيع الرمان من المزارعين في ساحة سوق الصاغة القديمة الموازية غربا لشارع الملك طلال.
يقول أحد مؤسسي المبادرة المهندس ماجد عبندة، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المبادرة يؤمل لها المساعدة على إحياء الوسط التجاري التاريخي لإربد وتسليط الضوء على أهميته التراثية والسياحية، خاصة مع التوسع العمراني والتجاري في ضواحي إربد والذي انعكس على ضآلة حجم حركة التسوق في الوسط التجاري.
ويشير إلى أن الإقبال الكبير من العائلات على الاستجابة للمبادرة وزيارة وسط البلد والتجول بأريحية بعيدا عن ازدحام المركبات والاكتظاظ، يؤمل معه التوسع في رقعة إحياء مثل هذه الأماكن لإعادة الألق لوسط إربد التجاري بما يحمله من إرث تاريخي، وما يعكسه ذلك من تنشيط للحركة التجارية، لافتا إلى حمل المبادرة العديد من الأفكار لتطويرها لزيادة جذبها للزوار والسياح ضمن مسارات سياحية للمواقع التراثية داخل الوسط التجاري.
وعبر العديد من الزوار للوسط التجاري عن تثمينهم لفكرة المبادرة التي وفرت لهم أجواء افتقدوها لسنوات جراء صعوبة إيجاد جلسات عائلية داخل الوسط التجاري المزدحم عادة بالمركبات، فيما يؤمل حسين قاسمية صاحب أحد أقدم المطاعم الشعبية هناك، إسهام الفكرة بإنعاش متواصل للمحال التجارية بمختلف فئاتها واستغلال الإرث المعماري التاريخي لوسط البلد في هذا المجال.
رئيس بلدية اربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي الذي شارك جموع العائلات جلساتها في الموقع، أكد تشجيع البلدية للمبادرات المجتمعية كافة التي تسهم في إعادة الحيوية والروح لوسط المدينة.
وأشار إلى أهمية مبادرة “صباح إربد غير” التي تعيد الطابع الجمالي والإنساني لوسط البلد وتدعم مشاريع البلدية الخاصة بتطوير الوسط التجاري الذي تجري الدراسات بشأنه حاليا، مشيرا إلى تشكيل لجنة مشتركة من البلدية والمبادرة وأصحاب محال تجارية لتطوير فكرة المبادرة وصولا إلى خلق مسار سياحي للزوار والعائلات إلى المباني التراثية القديمة التي يحويها الوسط التجاري وما حوله.
وبين الكوفحي، أن البلدية ستعمل على دعم المبادرة بمختلف الوسائل، أهمها في المرحلة الحالية تطوير البنية التحتية للأماكن المستهدفة وتجميل الشوارع المستغلة للمبادرة وتوحيد ألوان واجهاتها التجارية، إضافة إلى التنسيق بشأن تركيب مظلات واقية من المطر لضمان استمرارية المبادرة خلال فصل الشتاء.-(أشرف الغزاوي- بترا)
التعليقات مغلقة.