للشهر الرابع على التوالي.. الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية في شمال غزة
غزة- مع دخول العملية العسكرية للاحتلال في شمال غزة شهرها الرابع، استشهد 41 فلسطينيا في غارات صهيونية على القطاع منذ فجر أمس، 27 منهم شمالي القطاع. في حين قالت مصادر فلسطينية إن آليات الاحتلال أطلقت النار بكثافة تجاه منازل الفلسطينيين في منطقتي الصفطاوي والتوام شمالا.
كما قالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدا و273 مصابا خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ السابع من تشرين الأول(أكتوبر) 2023 إلى 45 ألفا و717 شهيدا، وعدد المصابين إلى 108 آلاف و856 مصابا.
وذكرت قناة الأقصى الفضائية أن الآليات العسكرية الصهيونية تواصل لليوم الثاني على التوالي التوغل شرق مدينة دير البلح ومخيم البريج وسط القطاع، على وقع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الدبابات والطائرات المروحية.
وأفادت القناة بارتفاع ضحايا القصف الصهيوني لمنزل في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع فجر أمس إلى 3 شهداء.
كما ذكرت مصادر طبية أن فلسطينيين اثنين استشهدا صباحا في غارة صهيونية على شمال مدينة رفح.
وفي شمال القطاع، استشهد فلسطيني في قصف جوي صهيوني على شارع المخابرات شمال غرب مدينة غزة.
كما ارتقى شهيد وعدد من المصابين في قصف على فلسطينيين بجباليا النزلة. وأصيب فلسطينيون آخرون إثر قصف دبابات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بحي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وشيع فلسطينيون جثامين عدد من الشهداء بينهم أطفال إثر غارات صهيونية استهدفت مناطق متفرقة في وسط قطاع غزة.
وكان 3 فلسطينيين بينهم امرأتان استشهدوا في قصف استهدف منزلا شمالي مخيم النصيرات. وفي بلدة الزوايدة استشهد 3 آخرون إثر غارة من مسيرة للاحتلال استهدفت سيارة مدنية.
من ناحية أخرى، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن الاحتلال يواصل تدمير مستشفيات شمال غزة ويحرم 40 ألف فلسطيني من الرعاية الصحية.
وأضاف المكتب الإعلامي أن العدوان التعسفي ضد المستشفيات والطواقم الطبية تطورٌ خطير وممنهج يتزامن مع صمت غير مبرر من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي.
كما قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن الاحتلال يكذب بوقاحة بشأن وجود مسلحين في المستشفيات لتبرير استهدافه للقطاع الصحي في غزة.
يشار إلى أنه منذ الخامس من تشرين الأول(أكتوبر) الماضي، تتعرض المناطق الشمالية بقطاع غزة لهجوم صهيوني أسفر عن استشهاد نحو 4 آلاف فلسطيني وتهجير عشرات الآلاف.
إلى ذلك، تطوي العملية العسكرية الصهيونية المتواصلة على محافظة شمال قطاع غزة والتي بدأت في 5 تشرين الأول(اكتوبر) 2024، شهرها الثالث، مخلفة مشاهد مفزعة من الخراب والدمار غيبت مقومات الحياة هناك.
وسوت قوات الاحتلال خلال هذه العملية التي استهدفت بشكل مركز “مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون”، مناطق وأحياء سكنية واسعة بالأرض مدمرة بذلك البنى التحتية وكافة مقومات الحياة للمواطنين.
وما تزال أكوام ركام المنازل تدفن تحتها أجساد ساكنيها حيث عجزت طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن انتشالهم بعدما أُجبروا على التوقف عن العمل بسبب الاستهداف الصهيوني لطواقمهم ومركباتهم.
جاء ذلك في وقت تعمد فيه الجيش الصهيوني أيضا استهداف المستشفيات والمراكز الطبية ومقرات تقديم الخدمات الإنسانية بالقصف وإطلاق النيران والتفجير، ما أدى لخروجها عن الخدمة بشكل كامل.
ويواصل الجيش الصهيوني عملياته المكثفة في محافظة الشمال حيث دفع بتعزيزات عسكرية الأيام الماضية بهدف توسيع نطاقها واستكمال خطة التهجير العرقي بتهجير من بقي من الفلسطينيين هناك.
ومنذ بدء العملية، أجبر الجيش عشرات الآلاف من أهالي محافظة الشمال على النزوح تحت وطأة النيران والقتل حيث وصل عدد المتبقين الرافضين لفكرة النزوح إلى 70 ألفا من أصل 450 ألف نسمة كانوا يقطنون فيها.
وكثف الجيش الصهيوني في محافظة الشمال خلال عمليته المتواصلة من سياسة “إبادة المدن”، عبر تنفيذ عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية، وفق ما أورده تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في كانون الأول(ديسمبر) الماضي.
وحسب التقرير، فإن الجيش استخدم في إبادة المدن 4 وسائل وهي: النسف من خلال روبوتات وبراميل مفخخة، والقصف الجوي بالقنابل والصواريخ المدمرة، وزارعة المتفجرات والنسف عن بعد، والتجريف بالجرافات العسكرية والمدنية الصهيونية.
وأفاد مصادر صحفية بغزة أن دوي الانفجارات الناجمة عن نسف المباني والأحياء السكنية بالشمال كانت تسمع في مناطق أقصى جنوب القطاع.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها عسكريين في الجيش الصهيوني وبعض الفلسطينيين الذين لم يغادروا الشمال حجم الدمار الهائل الناجم عن تلك العمليات.
وعلى مدار أشهر العملية، ارتكب الجيش الاحتلالي مجازرا بحق المدنيين في المحافظة باستهداف المنازل المأهولة وتجمعات المدنيين بالشوارع ما تسبب بارتقاء الآلاف بين شهداء وجرحى.
كما، أن العشرات من جثامين الشهداء بقيت تحت ركام المنازل المدمرة فيما بقي بعضها في الشوارع بدون أن يسمح جيش الاحتلال بانتشالها فأقدمت الكلاب والقطط الضالة على نهشها.
وحتى هذا اليوم، لم تتمكن وزارة الصحة بغزة من إحصاء عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا وأصيبوا بالعملية العسكرية المتواصلة في محافظة الشمال، بسبب تعطل المنظومة الطبية.
كما يرتكب الاحتلال بدعم أميركي، منذ السابع من تشرين الأول(أكتوبر) 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.-(وكالات)