لماذا خسر القوميون منصب النقيب بانتخابات “المحامين”؟
شكل فوز المحامي يحيى أبو عبود، بمنصب نقيب المحامين للدورة 44، في الانتخابات التي أقيمت أول من أمس وظهرت نتائجها فجر أمس، ضربة قوية للتيار القومي في النقابة الذي خسر أهم معقل له.
وفي الانتخابات التي جرت في مجمع النقابات المهنية، وشارك فيها 9259 محاميا ومحامية من أصل 14746 هم أعضاء الهيئة العامة الذين يحق لهم التصويت من المسددين لالتزاماتهم السنوية، تمكن أبو عبود من الفوز بمنصب النقيب في الجولة الثانية، بعد حصوله على 3081 صوتا، متقدما على منافسه أمين عام مجمع النقابات المهنية السابق المحامي رامي الشواورة الذي حصل على 2344 صوتا.
وكان أبو عبود والشواورة تنافسا في الجولة الثانية، بعد جمعهما أعلى الأصوات في الجولة الأولى التي تقدم فيها الشواورة بعد حصوله على 2900 صوت، حيث لم يتمكن أي مرشح لمنصب النقيب من حسم الفوز فيها، حيث كان الفائز بحاجة إلى جمع 4630 صوتا للفوز بشكل مباشر.
ويمكن للمتابع للشأن النقابي في نقابة المحامين، توقع فوز أبوعبود مع بداية الجولة الثانية التي استمرت ساعتين، نظرا لانسحاب نقيب المحامين السابق مازن رشيدات، بعد حصوله في الجولة الأولى على المركز الثالث بإجمالي أصوات بلغت 2413 صوتا، وإعلانه منح أصواته لأبو عبود.
فوز أبو عبود، جاء بعد مؤشرات واضحة بدعم رشيدات له، خاصة وأن النقيب السابق يرى في الشواورة خصما له، على الرغم من انتمائهما للتيار القومي نفسه، إضافة إلى أنه يمتلك قاعدة قوية في الهيئة العامة.
واستفاد أبو عبود، المرشح المستقل والمقرب من “الإسلاميين”، مما جرى في الجولة الأولى ونتائجها، وتمكن من الحصول على دعم كبير من مؤازري رشيدات الذين صوتوا لأبو عبود وحجبوا أصواتهم عن الشواورة.
وفي الوقت الذي بات التيار الإسلامي يخسر حظوته في النقابات المهنية مؤخرا، جاءت انتخابات نقابة المحامين، لتخفف نوعا ما من الخسارات التي مني بها هذا التيار عبر فوز أبو عبود المحسوب عليه.
وخسر “الإسلاميون” مؤخرا نقابة المهندسين الزراعيين، كما خسروا آخر ما تبقى لهم من مقاعد في نقابة المهندسين.
كما يبدو أن رشيدات، بات يعاني من عقدة الدورة الثانية، حيث سبق وأن خسر الانتخابات في أعوام مضت كان مترشحا فيها لدورة ثانية ولم يحالفه الحظ، في حين جرت الرياح هذه المرة بما لا تشتهيه سفنه وخسر فرصة الوصول لمنصب النقيب لدورة ثانية أيضا.
وبعد إعلان مندوب وزير العدل، القاضي الدكتور سعد اللوزي، نتيجة الفائز بمنصب النقيب، وجه أبو عبود كلمة للمحامين وأنصاره، أكد فيها ان نقابة المحامين جزء من الوطن، وانها كانت وما زالت وستبقى جزءا من البناء الشامخ.
وأضاف أنه سيعمل على ترجمة برنامجه الانتخابي الذي طرحه للهيئة العامة، وأن وقت الاقوال انتهى وبدأ وقت الأفعال، وأنه يقف مع استمرار كافة الطاقات في الهيئة العامة، بما يعيد الدور الحقيقي للنقابة في تشكيل لجانها من اعضاء الهيئة العامة كافة.
ولفت أبو عبود إلى أنه يضع نصب عينيه أمن الأردن واستقراره ومصالحه العليا، وأن فلسطين ستبقى المعركة الأزلية بين الحق والباطل، وأن مقاومة التطبيع واجب على كل الأردنيين.
وفيما يخص فرز أوراق المجلس المكون من 10 أعضاء، بدأت اللجنة المشرفة على الانتخابات التي تضم، إضافة إلى اللوزي، كلا من المحامين زياد خليفة، جودت مساعدة، عبدالوهاب عجاوي، وأمين الخوالدة، عملية الفرز اليدوي في تمام الثانية عشرة ظهر أمس.
محمد الكيالي/ الغد
التعليقات مغلقة.