لماذا يدخل الأطفال برفقة لاعبي كرة القدم إلى الملعب قبل المباراة؟
لعلك شاهدت بداية مباراة لكرة القدم، ولاحظت أنّ كل لاعب من الفرق المتنافسة يدخل إلى أرض الملعب، ممسكاً يده بيد طفل يرتدي زياً يطابق زيّه الرياضي، ومع انطلاق اللعبة يعود الأطفال صبيةً وفتيات، إلى الداخل.
أثار هذا الإجراء التساؤل حوله، عن المغزى منه، فمن هم هؤلاء الأطفال بأزيائهم الرياضية المماثلة لثياب الفريق المصاحب لهم، ولماذا يتم إدخالهم إلى الملعب، وما الغايات وراء ذلك؟
بدأ هذا الإجراء أواخر التسعينيات، حين عقدت “الفيفا” اتفاقاً مع منظمة “اليونسيف” المعنية بالطفل والطفولة، حمل عنوان “قل نعم للأطفال”، وأقر الاتفاق على “إشراك الأطفال في الظهور في أهم الأحداث الرياضية في كرة القدم”.
وكان الهدف من هذا الإجراء “تسليط الضوء على أهمية حماية الأطفال”، بالإضافة إلى “الحث على توفير الرعاية الصحيحة لهم”، واختارت كلا المنظمتين أن “يتم إدخال الأطفال الذين أطلق عليهم اسم “التمائم” برفقة لاعبي كرة القدم من كلا الفريقين المتنافسين، مع ارتداء زيٍ مشابه لزي اللاعبين مضافاً إليه شعاريّ كل من الفيفا و”اليونيسيف”.
ومع مرور السنوات، لم يعد ظهور التمائم في بداية المباريات متعلقاً بالاتفاق الذي عُقد بين هيئة الفيفا ومنظمة “اليونيسيف”، بل طورت أسباب جديدة لهذا الإجراء.
وتجلت الأسباب المطورة في أن تكون التمائم رادعاً ضد الجمهور، حيث أنّ بعض الجماهير المعارضين يتعمدون رمي مخلفاتهم على بعض اللاعبين، ولكن وجود الأطفال يمنعهم من الإقدام على هذه التصرفات.
وباتت النوادي الرياضية تفرض رسوماً مالية على الأطفال الراغبين بالدخول إلى الملعب برفقة اللاعبين المشهورين، وبذلك ابتكرت النوادي فائدة مادية من الإجراء.
ويمنح دخول اللاعبين برفقة الأطفال، شعوراً لدى معجبيهم بإنسانية هذا النادي وخدمته للمجتمع، ودعمه للأطفال، خاصة إذا كان الطفل مريضاً أو يحمل قصة إنسانية.
أو إن كان طفلاً يتيماً أو فقيراً، ما يولد في أذهان المشاهدين بأن لاعبهم المفضل أو أن فريقهم المفضل ذو تأثير إيجابي وإنساني على المجتمع.
وعن طريقة ظهور أي طفل مع ناديه المفضل، يتم ذلك عبر موقع “Make a Wish Foundation”، وهي منظمة غير ربحية أُنشأت في الولايات المتحدة، تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات للأطفال ما بين عامين إلى 18 عاماً، والذين لديهم إصابة بأمراض مزمنة وخطيرة، أو من خلال قيام بعض رعاة المباريات من شركات كبرى باستخدام الأطفال التمائم لأهداف الترويج لها.
وبهذا استغل الأطفال خلال ظهورهم لدقائق مع لاعبي فريقهم المفضل، لغايات عديدة، رسخت مع مرور الزمن فكرة أن كرة القدم لعبة صديقة للأسرة، وتهتم بالطفل، وتلقى احتراماً من المجتمعات المختلفة، بالرغم من أنها ليست الرياضة الوحيدة التي تشرك الأطفال في مناسباتها.
تجدر الإشارة إلى أن أول ظهور للتمائم كان برفقة لاعبي كرة القدم عام 1999 في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنكليزي، والتي عُقدت بين فريقيّ “مانشستر يونايتد” و”نيوكاسل” الإنجليزيين. -وكالات
التعليقات مغلقة.