لواء الطيبة.. مشاريع غائبة وحضور خجول للقطاعين الحكومي والخاص
إربد – في الوقت الذي يفتقر فيه لواء الطيبة في محافظة إربد لأي مشاريع استثمارية توفر فرص العمل، فإن وضع إستراتيجية واضحة لتحسين الواقع المعيشي للسكان والحد من مشكلتي الفقر والبطالة لا يزال غائبا أيضا، ليبقى أكثر من 4 آلاف شاب وشابة بينهم حملة شهادات جامعية في دائرة التعطل، يشكلون ما نسبته 18 % من عدد سكان اللواء البالغ 60 ألف نسمة، وفق إحصاءات رسمية.
وتنحصر رؤى وتصورات النهوض بواقع اللواء على شكل مطالب سكانية، تدعو إلى ضرورة إنشاء مشاريع استثمارية لتشغيل المتعطلين العمل، متخذة من طبيعة اللواء الزراعية والسياحية ميزة تبني عليها أفكارا ومقترحات مشاريع منتظرة.
ويرى سكان اللواء الذين ينتشرون في 6 تجمعات سكانية أن على الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص إنشاء مشاريع، مشيرين إلى أن محدودية واحيانا انعدام فرص العمل تدفع بالشباب للبحث عن فرص عمل خارج اللواء، ما يكبدهم مصاريف تنقل واحيانا يضطرون إلى استئجار منزل في حال كان مكان العمل بعيدا ومع تدني الأجور يصبح العمل بلا جدوى.
ووفق السكان، فإن الفرص المتوفرة تنحصر بقطاع الزراعة ضمن مشاريع صغيرة تقتصر على أفراد الأسرة كزراعة المحاصيل الحقلية والمزروعات الصفية، مؤكدين أن هذه الأعمال غير مجدية في الوقت الحالي ولا تحقق أرباحا مالية تمكن الشباب من استغلالها لتحسين واقعهم المعيشي الصعب.
ولواء الطيبة الذي استحدثت فيه مديرية ناحية عام (1966) ورفعت إلى مديرية قضاء عام 1986 ثم متصرفية عام 1996 رافقها استحداث مديريات للزراعة والأراضي وتنمية اجتماعية ومحكمة شرعية وصلح ومالية ومركز أمني ودفاع مدني وأحوال مدنية وجوازات عامة وإلغاء مديرية الهندسة مؤخرا بعد ضم المجالس البلدية في اللواء في بلدية واحدة سميت بلدية الطيبة الجديدة.
ولا يزال يفتقر اللواء لمديريات الصحة والأوقاف والمياه والأشغال العامة ومكاتب للكهرباء والاتصالات ومؤسسات استهلاكية مدنية ومركز لتوزيع الأعلاف وفرع لمؤسسة الإقراض الزراعي وبنوك تجارية.
ويعتبر مواطنون أن عدم اكتمال جميع الدوائر الحكومية سيؤدي إلى خلل في التنمية، لافتين إلى أن لواء الطيبة هو اللواء الوحيد غير مكتمل المديريات ويوجد فيه مكاتب فقط للدوائر وليست مديريات، مشيرين إلى أن استحداث المديريات سيؤدي إلى توظيف للعديد من الشباب المتعطلين عن العمل وسيخفف من مشكلة البطالة.
ويرى عدد من أبناء الطيبة أن استغلال قطاع الزراعة بدعم حكومي من خلال إقامة مشاريع زراعية نباتية أو حيوانية كمصنع للألبان وآخر لتغليف المنتجات الزراعية سوف يوظف العشرات من المتعطلين.
وقال عضو مجلس بلدي الطيبة الجديدة إن اللواء يفتقر إلى مركز لتسويق المنتجات الريفية للسيدات اللواتي يمتهن صنع المشغولات اليدوية مثل الأطعمة والحلويات والألبسة، داعيا إلى تفعيل دور الصندوق الأردني الهاشمي في اللواء ليقوم بمهامه على أكمل وجه بما يخدم أهل اللواء.
وأكد على ضرورة إيلاء القطاع السياحي أهمية لما تتمتع به مناطق وبلدات اللواء من مواقع وأماكن سياحية وتاريخية تسهم في الحد من نسبة المتعطلين، من خلال تثبيت المواقع التاريخية وأماكن التنزه وتشغيل الشباب فيها.
وطالب الهياجنة بدعم البلدية لإقامة مصنع لصناعة الخرسانة والحجر والطوب والكندرين يخدم البلدية ويرفد صندوقها ويعمل على تشغيل الأيدي العاملة خصوصا هؤلاء الشباب الذين امتهنوا مهنة البناء والطوبار وضاق فيهم الحال منذ سنوات وأصبحوا رقماً في صفوف المتعطلين عن العمل.
وقال علي العلاونة من سكان اللواء إن فرص العمل إن توفرت فهي مقتصرة على قطاع الزراعة والمشاريع الفردية من فتح محال تجارية صغيرة تشغل شخصا واحدا كالسوبر ماركات والدكاكين ومحال الخضار وغيرها من المحال، لافتا إلى أن اللواء لا يوجد فيه مشاريع استثمارية صناعية او زراعية متكاملة توفر فرص عمل.
وأشار إلى أهمية منح قروض لمشاريع صغيرة لحل مشكلتي البطالة والفقر التي تواجه اللواء، إضافة إلى ضرورة قيام الحكومة بإنشاء مصانع لتشغيل الفتيات التي يضطر بعضهن إلى العمل في أماكن بعيدة.
وقدر رئيس جمعية الطيبة الخيرية أحمد القرعان عدد المتعطلين عن العمل من الذكور والإناث بحوالي 6 آلاف، غالبيتهم حاصلون عن الشهادات الجامعية، مؤكداً أن لواء الطيبة مغلق وبالتالي تغيب عنه الحركة التجارية والاستثمارية بالرغم من تمتعه بطبيعة خلابة جاذبة للاستثمار.
وأشار إلى أن اللواء يفتقر إلى أي مشاريع استثمارية تشغيلية بالرغم من وجود أراض حرجية يمكن استغلالها لبناء مصانع، مبينا أنه يجب على الحكومة وضع خطة إستراتيجية للنهوض باللواء وجلب الاستثمارات المختلفة.
وأضاف أن الجمعية قامت بعمل مشغل خياطة يشغل ما يقارب 13 فتاة، إضافة إلى أن إنشاء مصنع للمياه يشغل 4 أشخاص، فيما ترفض الجهات المعنية ترخيص المركز الصحي في الجمعية لاشتراطها أن تسجيله باسم أطباء وليس باسم الجمعية، مؤكدا أن تشغيل المركز الصحي سيوفر فرص عمل لأطباء وممرضين وغيرهم من أبناء اللواء المتعطلين.
ولفت إلى أن هناك مشكلة حقيقية تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة، إذ أن الجمعية تؤوي ما يقارب 13 شخصا من هذه الفئة، وهم مهددون بالذهاب إلى منازلهم بسبب اشتراط وزارة التنمية الاجتماعية إنهاء تعليمهم لوصولهم عمر 18 عاما، مما يشكل عبئا على أهاليهم.
بدوره أقر عضو مجلس محافظة إربد عن لواء الطيبة مصطفى النمرات أن اللواء يئن تحت وطأتي الفقر والبطالة، في ظل عدم وجود أي مشاريع استثمارية لتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل الذين قدر عددهم بـ 5 آلاف، وخصوصا الفتيات الحاصلات على الشهادات.
ولفت إلى أن أبناء اللواء تقدموا للعمل في مدينة الحسن الصناعية، إلا أن طلباتهم ما زالت معلقة منذ شهور، رغم بعد المسافة ومحدودية الراتب، غير أنهم مدفوعين بواقع صعب ويقبلون بأي فرص من أجل مواجهة الظروف الصعبة والحصول على دخل لسد ولو جزء بسيط من احتياجاتهم الشخصية.
ولفت النمرات إلى أن مجلس المحافظة خصص العام الحالي ما يقارب 670 ألف دينار للواء الطيبة جلها ذهب لصالح قطاعي التربية والصحة من أجل صيانة مدارس ومراكز صحية، وأخرى للأشغال لفتح طرق زراعية، فيما لم يخصص أي مبالغ مالية لعمل مشروع استثماري لتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل.
من جانبه اكتفى مصدر مطلع بالقول إن المتصرفية تتلقى الملاحظات من المواطنين حول العديد من المطالب وتقوم برفعها إلى الجهات المعنية وخاصة فيما يتعلق بترفيع المكاتب إلى مديريات واستحداث دوائر أخرى في اللواء لتوفير فرص عمل لأبناء اللواء.
التعليقات مغلقة.