“ماحص والفحيص”.. تحديات المياه تتضاعف مع تزايد السكان واهتراء الشبكات

تُضاعف الطفرة العمرانية والتزايد السكاني الذي يشهده لواء ماحص والفحيص بمحافظة البلقاء على مدى سنوات ماضية، بالإضافة إلى قِدم خطوط وشبكات المياه واهترائها، من التحديات التي تعيق انتظام وصول المياه للمنازل والمنشآت، وقوة ضخها.

واللافت أن كميات تزويد المياه للواء ما تزال ثابتة منذ سنوات، ولم تتم زيادتها، في حين يؤكد سكان لـ”الغد”، وجود حاجة ماسة لزيادتها وانتظام وصولها، وتعزيز قوة ضخها، مشيرين إلى أن اللواء بشكل عام يشهد انقطاعات للمياه وضعف وصولها، ما اضطر العديد منهم إلى تركيب “خزانات أرضية ومضخات” في سبيل سعيهم لحل المشكلة.

ورغم أن أحدث أرقام صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الصادرة عام 2020، تشير إلى أن عدد سكان اللواء يبلغ نحو 43 ألفا و500 نسمة، إلا أنه ووفق ما ذكر رئيسا بلديتي الفحيص وماحص في تصريحات سابقة لـ”الغد”، فإن عدد السكان بات حاليا يفوق الـ70 ألف نسمة، وذلك مع الازدياد اللافت في حجم الإسكانات وقدوم أعداد كبيرة من خارج اللواء للسكن فيه دون أن يوثقوا ذلك لدى دائرة الأحوال المدنية، لا سيما أبناء محافظات أخرى من يعملون في مؤسسات وجهات قريبة من منطقة ماحص، واتخذوا من المنطقة مقرا لهم في أيام الدوام الرسمي.
المواطن أبو سمير العبادي، يقول إن مشكلة انقطاع المياه عن مناطق أو أحياء في اللواء، تطل برأسها بين الفترة والأخرى، وتزداد أكثر فأكثر في فصل الصيف، لافتا في الوقت ذاته إلى كثرة الأعطال التي تشهدها خطوط وشبكات المياه بسبب اهترائها.
وقال العبادي، إن الجهات المعنية تلجأ إلى ما وصفها بـ”الحلول الترقيعية” بعملها صيانة لتلك الشبكات والخطوط، إلا أنها سرعان ما تتعطل مجددا كونها مهترئة وبحاجة إلى تغيير كامل، لافتا من جهة أخرى إلى أن اللواء شهد في العقود الأخيرة طفرة عمرانية وتزايدا سكانيا كبيرا بدءا من توافد اللاجئين منذ حرب الخليج مطلع تسعينيات القرن الماضي، وانتهاءً بالأزمة السورية التي ما تزال قائمة.
أما المواطن محمد عمران، فأكد من جهته أن الحي الذي يسكن فيه بمنطقة ماحص، يضم نحو 40 منزلا تعاني جميعها من الضعف الشديد في وصول المياه إليها، ما يدفع أصحابها إلى الاستعانة بشكل دوري بصهاريج مياه رغم كلفتها العالية عليهم.
ووفق عمران، فإن ذلك الحي يقع خارج حدود التنظيم، وهذا الأمر من وجهة نظره يعد أحد أسباب قلة اهتمام الجهات المعنية بمشكلته، لافتا إلى أن السكان ناشدوا مرارا وتكرارا لحل تلك المشكلة، إلا أن شيئا لم يتغير بحجة عوائق فنية.
إلى مدينة الفحيص، حيث يقول المواطن رجا زيدان، إن المدينة شهدت ما يمكن وصفها بالطفرة السكانية على مدى سنوات طويلة ماضية، بالتزامن مع ازدياد كبير جدا في أعداد المنشآت التجارية والاقتصادية، ما يشكل بطبيعة الحال ضغطا مضاعفا على استهلاك المياه.
وأضاف زيدان، أن الكثير من انقطاعات المياه في المدينة، يعود سببها إلى تهالك الخطوط والشبكات، والتي تتعرض بين الفترة والأخرى لأضرار وأعطال تستدعي صيانتها مجددا، لكنه أكد بهذا الخصوص أن ذلك الإجراء لم يعد مجديا، وأن الحل كما يراه هو في تغييرها بأخرى جديدة.
وردا على استفسارات “الغد”، أقر مصدر في شركة “مياهنا”، بوجود تحديات تعيق انتظام ووصل المياه في اللواء، أبرزها حاجة العديد من خطوط وشبكات المياه إلى التغيير، لافتا إلى أنه بعضها يتجاوز عمره الـ30 عاما، وأن نسبة الفاقد من المياه وصلت إلى 50 %، مثلما أكد بالفعل أن كميات التزويد ثابتة منذ سنوات.
كما أقر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن العديد من انقطاعات المياه، يكون سببها تعطل الخطوط والشبكات وتعرضها لأعطال وكسور، حيث يضطر العاملون لوقف الضخ حتى الانتهاء من أعمال الصيانة، متطرقا كذلك إلى ضغط التزايد السكاني الذي شهده اللواء، وبالتالي تزايد عدد الاشتراكات ووصولها إلى ما يقارب 11 ألف اشتراك.
لكن المصدر، يزف بخصوص ذلك، بشرى سارة لسكان اللواء، بقوله إن مطلع العام المقبل، سيشهد بدء مشروع ممول بمنحة خارجية لإعادة تأهيل شبكة مياه لواء ماحص والفحيص بشكل كامل يشمل تركيب مضخات جديدة، متوقعا أن يشهد اللواء تحولا نوعيا في ملف المياه، والحد من وجود مشاكل فيه.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة