مادبا: “نتافات الدواجن” مكاره بين الأحياء السكنية ومطالب بإنشاء مسلخ
مادبا- لم تقف مشكلة انتشار محال “نتافات الدواجن” بين الأحياء السكنية، وفي شوارع مدينة مادبا عند حد انبعاث الروائح الكريهة، بل تعدتها لتتسبب بتلوث بيئي ومكاره صحية، نتيجة تعمد بعض العاملين في تلك المحال على التخلص من المخلفات والأوساخ عن طريق شبكة الصرف الصحي التي يتبعها فيضان المياه العادمة من المناهل.
مدير إدارة مياه مادبا المهندس أحمد الحياري، يؤكد أن مشكلة انسدادات شبكة التصريف الصحي التي تعاني منها المدينة بين الحين والآخر، عائدة الى إقدام عمال في نتافات الدواجن، على تصريف مخلفات المحال عبر الشبكة، ما يتسبب بانسدادها وفيضان المياه العادمة من مناهلها الموجودة في مواقع عدة.
وأوضح أن فرقا فنية مستمرة في عملية شفط العوالق في الشبكة، بواسطة آلية خاصة، ويتبين دائما أنها بقايا ومخلفات دواجن وأوساخ ومواد صلبة، لا يمكن لخطوط الصرف استيعابها، بل وتعمل على إغلاقها على نحو متكرر. وأشار الحياري الى أن كوادر مديرية المياه، وفور تلقيها أي شكوى تتعلق بانسداد المناهل، تسارع الى معالجتها للحد من تأثيرها على البيئة، مشيرا إلى أن كوادر “المياه” تراقب جميع الخطوط، وتعمل على تنظيفها باستمرار، داعيا المواطنين إلى عدم رمي الأنقاض ومخلفات البناء والدواجن في مناهل الصرف الصحي.
انتقاد الحياري لمحال نتافات الدواجن، يتوافق مع شكاوى سكان بالمدينة، اعتبروا أن محال نتافات الدواجن تشكل بؤرا للتلوث البيئي، فيما الحاجة باتت ماسة لإيجاد مسلخ وفرض رقابة على تلك المحال من قبل الجهات المعنية.
محمد سليمان من سكان مادبا، يقول “إن محال “النتافات” المنتشرة بين الأحياء السكنية تشكل مكاره صحية للسكان وتلوثا بيئيا”، مطالباً الجهات الرقابية، وخاصة البلدية ولجنة الصحة والسلامة العامة، بإغلاق هذه المحال، أو وضع اشتراطات صحية تقيد آلية عملها وتلزمها على التخلص اليومي من مخلفات الدواجن بأماكن خارج المدينة.
وبين سالم الشوابكة، أن وجود محال لذبح الدواجن الحية في الشوارع الرئيسة والأحياء السكنية، يشكل تعدياً على السلامة العامة والبيئة، لافتاً إلى أن وجود السيارات التي تقوم في كل صباح بتنزيل أعداد ليست بقليلة من أقفاص الدواجن لمحال بيع الدواجن، وعدم توفر الشروط الصحية للمحال يعد بحد ذاته مكرهة صحية، مشيراً إلى أن معظم محال الدواجن لا تلتزم بشروط الصحة والسلامة العامة. وأضاف أن التعامل مع مخلفات هذه المحال بطرق غير صحية وسليمة يساعد على انتشار القوارض وانبعاث الروائح الكريهة، ويزيد من التلوث البيئي، داعياً إلى تكثيف الرقابة على هذه المحال والتأكد من تقيدها بشروط السلامة العامة.
ويقول عدي العواد، إن الانتشار العشوائي لنتافات الدواجن يتسبب بروائح كريهة ومكاره صحية مستمرة، لا سيما وأن هذه المحال منتشرة في الشوارع الرئيسة والفرعية وبين الأحياء السكنية في المدينة، بحيث لا يمكن التخلص منها إلا بإنشاء مسلخ للدواجن يخدم جميع المناطق، مشيراً الى أن المشكلة تتفاقم بسبب عدم التزام العاملين في تلك النتافات بشروط الصحة والسلامة العامة.
وحمل محمد حسن الشوابكة البلدية مسؤولية الأضرار البيئية الناجمة عن نتافات الدواجن، بسبب ما أسماه بـ”تراخ وتقاعس” عن دورها في منع إلقاء مخلفاتها في الحاويات القريبة من الأماكن السكنية، ومتابعة ومراقبة المحال التي لا تنطبق عليها شروط الصحة العامة، إلى جانب العمل على إنشاء مصنع لتدوير مخلفات النتافات الذي يفترض أن يكون من أولوياتها.
ورأى صاحب محل تجاري طلب عدم نشر اسمه، أن انتشار محال النتافات في الشوارع الفرعية وبين الأحياء يؤثر سلبا على السلامة العامة وعلى المجاورين ويسبب إزعاجاً نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة منها، وانعدام النظافة في بعض تلك المحال وعدم توفر الشروط الصحية فيها.
غير أن المدير التنفيذي لبلدية مادبا الكبرى جلال المساندة، أكد أن جميع محال النتافات الموجودة حالياً، حاصلة على رخص منذ سنوات طويلة، وأصبحت حقاً مكتسباً لأصحابها، مشيرا الى أن البلدية ومنذ أكثر من عشر سنوات لم تقم بترخيص أي محل جديد لنتافات الدواجن في المحافظة، لافتاً إلى أن جميع المحال الموجودة داخل حدود البلدية تخضع باستمرار لرقابة لجان الصحة والسلامة العامة بالبلدية.
وأكد أن سبب تواجدها داخل المدينة لعدم وجود مسلخ عام للدواجن بالمحافظة، غير أنه كشف أن هناك دراسة لإنشاء مسلخ في القريب العاجل.
وفي الخصوص ذاته، أشار مصدر في مديرية صحة مادبا إلى أن مراقبي الصحة يقومون بجولات منظمة على هذه المحال ومخالفة أي محل لا تتوفر فيه شروط الصحة والسلامة العامة كالنظافة والمعقمات، مؤكدا ضرورة إنشاء مسلخ لذبح الدواجن بعيداً عن الأحياء السكنية.
أحمد الشوابكة/الغد
التعليقات مغلقة.