ماهر الأسد: “حارس العائلة” و”جزّار درعا”، فمن هو؟
نفت وزارة الداخلية العراقية وجود ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري المعزول بشار الأسد داخل الأراضي العراقية.
ودعت الوزارة في بيان للمتحدث باسمها نشرته وكالة الأنباء العراقية، وسائل الإعلام إلى “توخي الدقة والحذر في نقل الأخبار من مصادرها الرسمية”، مؤكداً أن ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود ماهر الأسد في العراق “عار عن الصحة”.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد الأسبوع الماضي، ورحيل الرئيس المعزول وعائلته إلى موسكو، كثرت التكهنات حول مصير شقيقه ماهر، الذي يوصف بأنه “حارس عائلة الأسد”، فماذا نعرف عن ماهر الأسد؟:
وُلد ماهر حافظ الأسد في دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1967، ونشأ وسط عائلة الأسد التي لا تزال تحكم سوريا منذ عقود.
منذ صغره، عُرف ماهر بشخصيته القوية وطبيعته الحازمة، لكن لم يكن ظهوره في الساحة العامة ملحوظاً حتى أواخر التسعينيات.
ووفقاً للتقارير، يعيش الأسد بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، وهو “فارس شغوف” ويمتلك مزرعة للخيل في منطقة يعفور قرب دمشق.
في عام 1999، شغل ماهر الأسد وسائل الإعلام بعدما أفادت تقارير بأنه أطلق النار على صهره آصف شوكت إثر خلاف بينهما، ما أدى إلى إصابة شوكت ونقله إلى مستشفى عسكري في فرنسا لتلقي العلاج.
وبرغم الحادثة، استمر ماهر في تعزيز مكانته داخل النظام السوري.
في يونيو/ حزيران 2000، انتخب ماهر لعضوية اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في خطوة أكدت على دوره المتزايد داخل النظام.
وبعد وفاة شقيقه باسل الأسد في حادث سيارة في يناير/ كانون الثاني 1994، كانت هناك توقعات بأن ماهر قد يخلف والده حافظ الأسد في الحكم، لكن طبيعة ماهر “المتقلبة” حالت دون ذلك، واختير بشار بدلاً منه.
وذكّرت صحيفة “التليغراف” البريطانية أن “العديد من السوريين يرون في ماهر تجسيداً جديداً لرفعت” [في إشارة إلى شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد]. وأفادت الصحيفة أن علاقة ماهر الأسد ببشار الأسد “تستند إلى النهج العملي” الذي أسسه حافظ ورفعت الأسد.
مع اندلاع المظاهرات السورية ضد النظام في عام 2011، لعب ماهر الأسد دوراً محورياً في قمع الاحتجاجات.
وبوصفه قائد الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري، كان له اليد الطولى في إدارة العمليات العسكرية.
ولهذا السبب، وصفته وسائل الإعلام بـ”جزّار درعا” عقب تورطه في قمع الاحتجاجات في المدينة في أبريل/ نيسان 2011.
وكان الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد، هو الوحدة الوحيدة في الجيش السوري المسموح لها بالانتشار في دمشق.
في أبريل/ نيسان من العام نفسه، أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمراً تنفيذياً بتجميد ممتلكات ماهر الأسد في الولايات المتحدة بسبب “دوره في قمع المتظاهرين”.
كما أدرجه الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة المسؤولين السوريين الخاضعين لعقوبات، واصفاً إياه بـ”المشرف الرئيسي على العنف ضد المتظاهرين”.
وفي عام 2012، نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريراً يصف فيه بعض أنصار النظام السوري ماهر الأسد باعتباره “الرجل القوي في النظام”.
وفي العام نفسه، ترددت شائعات عن مقتل أو إصابة ماهر الأسد في انفجار أودى بحياة آصف شوكت وشخصيات رفيعة أخرى، لكن نفيت هذه التقارير.
كما اتُهم من قبل القناة الإسرائيلية الثانية بإعطاء الأوامر لتنفيذ هجمات كيميائية في منطقة الغوطة في ريف دمشق، والتي أسفرت بحسب تقارير عن مقتل ما يصل إلى 1200 شخص في أغسطس/ آب 2013.
ومع استمراره في قيادة الحرس الجمهوري، أصبح ماهر الأسد يُعتبر الشخصية الأكثر نفوذاً في الجيش السوري، مع فرقة مدرعة وحرس جمهوري يُقال إنهما الوحدتان الأكثر وفاءً للنظام.
في مارس/ آذار 2023، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات إضافية على ماهر الأسد وأعوانه، إلى جانب تجار مخدرات، بسبب ما قيل عن تورطهم في صناعة المخدرات في سوريا وتهريب الكبتاغون.
واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية ماهر الأسد والفرقة الرابعة بتمويل “مخططات غير مشروعة لتوليد الإيرادات، تتراوح من تهريب السجائر والهواتف المحمولة إلى تسهيل إنتاج وتهريب الكبتاغون”.
في أبريل/ نيسان عام 2023، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أفراد وشركات مرتبطة بماهر الأسد وفرقته الرابعة المدرعة بسبب “ارتكابها جرائم حرب، والتعذيب، وتسهيل تجارة المخدرات غير المشروعة في سوريا”.
وتم تصنيف نظام الأسد على أنه “الفاعل الرئيسي الذي سهل تهريب الكبتاغون إلى الموانئ الأوروبية”.
وكالات