متحف الآثار الأردني…عشرون ألف قطعة أثرية تروي تاريخ الأردن

قمة جبل القلعة التاريخي الذي يختصر سيرة العاصمة منذ زمن العمونيين وحتى عصرنا الحاضر، بُني متحف الآثار الأردني عام 1951 ليعرض ما تزخر به المواقع الأثرية من قطع فنية متنوعة اكتُشفت خلال أعمال التنقيب في سائر أرجاء الأردن.
قام بتصميم البناء المهندس البريطاني أوستن هاريسون، الذي صمم بناء المتحف الفلسطيني بالقدس، وذلك بإشراف مدير عام الآثار آنذاك جيرالد لانكسترهاردنج.أما مساحة المتحف فتبلغ نحو 550 مترا مربعا، بينما تبلغ مساحة الطابق الأرضي الذي تشغله المستودعات قرابة 300 متر مربع.
جُلبت خزائن العرض المصنوعة من النحاس والزجاج والخشب من بريطانيا، وكذلك الحال بالنسبة لحاملات بطاقات الشروحات للقطع.وبعد عقدين من الزمن، أضيفت خزائن من الخشب والألمنيوم والزجاج عندما تضاعفت أعداد القطع الواردة للمتحف.
صُمم المتحف ليعتمد على الإنارة الطبيعية (ضوء الشمس) من خلال الشبابيك الموجودة أعلى المبنى، وعلى مصابيح كهربائية ثُبتت على جدران المتحف وفوق الخزائن بحيث لا تسلط الضوء مباشرة على القطع الأثرية فتؤذيها، وفي وقت لاحق أضيفت مصابيح الفلوروسنت المثبتة على سقف المتحف.
أما ساحة المتحف وحديقته المطلّة على معبد هرقل، فقد تم تحديثها وتطويرها وزراعتها وعرض عدد من القطع الحجرية الأثرية فيها، أهمها قطعتان رخاميتان يُعتقد أنهما تعودان لتمثال ضخم لهرقل. إلى جانب عدد من المنحوتات والحليات المعمارية والتوابيت البازلتية.
أساليب العرض
يعتمد المتحف أسلوب العرض تبعا للتسلسل التاريخي الذي ينقل الزائر بنظام وتسلسل زمني سلس ما بين العصور للتعرف على النتاج الحضاري للإنسان الذي عاش على أرض الأردن عبر الحقب الزمنية كافة. بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة العثمانية، مرورا بالعصور الحجرية، والبرونزية، والحديدية، والهلنستية، والرومانية، والبيزنطية والإسلامية.
أما مصادر هذه القطع فهي حصيلة التنقيبات والمسوحات الأثرية، والشراء.
وفي بداية التسعينيات تم توقيف استقبال القطع الأثرية نظرا لاكتظاظ المستودعات والقاعات بالقطع الأثرية، وعدم توفر مساحات إضافية لاستيعاب المزيد منها. لذلك تم إنشاء مستودعات في طبربور لتستقبل القطع الأثرية من المصادر آنفة الذكر. ولا يرد إلى المتحف حاليا إلا القطع النادرة والمهمة جدا.
أبرزالمعروضات
يقتني المتحف نحو عشرين ألف قطعة أثرية متنوعة ما بين فخاريات وزجاج وأدوات صوانية ونقوش وأوانٍ معدنية وحلي ذهبية إضافة للتماثيل الرخامية والحجرية والجصية، ومسكوكات ذهبية وفضية وبرونزية يزيد عددها على 36.500 مسكوكة.
قطع أثرية نادرة
يمتاز المتحف باقتنائه قطعاً أثرية نادرة لا يوجد لها مثيل في أي مكان من العالم، والقاسم المشترك بين معظم هذه القطع هو اكتشافها بـ»الصدفة»، مثل:
*تماثيل عين غزال الجصية، التي تعود للعصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (حوالي 6500 قبل الميلاد)، والتي اكتُشفت بالصدفة عام 1985 أثناء شق أحد الطرق في منطقة عين غزال.
*الملف النحاسي من مخطوطات البحر الميت التي اكتشفها صبي يرعى الأغنام أثناء بحثه عن شاة شاردة في كهف خربة قمران على ضفة البحر الميت.
*قارورة تل سيران النحاسية التي تعود للفترة العمونية والتي تحمل كتابات تذكر عددا من ملوك العمونيين والتي اكتُشفت أثناء بناء كلية الهندسة في الجامعة الأردنية.
*تمثال تايكي عمّان الذي اكتُشف عام 1956 أثناء القيام بتجهيز حديقة المتحف في جبل القلعة.
*التوابيت الفخارية الشبيهة بنظيرتها الفرعونية، والتي اكتُشفت مصادفة في جبل القصور بعمّان، وهي توابيت فخارية تعود للعصر الحديدي، لها غطاء على هيئة رأس إنسان.
الدستور