متحف الدبابات الملكي إرث عسكري أردني يروي حكاية المعارك وقصص البطولات
يروي متحف الدبابات الملكي الواقع جنوبي العاصمة عمان في منطقة المقابلين، حكاية المعارك التي خاضها جيشنا العربي الباسل، ويعرض لقصص البطولات التي سطرها على مدى عقود خلت، من خلال استخدام أسلوب القصة المَتحفية والتفاعل مع الحدث بطريقة ينتهجها المتحف تضع الزائر في أدق التفاصيل لتبقى راسخة في ذاكرته.
يعد المتحف إرثًا عسكريًا يحكي قصة الدبابة التي دافعت عن الأوطان وحكاية الأبطال ممن خدموا في سلاح الدروع ودافعوا عن أوطانهم ويوثق التفاصيل والأحداث بطريقة زمنية متسلسلة تنتقل للأجيال القادمة، لتخلد في ذكراهم وتحكي لهم قصة البطولات التي خاضها آباؤهم دفاعًا عن أرضهم والذود عن حماها.
مدير العمليات في المتحف تمّام الخصاونة في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن قاعات المتحف صممت بصورة تفاعلية؛ بهدف ربط الزائر بالمعروضات، التي تتضمن مجموعة نادرة ومميزة من الدبابات التي شاركت في الحروب العالمية، ويروي قصص الأحداث التي مر بها العالم خلال تلك الحروب ويربط بين تلك الأحداث العالمية وتأثيرها على الأردن مع تسليط الضوء على دور الأردن فيها.
وأضاف أن المتحف يأخذ الزائر في رحلة مثيرة عبر التاريخ تجلب اهتمام مختلف فئات الزوار، حيث يعود المتقاعد العسكري إلى ذكرياته القديمة أثناء الخدمة، ويتفاعل الأطفال مع روعة العرض والمحتوى الغني، وتجد فيه العائلة ملاذاً ترفيهياً تثقيفياً لقضاء أوقاتها في جنباته.
وبين أن المتحف يستقبل زواره طيلة أيام الأسبوع من الساعة العاشرة صباحًا حتى السادسة مساء، وأثناء العطل الرسمية والأعياد، باستثناء يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ليتيح المجال للزائرين من داخل الأردن وخارجه بالاستمتاع بالخدمات التي يوفرها.
وقال إن مهمة المتحف الذي أنشئ بمبادرة ملكية سامية وافتتحه جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2018، تتمثل بجمع وترميم وحفظ وعرض الدبابات والآليات المدرعة العسكرية، لتوفير تجربة تعليمية واستكشافية للزوار، وتعزيز فهمهم للدور الذي تلعبه الدبابات والآليات التابعة للقوات المسلحة الأردنية في تشكيل الأردن الحديث، في ظل الصراعات العالمية.
وأشار الخصاونة إلى أن المتحف يضم 15 قاعة عرض لكل منها حكاية مختلفة مع الدبابة، حيث تعرض قاعة الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي شريف مكة، قصة الرصاصة الأولى حين أعلن انطلاق الثورة، وكيف التفّت العشائر الأردنية حوله وحول أبنائه، ليعلن الأردنيون تأييدهم لهم ضد الحكم العثماني كما تربط القاعة هذا الحدث الكبير بتاريخ الأمة مع أحداث الحرب العالمية الأولى التي زامنته في تلك الحقبة.
وأضاف أن قاعات المتحف تروي أيضًا الأحداث التاريخية التي رافقت تأسيس الجيش في ثلاثينيات القرن الماضي، وكيفية تميزه وانضباطه و شجاعته ودوره البارز في استقرار المنطقة، كما جرى تخصيص قاعة للحرب العالمية الثانية التي تعد الأشد دموية في التاريخ، وشملت تقريباً كل جزء من العالم، وتعرض هذه القاعة الدبابات التي شاركت في الحرب من جميع الأطراف التي خاضتها.
وفي قاعة القدس يعرض المتحف البطولات التي خاضها الجيش العربي الأردني على أسوار القدس عام 1948، والمعارك التي انتصر فيها مثل اللطرون وباب الواد، بحسب الخصاونة الذي أشار إلى قاعة معركة الكرامة التي تظهر انتصار القوات المسلحة الأردنية في المعركة الخالدة التي تعد النقطة الفاصلة في الصراع العربي الإسرائيلي، وكيف غيرت نتيجة هذه المعركة الحسابات السياسية والعسكرية.
وأضاف أن قاعة الملك عبد الله الثاني تبرز مراحل مهمة من حياة جلالته وتعرض الآليات التي استخدمها خلال خدمته العسكرية، في حين تتناول قاعة المركز الوطني للتصميم والتطوير، دور الأردن البارز والمميز في مجال التصنيع العسكري، الذي حظي باهتمام مباشر من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني، وتصاميمه الإبداعية.
وأشار إلى أن ساحات المتحف تضم أيضا مضمارا لإقامة العروض العسكرية للزائرين ليتعرفوا على كيفية عمل الدبابة، حيث يبلغ عدد الدبابات التي يعرضها المتحف 152 دبابة استخدمت فعليا بالحروب الأردنية والعربية والعالمية، منها ما هو نادر، حيث لا توجد من هذه الدبابات سوى نسخ معدودة على مستوى العالم، لافتًا إلى أن الزائر يمكنه أن يعيش تجرية قيادة الدبابة من خلال الواقع الافتراضي التي يوفرها المتحف والتعرف على أدق التفاصيل عن طريق فريق الأدلاء والمرشدين داخل المتحف.
–(بترا)/رسمي خزاعلة-
التعليقات مغلقة.