(مثلث الشرفاء ومئوية العطاء)/ الأستاذ أحمد مصطفى بني فواز
–
تمر الأيام والسنوات متتابعة لتعلن لحظة من أروع وأبهى وأجمل اللحظات في التاريخ الأردني العظيم والتي سطرت الفخر والعز والمجد لتنثر الرايات في كل مكان رافعة علم يحمل الرقم مئة معلنا مناسبة عزيزة وغالية على قلب كل نشمي أردني أنها مئوية التأسيس لدولة الأردن الهاشمية التي رسم لوحتها مثلث من الشرفاء يدعمه شعب كله عطاء وإخلاص ووفاء لدولة قامت على زنود وهامات رجال تسموا بالنشامى وامتازوا بالشهامة والشجاعة والنبل منذ وجودهم هذه الأرض لتسجل أروع صفحات التاريخ فتزداد شرفًا ونبلا بحكم الهواشم وقيادتهم لها ليتشرف أن يقود مركبه من سلالة آل البيت إلى القمم لتنطلق المسيرة والله يقدر أمره وما يشاء يفعل بتمهيد ولادة وإعلان دولة صعبة المنال منيعة الحدود متوارثة من خير سلف لخير خلف بدستور ملكي وراثي أبًا عن جد لتعلن تأسيس دولة تسمت بالدولة الأردنية الهاشمية دولة الشرفاء وأرض العطاء وبالأمس القريب تدخل مئويتها الأولى وتنطلق بكل عزم للمئوية الثانية لتكون مناسبة وطنية كبيرة تحمل كل معاني الشموخ والإباء في نفوس كل الأردنيين لتحكي قصة لم يكتبها أديب في وطن بني بعطاء وعزيمة القيادة الهاشمية والشعب الأردني مرت هذه المناسبة عبر مراحل قادها ثلاثة ملوك وضعوا الأردن في القمة والذروة في النشأة والتطوير والبناء والأزدهار ليكون مثلثًا مئويًا شريفًا لن يشهد التاريخ مثله مكونة محطة عز وشموخ في التاريخ المشرق للدولة الأردنية مسطرة أروع المفاخر في الوقوف على القمم لتكون برقم قياسي قمر الأرض وشمسها ومنارة تستمد منها الأجيال القادمة بر الأمان وعيش الإطمئنان وأبهى الدروس والعبر نحو مستقبل مشرق لتحقيق المزيد من التقدم والإزدهار في المئوية الثانية واليوم والأردنيون يحتفلوا بالأولى مستذكرين كل لحظة تخطاها السلف وتابعهم الخلف لتكون بهذه الصورة المكللة بالتقدم والرقي والحضارة واحتفالًا بهذه المناسبة نستذكر بكل فخر أيام ذلك المثلث الذي صنع دولة النشامى والتي قامت على مراحل ثلاث كمثلث مئوي شريف أوله التأسيس ثم البناء ثم التعزيز وكل مرحلة تمثل بحد ذاتها تاريخ عز وفخار لكل أردني يتزين بالكوفية وألوان علم الوطن البهية فسأعرج بشكل سريع على هذا المثلث العظيم بملخص تفصيلي مبينا هذه المراحل وأهمية أصحابها في إزدهار الدولة وأهميتها في قيام دولة حرة مستقلة شامخة.
أولا مرحلة التأسيس: كما هو معلوم لا يكون قيام قوي إلا بأساس قوي لذلك برزت أهمية هذا المطلب كأهم مرتكز لأشراف الهواشم لما اتجهت أنظارهم تجاه الشام لأن شريف الهواشم يعلم جيدًا أنه بلا أصول لا وصول وهو يطلق رصاصته الأولى معلنا الثورة العربية الكبرى وإقتراب موعد قيام دولة أساسها النبل والشرف وما هي إلا سنوات وتعلن هذه الدولة ويبدأ الحلم الذي بني على كلمة الحق ودماء الشهداء الذي عطرت دمائهم ثرى هذه الأرض ليفوح أطيب رائحة من هذه الأرض المباركة ففي عام 1920 يصل الأمير عبد الله الأول بن الحسين إلى معان حاملًا لواء التأسيس متطلعًا لحلم الأب لتأسيس دولة هاشمية وبدء بوضع حجر الأساس لأهم المراحل لقيام هذه الدولة وفي العام التالي يصل إلى قلب الوطن عمان وهناك يعلن الإجتماع الذي يجمع الجميع على أتقى قلب رجل واحد ليوحد الجميع تحت مسمى واحد الأردنيين النشامى الذين بدوا بحفر الأساس ووضع القواعد لدولة تقوم بمرحلة تأسيس قوي لأنهم يعلموا من لا يبدأ قويًا لن يكمل قويًا فقامت مرحلة التأسيس بمقومات قوية أهمها الدين والأخوة والوحدة شعارهم (وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم) وبنفس السنة في نيسان تؤسس أول حكومة أردنية (الشرق العربي) وراية علم الثورة العربية الكبرى ترفرف في سماء الوطن وفي عام 1928 يعتمد علم الأردن حتى يومنا هذا حاملًا ألوان ترمز لحضارات وتاريخ مرت على بسيطة هذه الأرض الطهور وبنفس السنة يصدر أول قانون إنتخابي للمجلس التشريعي لتكون دلالة منهجية لتأسيس محترف لدولة عظيمة ليتبعها البناء في العام التالي بإنتخاب المجلس التشريعي الأول ثم دخول الدولة في مخاضة الصراع الكبير مع التحديات وبعد سبعة عشرة عام من الصراع تأتي أهم لبنات البناء لبنة الإستقلال عام 1946 وإعلان الإمارة مملكة أردنية هاشمية أرض النشامى أرض الملك عبدالله الأول رحمه الله وبعدها بعام يصدر أول دستور في مرحلة الإستقلال تابعًا لما قبله وبنفس العام يكتمل نور التأسيس بأعظم ركيزة من الركائز ليقوم مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب قائمًا على أساس كلام الله تعالى: (وأمرهم بينهم شورى) لتكتمل وحدة الكلمة والصف والتراص لتقوم قائمة لا يهزها ريح وما هي إلا سنوات لتكتمل المسيرة وقيام أعمدة الدولة وتنهض بدم الشهادة والطهر بإستشهاد الملك عبدالله الأول المؤسس على بوابة المسجد الأقصى أساس الركائز وهم الهاشميين منذ دخولهم الشام تحت شعار القدس في عيوننا وأهل الوصاية عليها وخط أحمر وبند لا نتنازل عنه ولا يتخلى عنه أصغر أردني حر فضلا عن الأكبر ليوارى جسد الملك المؤسس تراب الطهر ومهد الأنبياء لتنطلق مرحلة البناء.
ثانيا مرحلة البناء: بعد إكمال مرحلة التأسيس يبدأ البناء بتولي الملك طلال بن عبد الله سلطاته الدستورية عام 1951 وفي العام الثاني يصدر الدستور الأردني الثاني في عهد الإستقلال ولظروف صحية لم يستطيع أن يكمل المشوار الملك طلال على عرش الأردن وتوفاه الله ليتسلم شرف إكمال مسيرة مرحلة البناء عام 1953 الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية ويبدأ بمسيرة البناء الأقوى وكان حرصه الدائم أن يكون بناء جميل يسخر فيه كل الطاقات كضحكته الحنونة التي ضمت الشعب بالحكمة والمحبة لأنه أدرك أن البناء لن يكتمل ولن يكون جميلًا ما لم يحوط شعبه بالرعاية والأمن والأمان والمحبة وعام 1955 أصبح الأردن عضوًا في الأمم المتحدة كبناء قوي في العلاقات الخارجية التي يتعرف من خلالها العالم على إسم البلد ليضعه على أهم طرق البناء الحضاري والفكري والعلمي ثم بعدها بعام يقوم بتعريب الجيش همه الأول الذي من بوابته إنطلقت القوة والمنعة وواحة الأمن والأمان لجيش سطر المفاخر في حماية الوطن والمقدسات وفعلا عرب الجيش ليكون إعداد جيشًا عربيًا مصطفويًا ابيًا ويبدأ ببناء الجيش لأنه أساس في بناء الدولة القوية فلابد من بناء سياجًا منيعًا يحوط حدوده ويدافع عن العرب لينهي هذا البناء المتين معاهدة البريطاني مع الأردن ليكون وطنًا حرًا ابيًا عربيًا يقرر مصيره ويسير ويعمر يومًا بعد يوم ليكبر البناء ليكون جنة في قلب الوطن العربي ولوحة جميلة ترسمها يد الباني جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى وما تمر لحظة إلا ويزداد حبه في قلوب شعبه الوفي المعطاء كما يزداد الوطن رقيًا وبنًاء ولعلم جلالته أن البناء لا يمكن أن يقوم ويزدهر إلا من بوابة العلم بدء بوضع حجر أساس العلم ودعم التربية والتعليم ومعه التعليم العالي ليضع لبنة أول جامعة أردنية عام 1962 لتنطلق مسيرة بناء العلم والعلوم ونهضته ولإيمانه أن الأردني لابد أن يحلق في سماء الدنيا لينفتح على العالم وينخرط فيه لجلب الأفكار والخبرات لتطبق على أرض الواقع ليكتمل البناء فكان بعدها بعام يقوم بتأسيس شركة الخطوط الملكية الأردنية للطيران ليبني مطارات عدة عسكرية ومدنية أشهرها مطار الملكة علياء الدولي ولإيمانه بأن الإعلام مهم في بناء الدولة ليكون لها حريتها وثقافتها الفكرية الخاصة بها والذي من خلاله ينطلق الوطن لوحدة الكلمة والصف والخبر الصادق ويزدهر لتتكلل بالنور والزهور مسيرة قائد مدرك لدعائم البناء الحقيقي التي بدء بها ليكون بناءًا شامخًا قويًا فأسس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عام 1968 وجاءها فاتحًا كالفرسان ليطلق صوته عبر أثيرها ليبني الكلمة أقوى أسلحة العطاء التي كم تقتضي الحاجة إليها في الأيام القادمة في تحديات مرحلة البناء ويوم عن يوم تتقدم مسيرة البناء ويزدهر هذا الوطن ويكبر بقائد يجيد القيادة وشعب مدرك لحجم المسؤولية معطاء لتقوم مرحلة التأسيس الأردنية الوطنية برقم قياسي ليكتب الجيش العربي أجمل صفحات النصر والقوة والمنعة ويثبت أقدام وطن حر شريف في معركة الكرامة عام 1968 التي ردت كرامة العرب بعد خسائر تتابعت مع مرور السنوات الماضية ليكمل البناء من جهة قوة جيش معد إيمانيًا سلاحه شعار (الله ثم الملك ثم الوطن) هامات شامخة كملت مسيرة البناء ليقوم عام 1971 الاتحاد الوطني الأردني الذي وحد القلوب وطنيًا وجمع الصف الوطني وصار قويًا منيعًا متحدًا ولأهمية الطب في بناء الجسد ليكون قويًا في مجابهة التحديات جاء تأسيس وبناء المدينة الطبية عام 1973 كتابعة للخدمات العسكرية الطبية والتي ما زالت صرحًا شامخًا ليومنا هذا ليدل على تأسيس قوي شامخ بشموخ الوطن وجاء بناءه بحنكة الباني المدرك لأهميته للوطن في تلك الأيام وللأجيال القادمة وتستمر مسيرة الوطن يوم بعد يوم للحاجة للوحدة العربية وتوحد الصف فعام 1987 تم إنعقاد مؤتمر القمة العربية قمة الوفاق والإتفاق في قلب العرب عمان ويترأسها جلالته لبناء الصف العربي ووحدته لأهميته في بناء الأردن في طريق البناء وفي عام 1989 تعود الحياة الديمقراطية للوطن لأن جلالته مدرك لأهمية ذلك ليكون وطن له حريته الديمقراطية وعام 1994 ولأهمية السلام مع دول الجوار وقعت إتفاقية السلام مع إسرائيل أقرب دول الجوار لعلم جلالته بحاجة الوطن في تلك الأوقات والظروف لهذه الخطوة المهمة وفي عام 1999 تكتمل مسيرة البناء بكل معنى وقد بكت الدنيا عامة والشعب الأردني خاصة المًا وحزنًا على رحيل رجل نعم الرجال قائد مسيرة البناء جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين لتغلق صفحة البناء وتنطلق مرحلة التعزيز.
ثالثًا مرحلة التعزيز: التي تولاها الإبن الأكبر بتعديل دستوري فحمل الراية بعد البناء ليعزز المسيرة ويقوي أواصر انطلاقة الوطن ويسير بسفينته نحو بر الأمان وإلى الحضارة والإزدهار والتطوير ليكون منارة شامخة بنور طاقة الشباب والقوة لسان حاله (نصرت بالشباب) فحرص على إكمال المسيرة المكللة بالتطوير من بوابة التعزيز ليكتمل مثلث الأشراف بشاب هاشمي شجاع تعلم من الأب الباني ليكون على قدر عال في حمل المسؤولية فيتولى سلطاته الدستورية بنفس العام الذي يودع فيه الأب الباني بكل حزن وفي العام التالي يضع لبنة التعزيز بتأسيس منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة لإدراكه لأهمية الإقتصاد لتعزيز قوة ومنعة الوطن والتي جلبت للوطن مشاريعًا إقتصادية زادت من منعته المالية ثم عام 2002 يؤسس المركز الوطني لحقوق الإنسان معززًا مقولة الوالد (الإنسان أغلى ما نملك) فكانت حقوق الإنسان تعزيزًا وطنيًا يزيد من هدف المسيرة التي لا ترضى إلا القمم التي جاءت تعزز شروق شمس الشباب والقوة بتعزيز جديد وصدور إرادة ملكية جديدة عام 2009 بتعيين سمو الأمير الحسين بن عبد الله وليًا للعهد ليتعهد مسيرة التعزيز سندًا للوالد المعزز ليرتقي منصة الكلمة الشبابية في كل المحافل لتكمل مسيرة بصمة الوطن في كل المشاهد لتنطلق الرؤية بالتعديلات الدستورية عام 2011 التي تواكب روح التعزيز لوطن حضاري روح الشباب فيه ومسيرة التقدم والإزدهار والنجاح ورغم الظروف الصعبة يكمل المسيرة ومعه شعبه الأردني العظيم المعطاء وتستمر المسيرة التعزيزية في العام التالي بإنشاء المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للإنتخاب وصدور الورقة النقاشية الأولى لجلالته لتعزز روح الصدق والنزاهة في التحرك الديمقراطي وبعدها بعام يدشن مشروع الديسي الإستراتيجي لجر المياه لإيمان جلالته بتعزيز المياه في الروح القومية للوطن لأن المياه روح الحياة للبشر وهذا ما دفع جلالته بنفس العام ليوقع تعزيز الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات وتستمر مسيرة التعزيز حتى رقص الأردن فرحًا وسرورًا على أهم التعزيزات بعودة الباقورة والغمر للسيادة الأردنية ليصلي جلالته على ثراها بولي عهده الأمين معززًا مسيرة طاهرة شريفة معلنا إكتمال مثلث مئوي شريف قامت في دولة الحق الأردنية ليحتفل الشعب الأردني بالمئوية الأولى بعهد التعزيز معلنًا بنفس العهد إنطلاقة المئوية الثانية التي تحمل للأجيال القادمة تاريخ ومسيرة تكللت بتأسيس وبناء وتعزيز لتكون مئوية مثلث شرفاء وشعب معطاء لتكتب بالذهب خارطة أشرف دولة قامت لتبقى ترفرف عاليًا كرايتها على بيارق الدنيا لتبقى حرة أبية أردنية هاشمية شعارها أولًا لأنها تستحق شعار (إرفع رأسك فأنت أردني) ولما لا تفتخر وأنت سلف عن سلف إلى خلف ولتقوم الساعة تشارك في ثبات أساس وبناء وتعزيز مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية وكلنا همة عالية بإستمرار المسيرة لتبقى الأردن في القمة وعلمًا يرفرف عاليًا فحفظ الله الأردن وطنًا وملكًا وشعبًا قامت مسيرتهم على مئوية بعزيمة مثلث من الشرفاء كتب ويكتب التاريخ مع شعب العطاء لتقوم هذه المسيرة بكل معاني الفخر والعزة مرددة للأمام وكلنا معك سيدي أبو الحسين فأمض وكلنا خلفك ننجز وأنت تعزز فأنت لنا نور الدرب ولك كل الولاء والانتماء والحب فكما عاهدنا أبيك الباني نعاهد المسيرة بك ومعك ماضون قد احببناك وبايعناك فلتشهد يا شجر الزيتون أنا ماضون وتستمر المسيرة لنكون أولًا قادمون.
التعليقات مغلقة.