مجموعات أجنبية تنعش السياحة في عجلون مع تراجع الزوار المحليين خلال رمضان

– انعكس قدوم مجموعات سياحية أجنبية لزيارة المسارات السياحية والمواقع الأثرية في محافظة عجلون، خلال شهر رمضان الذي تراجعت فيه السياحة الداخلية، إيجابا على المشاريع السياحية في المحافظة؛ حيث حرصت الوفود على التجول في عدد من تلك المسارات.

ويؤكد معنيون، أن استمرار قدوم هذه المجموعات يبقي تلك المسارات والمشاريع ضمنها تعمل ولو بحدودها الدنيا، ما يوفر دخولا معقولة تمكنهم من مواصلة أعمالهم، والحفاظ على العاملين فيها، وإيجاد مبالغ تمكنهم من استكمال استعداداتهم لاستقبال أعداد أكبر مع اقتراب إجازة العيد، وتزامنها مع دخول فصل الربيع.
ويقول المتابع للمسارات السياحية عيسى الشرع “إن مجموعات سياحية فرنسية جالت خلال زيارتها لمحافظة عجلون هذه الأيام مسارات عدة، وشاهدت جمال وسحر الطبيعة أثناء مسيرها في مسار الجب السياحي الذي يعد أحد أجمل مسارات وزارة السياحة في المحافظة”، مؤكدا “أن المسار يجسد مشاهد خلابة ومقاطع صخرية مرتفعة، وهو يشهد إقبالا من السياحة الأجنبية لممارسة رياضات التسلق والإنزال من خلال منطقة عراق مطلق”.
وأضاف “أن مسار الجب السياحي البيئي بطول 30 كيلومترا، يتفرع منه ثلاثة مسارات، وهو المسار رقم 13 في المحافظة، ومنها ما يتبع لوزارة السياحة، ومنها ما يتبع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة؛ حيث تشكل المسارات نماذج متميزة على مستوى المملكة نظرا لمقومات المحافظة البيئية والتاريخية والتراثية والطبيعية وغيرها من مقومات الجذب السياحي”.
مسار الجب جاذب للزوار والسياح
ويقول الناشط سليمان القضاة “إن مسار الجب السياحي البيئي يعد منتجا سياحيا جديدا، ما أسهم في تشجيع السياحة الداخلية وتحفيز المواطن الأردني والعربي والأجنبي على ارتياد مواقع جديدة والاطلاع على أنماط غير تقليدية من السياحة وبما يناسب أيضا مع طلبة المدارس والجامعات، ما يساعد في زيادة الدخل وفرص العمل للمجتمعات المحلية ورفع مستوى الوعي السياحي، ورفع مستوى الانطباع الإيجابي عن الأردن لدى الزوار الأجانب والتعريف بالسياحة البيئية وأهميتها كسياحة رفيقة بالبيئة نظرا لتعدد الأنماط ضمن السياحة الداخلية إلى جانب التعرف على العادات والتقاليد والتراث المجتمعي والشعبي”.
وأكد “أن المسارات السياحية باتت تلقى رواجا وقبولا لخروجها عن أنماط السياحة التقليدية. وتستقبل الزوار طيلة شهر رمضان الفضيل، ما يسهم في انتعاش المشاريع السياحية، ويوفر لها دخولا تمكنها من استكمال استعداداتها لاستقبال الموسم السياحي بعد رمضان المبارك”.
يشار إلى أن مسار الجب يقع ضمن لواءي قصبة عجلون وكفرنجة، فالممر الأول من المسار طوله 12 كم هو ممر كفرنجة، ويبدأ من مركز الزوار إلى موقع الجب عراق الرهبان خربة المشيرفة وادي كفرنجة وبيوت الإيواء إلى الوسط الحضري للمدينة الذي يضم بيوتا تراثية ومتاحف تراثية وتاريخية، والممر الثاني باسم ممر القلعة بطول 6 كم وينطلق من مركز الزوار إلى محيط القلعة متداخلاً مع جزء من طريق الجب/ الطريق الزراعي، والممر الثالث باسم ممر الميدان وينطلق من مركز الزوار باتجاه خربة القلعة وموقع الخضر ومخيم خلة السعادة السياحي ووادي الطواحين حيث البيوت التراثية والإيواء، وصولاً إلى الوسط الحضري لمدينة عجلون، ويشمل مقام سيدي بدر ومسجد عجلون الكبير والبعاج وسلسلة الكهوف البرونزية التي تعود إلى 3500 عام قبل الميلاد والكركون وكنيسة الروم الأرثوذكس.
وتشير أرقام مديرية سياحة المحافظة إلى أن عدد زوار قلعة عجلون وموقع مار الياس الأثري، خلال الشهرين الماضيين، بلغ 20700 زائر، منهم 19 ألفا لقلعة عجلون و1700 لموقع مار الياس الأثري.
نشاط سياحي في عدد من المناطق
ويؤكد مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، أنه ورغم حلول الشهر الفضيل، ما تزال هناك حركة زوار نشطة هذه الأيام لقلعة عجلون وبصورة لافتة، خصوصا الأجنبية، إضافة إلى بعض مواقع التنزه، كمناطق اشتفينا ووادي الطواحين وشلالات راجب والمناطق الشفاغورية من المحافظة، كوادي زقيق وشلال الرشراش في حلاوة وكركمة في منطقة الهاشمية.
وأشار الخطاطبة إلى “أن المحافظة تعد من المناطق المهمة سياحيا وبيئيا في الأردن، وهي مهمة أيضا تاريخيا، فعجلون تعد متنفس الأردن في الصيف والربيع لاحتوائها على غابات دائمة الخضرة في مختلف أنحاء عجلون والآثار الإسلامية والمسيحية المتواجدة أينما ذهبت في عجلون، عدا عن الهواء النقي والطبيعة الخلابة”.
وأكد أن المحافظة تمتلك مقومات مهمة للسياحة الداخلية والخارجية، وهي مناطق الغابات دائمة الخضرة، ووجود مئات المواقع الأثرية والسياحية، على رأسها التلفريك ومحمية عجلون.
إلى ذلك، قال المشرف الإداري في محمية غابات عجلون عدي القضاة، إن المحمية استقبلت العام الماضي نحو 167 ألف زائر، لافتا إلى أن المحميات الطبيعية تشكل أحد الحلول الفعالة لحماية التنوع الحيوي حول العالم من خلال تقليل أو حظر التدخل المباشر للإنسان في الطبيعة، ما يساعد في حماية الأنواع المختلفة من نباتات وحيوانات ومنظومات طبيعية مهمة أو مهددة.
خدمات تتيحها محمية غابات عجلون
وأشار إلى أنه يوجد في المحمية 575 نوعا من النباتات والأزهار البرية و108 أنواع من الحيوانات. 12.5 % من النباتات بالمحمية مهددة وفق القائمة الحمراء للنباتات في الأردن.
وفيما يتعلق بأبرز الأنشطة السياحية المتاحة للزوار في المحمية، قال القضاة إنه توجد خدمات الإقامة في 38 كوخا خشبيا 5 فئات وخدمات الطعام والشراب في مطعمي البلوط / والأيل الأسمر والمسارات السياحية ضمن 6 مسارات سياحية تتناسب مع جميع مستويات اللياقة البدنية والخبرة ووجود قرية ألعاب المغامرة والأنشطة مع المجتمع المحلي (السياحة التجريبية)، إضافة إلى مشاريع بيئية مقترحة ومشروع بدائل الطاقة للتدفئة ومشروع تركيب نظام طاقة شمسية للمحمية ومشروع نقل وتطوير مشاغل التنمية الاقتصادية الاجتماعية الموجودة في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة.
وأضاف القضاة أن المحمية تعد إحدى المحميات ضمن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية في الأردن والتابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، حيث تأسست في العام 1987 بهدف حماية النظام البيئي لغابات السنديان دائم الخضرة في شمال الأردن.
وأكد أن محمية غابات عجلون، تعد من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، وقد حققت تميزا بيئيا فريدا في صون وحماية الطبيعة، ما استحقت عليه التكريم من منظمات دولية بانضمامها إلى القائمة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وكانت من أفضل 100 موقع سياحي مستدام، مشيرا إلى أن المحمية تمكنت من تطوير المجتمع المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي بيئي ناجح، وأصبحت تشكل قيمة اقتصادية مهمة للمنطقة، من خلال تشغيل أبناء المنطقة بمرافقها المختلفة.
وبين القضاة أن مساحة المحمية تبلغ حوالي 12000 دونم، بينما المسيج منها 6500 دونم تقريبا، مشيرا إلى أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تقوم على إدارة المحمية من خلال كادر مؤهل بهدف حماية النظام البيئي بكل عناصره، وذلك من خلال تنفيذ برامج الحماية والتفتيش والبحث والدراسات والمراقبة والتعليم البيئي والسياحة البيئية والأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة.

 

عامر خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة