محذورات التعرض لهويتنا ومؤسساتنا // نايف_المصاروه.

مشروع التمدد الصهيوني، داخل الوطن العربي، والذي يسير بخطى واضحة معالمها، لا تغيب اشاراتها الا على الضعاف عقلا وفهما.
من ضمن مقدمات التمدد، وأهمها هو التعرض للدين بالنقد وإثارة كثرة الشبهات حوله.
وكذلك التعرض للهوية الوطنية، ونعتها بالتخلف والرجعية، وإسقاط القدوة في نظر العامة.
وكذلك التعرض للمؤسسات الرسمية، ذات الأهمية والتي تحضى بالتقدير والاحترام، كالمؤسسات الدينية أو التربوية، أو العسكرية والأمنية ، بقصد الإساءة لها والتقليل من شأنها ودورها.
كل ذلك حدث في كثير من دول الجوار وغيرها، مما أدى إلى المزيد من الفوضى، والتلاشي وكثرة المسميات والفرق، في تلك الدول.
مراراً وتكراراً حاولت دولٌ ومنظمات إجرامية شتى،إختراق أمننا الوطني الأردني ، فكان نشامى الجيش والأجهزة الأمنية لها بالمرصاد.
ونتيجة لتلك المحاولات اليائسة والبائسة من تلك الدول أو المنظمات أو العصابات ،والتي تكاد تكون عمليات أمنية يوميا، إرتقى على إثرها بعض أفراد تلك الأجهزة العسكرية والأمنية، إما شهيدا جاد بروحه، أو مصاباً قدم دمه وبعضاً من صحته ، في سبيل أن يبقى هذا الوطن الأشم، آمنا مستقرا.

أجزم أن هناك بعض الأنفس المريضة بيننا أو من حولنا ، يُحزنها أن يبقى الأردن آمنا مستقراً،فكل ذي نعمة محسود.
كثيراً ما عبر بعضهم عن ذلك الحقد الأسود، ببعض الفحيح ليطعن في نجاحاتنا لينتقصها، وفي بحبوحة أمننا ليهيل عليها التراب ، من خلال التعرض لبعض مؤسساتنا الرسمية بشكل عام، ثم بدأ التطاول على بعض أجهزتنا الأمنية، والتي لها بصمات واضحة، محلياً وإقليمياً ودولياً.

لا أريد أن أكتب كثيراً، فخير القول ما قل ودل.
فأقول… عندما يتحدث الشخص شبه المسؤول، بكلام لا يعي خطورته، يكون أحد إثنين :-
إما جاهلاً بما يقول، وفي هذه الحالة، هو يحتاج إلى أن يراجع نفسه ومعلوماته ليتاكد منها، فما كان فيها من نقص فيزداد ، وما كان من خطأ ليصححه.

وإما إن كان قاصداً لذلك الخطأ، لغاية في نفس يعقوب، فواجب عليه التصحيح والاعتذار، أو على دوائر القانون في أجهزة الدولة واجب المتابعة والمساءلة.

مؤسسة البرلمان، تلك الموسسة الدستورية العريقة، التي لها مكانتها إلاعتبارية، والأصل في كل من ينتمي لها، سواءاً أكان موظفاً إداريا أو نائباً، يجب أن يكون على قدر من المعرفة، على الأقل بحدود علمه وعمله.

ما قيل تحت قبة البرلمان، عن دائرة المخابرات العامة،ووصف مسمى مكانها ” بسجن الجندويل” ، وفي هذا التوقيت الإقليمي والأمني الحساس، هو كلام أقل ما يقال عنه بأنه كلام غير مسؤول، ومغرض ومُعيب ومشين.
وإن الواجب يقتضي، على من تفوه بمثل هذا الكلام، أنى كان مسماه أو مركزه أن يعتذر أولاً، عن فلتت لسانه أو زلته، فالاعتذار واجب.
وهنا للتوضيح..في كل دول العالم، وفي كل دوائر الأمن وبكل مسمياتها ، هناك مراكز للتحقيق الاولي ، الأمر الذي يستدعي وجود مكان للتوقيف والحجز المؤقت لغايات التحقيق.

ولزيادة التوضيح أيضاً.. مركز التوقيف في دائرة المخابرات العامة، هو مركز اعتقال قانوني مؤقت،ومن المعلوم قانونيا، بأنه وحين الانتهاء من الإجراءات التحقيقية ، يتم التحويل الملف الجرمي مع التحقيقات الأولية والأدلة إلى القضاء، الذي هو صاحب السلطة، في السجن أو التوقيف أو غيره.

و للتوضيح أيضاً… مراكز التوقيف المؤقت في كل دوائرنا الأمنية، هي مركز إعتقال مؤقت لكل مجرم افاك ، من دعاة الضلال والإرهاب، أو من أهل التآمر والتخابر، أو من أهل العمالة والوشاية، الذين يبعيون أو باعوا أغلى ما يملكون… الوطن والعرض، مقابل دراهم معدودة وكانوا بذلك وبغيره من الزاهدين.

كم هو جميل أن نثني على كل إنجاز بالشكر، ونشير إلى كل نجاح بالثناء والتقدير ، لنرسخ في الأذهان، أن هناك من يقدر الابداع والنجاحات والتضحيات.

وكم هو مؤلم أن ندفن كل إنجاز، ونقلل من أهمية النجاح، لا لشيء ولكن حسداً من عند أنفسهم.

في كثير من بقاع الدنيا، تكون بعض مواقع ومسميات بعض أجهزة الأمن، كابوس يُستعاذ من شره، ويقال عن بعضها.. الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود، وما صيدنايا وما تم تداوله عنه ببعيد.
إلا عندنا في الأردن، فالداخل إليها أو الخارج منها، محط اهتمام وموضع تقدير، وكل أعلم بحالته وصحيفة سوابقه ، التي دخل بها أو أًعتقل بسببها!

ختاماً..إن ترك الحبل على الغارب لكل والغ ، ليتعرض لهويتنا بالتنقص أو الازدراء أو التهكم، أو الإشارة بالسوء إلى بعض مؤسساتنا، هو أمر مرفوض، يجب المحاسبة عليه، حتى لا يكون هناك أي ذريعة للآخرين.

وإلى بعض من يتدثر بدثار الدين، قال عليه الصلاة والسلام، من صنع إليكم معروفاً، فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فقولوا له، جزاك الله خيرا،فإنه أبلغ البناء.

السادة.. الأخوة والأبناء من منتسبي جهاز المخابرات العامة الأردنية، فرسااان الحق، سلمتم وغنمتم وأحسنتم، وأبدعتم ، وكما هو عهدكم ماضياً وحاضرا ومستقبلاً بإذن الله.
وما ينتقص من قدر دوركم وتضحياتكم، إلا ناقص الفكر والقدر والمقام، وقليل الفهم وسقيم العقل والقلب .
جزاكم الله خير الجزاء، ونحن معكم وإلى جانبكم كتفاً بكتف، شاء من شاء وأبى من أبى.
حفظكم الله من كل شر وبارك فيكم وفي كل جهودكم.

كاتب وباحث أردني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة