محمود خرابشة…..السياسي المثير للجدل/ أحمد معن القضاة
=
أكتسب الوزير والنائب السابق محمود الخرابشة صفة المثير للجدل بسبب بعض اللقاءات التي ظهر فيها، و كان أكثرها جدلاً لقاءه في برنامج “جعفر توك” و كانت أخر لقاءاته يوم الاربعاء ضمن برنامج نيران صديقه مع الاعلامي هاني البدري الذي تحدث خلاله عن العديد من الملفات بكل صراحة .
بعد مشاهدتي لهذه الحلقة أصبح لدي الدافع للقاء بمعالي محمود خرابشة للحديث أكثر معه والتعرف على أفكاره ولماذا يوصف بالقانوني والرقابي الفذ والذي دفعني أكثر للقاء بأنه حصل على جائزة التميز البرلمان العربي كأفضل برلماني .
تم تحديد اللقاء الذي أستمر لمدة ساعة ونصف، وبدأت بتوجيه الاسئلة المختلفة والمفارقات بين خدمته في السلك العسكري ومن ثم النيابي ومن ثم الوزاري، عدت في التاريخ لفترة توليه منصب في السلك العسكري منذ عام 1974 وحتى عام 1991 هذا الفترة التي نعلم جميعاً بأنها كانت مصيرية في تاريخ الاردن بحيث أنها عقبت أيلول الاسود و إغتيال الشهيد وصفي التل وحرب تشرين عام 1973 حتى الوصول لمؤتمر الرباط في تشرين أول عام 1974 وفي نفس هذا العام كانت خدمة معالي الوزير في السلك العسكري تحدث عن جهود كافة الاجهزة الامنية الاستخبارية والجيش الاردني في الحفاظ على الاردن مما كان يحاك له بحيث أنه وصف ما حدث في مؤتمر الرباط كان خديعه كبير للأردن وتصفيه واضحه للقضية الفلسطينية بحيث تحولت القضية من قضية عالمية إنسانية يعنى بها العالم ككل الى قضية تهم منظمة التحرير الفلسطينية بأعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذا القرار كان يعتبر تنصل عربي من القضية الفلسطينية وترك المنظمة التي كانت غير قادرة أصلاً على إدارة الصراع الفلسطيني الاسرائلي منفرده، قمت بالاضافة لهذه النقطة ما تحدث به وزير الخارجية الامريكي أنذاك بعد توقفه في عمان بعد مؤتمر الرباط وتذكير رئيس الوزراء زيد الرفاعي له بطمأنة الأردن بأن حلفاء الولايات المتحده من العرب سيقفون ضد القرار فكان رد كيسنجر الوحيد (لقد بالغنا في المناورات) ومن هنا أستنتج الرفاعي بأن قرار الرباط كان نتيجة لتلاعب كيسنجر لانه يعلم بأن إسرائيل لن تتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية و أراد أن تحل المنظمة مكان الأردن مما سيقضي على أي مفاوضات بشأن الضفة الغربية .
قمت بعد ذلك بالسؤال عن مدى تأثير مواقف الأردن القومية بعد العديد من المواقف ومنها حرب الخليج عام 1990 التي كان لها أثر سلبي على الاردن إقتصادياً وسياسياً، قام برد على هذا السؤال بأن الأردن بقيادة الملك حسين دائماً كان يدفع ثمن المواقف القومية غالياً ولكن كان ذلك إماناً من جلالة الملك الراحل بأنه لن يدخل بتحالف ضد العراق وهنا أختلفت مع معاليه نحو هذه النقطه بأن الأردن كان من الواجب عليه إتخاذ الحياد في مثل هذه القضية لانه حرب الخليج حدثت بعد دخول الجيش العراقي الى الكويت و إحتلالها بالقوة و أصلا هذه الحرب للاسف فتحت المجال لتدخل عسكري امريكي في المنطقة.
تحدثنا بعد ذلك عن مجلس النواب و أن المجلس اليوم مكوناته و أيدولوجياته ليست كلها تخدم الأردن وللاسف أن بعضها مؤدلج خارجياً ويبث أفكاره داخل مؤسسة البرلمان، كما تحدثنا عن كمية البروبغندا الاعلامية والشعبويات التي باتت تتطغى على العمل النيابي .
كان السؤال الاهم متى ستتحول الأردن الى نظام الحكومات البرلمانية على أساس حزبي، فكان الرد و سأكتبه بالعاميه
“ولا عمرنا بنتحول” وكان دليل معالي محمود الخرابشة في الدستور في الماده (35)
وعندما تحدث عن رأيه القانوني فقال هذه الماده يجب أن تعدل و يضاف اليها إعطى الاغلبية البرلمانية الناجحه الحق في تشكيل الحكومة و إختيار رئيس الحكومة لكي تكون بداية لحكومات أغلبية برلمانية .
وفي الحديث عن حماس والقائمة العربية الموحده بالداخل قال بأن الأردن أضاع ورقة ضغط حماس من يده وكان بالامكان أستغلالها بشكل أفضل لتخدم مصالح الأردن بشكل أكبر،كما دعا الى تواصل أكبر مع القائمة العربية الموحده التي تشكل ثقل داخل الكينيست الاسرائيلي لكي يكون لها الدور الدائم في تشكيل الحكومة و تكون وسيلة ضغط داخليه على الاحتلال .
وفي الحديث عن قانون الطفل كان رأيه بأن القانون يخدم الطفل بشكل كبير وهذا شيء رائع لكنه يحتاج بعض التجويد لكي يتوافق مع القوانين الأخرى إن كان أحوال شخصيه وقانون عقوبات لكي يزال اللبس عن بعض المواد التي تشغل الرأي العام .
اليوم نحن بحاجه لمثل محمود الخرابشة إن كان كوزير أو كنائب لانني وبعد متابعتي لدوره كوزير و نائب، اليوم الحكومة بحاجة الى برلمانيين يملكون عقل ناضج ناقد قادر على نقد القوانيين قبل تحويلها الى البرلمان لكي تكون كامله وليس فيها لُبس ويتم تسويقها بسهولة كاملة إن كان للمجتمع ولمجلس النواب والاعيان .
حفظ الله الأردن ملكاً وشعباً.
التعليقات مغلقة.