محمية العقبة البحرية.. تغيير جذري بإطلالة عالمية

ينتظر خليج العقبة، بشواطئه الرملية الناعمة وعمقها المميز بالتنوع الحيوي والحياة البحرية والمرجان ومواقع الغوص النادرة على مستوى العالم، تغيير جذري يطال شكل الشواطئ برسم مفاهيم بيئية جديدة، بهدف حماية الأحياء والموارد المائية والمحافظة على التنوع الحيوي وجعله مستودعا دائما لموارد اقتصادية وجمالية.
وقد بدأت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بإجراءات فعلية بالشراكة مع منظمات دولية على تغيير شكل شواطئ العقبة بعد صدور نظام المحمية البحرية في الجريدة الرسمية منتصف الشهر الحالي وتوشحه بالإرادة الملكية لتبدأ مسيرة العمل نحو التنفيذ والعالمية ابتداء من المباشرة بالإجراءات الخاصة لتسجيل المحمية ضمن شبكات المحميات البحرية العالمية.
وتراهن سلطة العقبة، من خلال مفوضية البيئة، على إعادة رسم المفاهيم البيئية والبحرية كافة والحفاظ على الحياة البحرية والثروة السمكية والتنوع الحيوي النادر الموجود في أعماق خليج العقبة ليلمس بعدها المواطن والزائر التغيير المنشود في أركان المنظومة البحرية أو الشاطئية كافة الواقعة ضمن حدود المحمية البحرية.
وقال مفوض البيئة والسياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور نضال المجالي “إن هناك إجراءات تعمل السلطة عليها بالشراكة مع منظمات دولية ومحلية لتحسين إدارة شواطئ العقبة بعد صدور نظام المحمية البحرية في الجريدة الرسمية وتوشحها بالإرادة الملكية لتكون ضمن شبكة المحميات البحرية العالمية، وهذه الخطوة تؤكد التزام الأردن بالاتفاقيات الدولية المعنية بحماية البيئة البحرية”.
وأكد المجالي أن الإجراءات ستستهدف إعادة ورسم كل المفاهيم البيئية والبحرية والحفاظ على الحياة البحرية والثروة السمكية والتنوع الحيوي النادر الموجود في أعماق خليج العقبة الذي يؤمه مئات آلاف الزوار سنويا من خلال رحلات الغوص السياحية.
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، قد شدد على أهمية الإسراع في إنشاء المحمية البحرية بالعقبة لترشيحها إلى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك خلال زيارته إلى متنزه العقبة البحري التابع لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في شهر حزيران (يونيو) من العام 2020، ليصار بعدها الى صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إعلان المحمية البحرية في خليج العقبة بتاريخ 8/12/2020 لتكون أول محمية بحرية في المملكة بعدها خلال الشهر الحالي صدور نظام محمية العقبة البحرية لسنة 2022.
ولفت المجالي الى العمل مع برنامج الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأعلى مستوياته لغاية تحقيق المؤشرات الخاصة بالمحمية البحرية، مؤكدا أن العمل جار على رفع المساحة وتحديد المكونات اللازمة لتشغيل المرحلة المقبلة، الى جانب طرح العطاءات المتخصصة والمتعلقة بتصميم وإنشاء مجمع العقبة للعلوم ومتحف للأحياء البحرية (الأكواريوم)، مشيرا الى أنه سيبدأ الزائر في مطلع العام المقبل بملاحظة تغيير جذري في شكل وملامح المحمية البحرية سواء بشكل الأرصفة والمرافق أو العلامات البحرية، موضحا أن العمل يسير أيضا لتسجيل شواطئ المحمية ضمن العلامة البيئية الأبرز للشواطئ في العالم ممثلة بالعلم الأزرق وتنفيذ متطلباته كافة، إضافة الى وضع المحمية على القائمة الخضراء ضمن قائمة الاتحاد الدولي لحماية وصون الطبيعية.
وتبلغ مساحة المحمية البحرية حوالي 2.45 كم مربع، بشاطئ يمتد لـ7 كم من أصل 27 كم، تمتد من شمال حدود محطة العلوم البحرية (جنوب ميناء الركاب) ولغاية نادي ضباط الأمن العام جنوبا، وتمثل المساحة ما يقارب من 2.6 % من المساحة الإجمالية لمياه الأردن، بحدود بحرية ممتدة من الشاطئ الى البحر 350 مترا وعلى الشاطئ الى اليابسة 50 مترا.
وأشار المجالي إلى أن جميع ما يتم عمله من شأنه تعزيز المحمية ووضعها على خريطة السياحة العالمية بما فيها سياحة الغوص ويعززها كمنتج سياحي بيئي نادر في البحر الأحمر، مبيناً أن السلطة تقوم بتعيين كوادر فنية وتدريبها لإدارة المحمية الى جانب تغيير اللوحات الإرشادية من ناحية علامات الحدود واللوحات التحذيرية والإرشادات المتعلقة بسلامة البحر والشاطئ بهدف المحافظة على الحياة البحرية والتنوع الحيوي، لا سيما مواقع الغوص والقدرة الاستعابية لها، إضافة الى ترتيب عملية دخول السياح لمواقع الغوص وإغلاق بعض المواقع التي تشهد عملية ضغط كبيرة من أجل استعادة المرجان عافيته.
وتعد محمية العقبة البحرية من أهم المناطق ثراء بالتنوع البيولوجي في المنطقة؛ حيث يوجد بها شعاب مرجانية متقطعة وقريبة من الشاطئ تمتد على مسافة 13 كلم، وتحتوي المحمية على 157 نوعا من أنواع المرجان المتصلب، ونوع واحد من المرجان الأنبوبي، و3 أنواع من المرجان الناري، كما أن 15 نوعا منها لا توجد سوى في المحمية، إضافة الى أن هناك 18 جنسا من الطحالب القاعية، و3 أنواع من الأعشاب البحرية و507 أنواع من الأسماك تنتمي إلى 109 عائلات، و3 أنواع من السلاحف، منها سلحفاة منقار الصقر التي تعد الأكثر انتشارا، كما يعيش في المحمية نوعان من أنواع المحار العملاقة المهددة بالانقراض، و72 نوعا من الإسفنج، و645 نوعا من الرخويات.
وأضاف المجالي أن كوادر المحمية، وبالتعاون مع الشركاء كافة بالعقبة والمنظمات الأهلية والرسمية، تقوم وباستمرار بعمل حملات تنظيف لجوف البحر وتفعيل نظام المخالفات البيئية بهدف المحافظة وبشكل فعلي لما يحتويه خليج العقبة من تنوع حيوي وحياة بحرية وكنز مرجاني كبير، مشيرا إلى أنه سيتم تعميم النظام الجديد على الجهات الشريكة كافة.

أحمد الرواشدة / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة