مخلفات التنزه في عجلون.. عراقيل تحد من الاستثمار وتشوه الطبيعة
متسببة بتلوث بيئي وبصري، ما تزال ظاهرة مخلفات التنزه تشكل تحديا أمام مختلف الجهات المعنية، رغم كل الجهود العملية والتوعوية والتطوعية المبذولة، ما يستدعي وفق مراقبين، التركيز على نشر الوعي الممنهج بمخاطرها على التنمية، وتكثيف الجهود، وتغليظ العقوبات وتفعيلها بشكل يضمن إنهاء هذه الظاهرة، أو جعلها بحدودها الدنيا على أقل تقدير.
ويؤكد هؤلاء أنه لا يقبل أن تبقى النفايات، والتي جلها أكياس بلاستيكية بألوانها القاتمة متناثرة على جوانب الطرق ووسط الغابات، خصوصا بالقرب من أكثر المناطق أهمية سياحية، وهي قلعة عجلون والتلفريك والمحمية، مخلفة مشاهد منفرة وضارة بالبيئة.
وكشف رئيس مجلس الخدمات المشتركة في عجلون محمد المهيرات، عن أن كوادر المجلس قامت مطلع الأسبوع الحالي بحملة نظافة شاملة في منطقة غابات إشتفينا لتنظيف المنطقة من المخلفات والنفايات بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، لافتا إلى أنه تم جمع أكثر من 1000 كيس نفايات في يومين، داعيا جميع المتنزهين إلى الحرص على نظافة المنطقة، وتجنب ترك المخلفات والنفايات خلفهم، ويفضل تجميعها في أكياس، ووضعها في أقرب حاوية نفايات، وعدم ترك النار مشتعلة بعد الانتهاء من عملية الشواء؛ كي لا تكون سببا باشتعال الحرائق.
وأكد المهيرات أن كوادر المجلس تواصل أعمالها البيئية في غالبية الطرق الرئيسية في المحافظة والأماكن السياحية، حيث تم تنفيذ حملات نظافة شاملة في هذه المناطق، مقدما شكره لجميع كوادر المجلس العاملة في الميدان والبلديات على تعاونهم مع المجلس.
بدوره، قال منير شويطر إن هذه البؤرة الساخنة المتعلقة بمخلفات التنزه، ينبغي أن ننتهي منها بشتى الطرق الممكنة، فهي وبؤر أخرى بلا شك ذات أضرار بيئية كبيرة، وربما تكون معيقا أمام الاستثمارات المتنوعة، ما يستدعي أن تعالج تماما.
وأكد أن التخلص من هذه البؤر ضرورة للنهضة التنموية، إذ لم تعد القضية مسألة رفاهية، بقدر ما هي حاجة أساسية يجب إنجازها، وبالتزامن مع النهضة التنموية والسياحية التي تشهدها المحافظة، لافتا إلى أهمية زيادة الدعم للجهات الرقابية، ونشر الوعي المجتمعي، وتفعيل التشريعات التي تضمن إيجاد الحلول الجذرية للعديد من البؤر الساخنة منذ عقود، خصوصا مع تضاعف زوار المحافظة.
أما مهند الصمادي، فيقول إن المحافظة ما تزال، ورغم كل الجهود الرسمية والتطوعية والتوعوية، تعاني من انتشار النفايات، والتي تشكل آثارا سلبية على البيئة والصحة والزراعة والسياحة، مؤكدا أنها تتزايد مع وجود مشاريع جاذبة للزوار، كمشروع التلفريك، إذ لا يعقل أن تشاهد في المناطق المحيطة بالمشروع كميات كبيرة من مخلفات التنزه، داعيا إلى تكثيف الرقابة من الجهات المعنية بمحيط المناطق التي تستقطب المتنزهين، كمحيط قلعة عجلون ومحمية غابات عجلون، ومشروع التلفريك، وتوزيع العديد من الحاويات، وتعيين عمال نظافة دائمين.
من جهته يرى محمد الخطاطبة، أن مخلفات التنزه، والطرح العشوائي للأنقاض، تشكل تهديدا مباشرا للغابات، وتشويها للطبيعة، مبينا أن أغلبها ناتج عن مخلفات التنزه، وستبقى تؤثر سلبا على عموم التنمية خصوصا السياحية، ما يستدعي تشديد الرقابة على مواقع التنزه واتخاذ العقوبات المناسبة بحق المخالفات البيئية، مؤكدا أن مخلفات التنزه، والطرح العشوائي للأنقاض، تشكل تهديدا مباشرا للغابات، وتشويها للطبيعة.
من جهتهم، يؤكد مسؤولو الإدارة الملكية لحماية البيئة في المحافظة، أن الإدارة شريك إستراتيجي مع الدوائر ذات العلاقة من شرطة ودفاع مدني وبيئة وزراعة وصحة ومياه وتربية وغيرها، فهي تقوم بمهام وواجبات الحفاظ على البيئة والثروة الحرجية حسب المهام والواجبات الموكلة لها، مؤكدين أن الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث ومخلفات التنزه مسؤولية الجميع.
وأكد مدير البيئة في محافظة عجلون المهندس نزار حداد، أن قسم التوعية في المديرية، ينظم بالشراكة مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والزراعة عشرات المحاضرات التوعوية سنويا، وتشمل التوعية والتثقيف حول مخاطر وأضرار الرمي العشوائي للنفايات على البيئة، ومحاضرات حول التنوع الحيوي والتغير المناخي، وإدارة النفايات الصلبة والاحتباس الحراري وغيرها من المحاضرات.
وأكد أن المديرية تتعامل سنويا مع مئات الشكاوى البيئية المختلفة داخل المحافظة وضمن الوحدات الادارية، والمشاركة في عدة حملات تطوعية للحفاظ على البيئة في منطقة إشتفينا ومناطق أخرى تشهد كثافة بعدد زوار المحافظة من داخل المملكة وخارجها.
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، أن المجلس يخصص سنويا عشرات آلاف الدنانير لشراء حاويات معدنية للنفايات، وتوزيعها على البلديات ومديرية السياحة ومحمية غابات عجلون للمحافظة على البيئة والصحة والسلامة العامة.
وثمن الجهود التشاركية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الإطار، وضرورة إطلاق المبادرات التوعوية التي من شأنها تعزيز وتعميق السلوكات الإيجابية تجاه البيئة والحفاظ على نظافة الغابات ومواقع التنزه.
التعليقات مغلقة.