مدارس الغور الشمالي.. غرف حرارية بلا أدنى وسائل للتبريد

تفتقد مدارس في لواء الغور الشمالي الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة، لأي وسيلة تبريد تخفف من أجواء الصفوف التي تتحول مع اكتظاظ الطلبة إلى “غرف حرارية”، وفق تعبير أولياء أمور، قالوا “إن تلقي أبنائهم لدروسهم في مثل هذه الغرف الصفية هو نوع من أنواع المشقة اليومية”.
وفي كل عام، تتكرر معاناة طلبة مدارس بالأغوار نتيجة تزامن بدء العام الدراسي مع استمرار الأجواء الصيفية الحارة، والتي تستمر أحيانا حتى انتهاء شهر تشرين الأول (اكتوبر) ما يعني شهرين من المعاناة المتواصلة مع بداية العام الدراسي، فيما تعاود هذه الأجواء فرض نفسها مع آخر شهرين قبل نهاية العام الدراسي.
أشبه بـ “الفرن”، وصف عفوي، يعبر به طلبة بمدارس الأغوار الشمالية عن حال الغرف الصفية التي تفتقد لأي وسيلة للتخفيف من الأجواء الحارة، لتصبح المقدرة على التحمل أولوية عند الطلبة تسبق القدرة على التعلم.
يقول الطالب بشير نادي في الصف التاسع ويوافقه في الرأي عدد من زملائه “إن الغرف الصفية في مدرسته تتحول إلى “فرن”، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة دون معدلها المعتاد التي تزامنت هذا العام مع أول أيام الدراسة.
وبين أن عودة الطلبة إلى المدارس واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وغياب المراوح بالغرف الصفية دفع بعض أولياء الأمور إلى شراء مراوح وإرسالها مع أبنائهم للتخفيف عنهم ولتوفير بيئة تعلمية مناسبة.
وأضاف أن أجواء الغرف الصفية غير مريحة نهائيا في ظل غياب المراوح خاصة وأن أعدادهم كبيرة بالنسبة لمساحة الغرف الصفية، التي لا تتجاوز 36 مترا مربعا لكل غرفة.
ويرى أولياء أمور أن بعض الأبنية المدرسية الضخمة كلفت موازنة الدولة ملايين الدنانير ولم يخطط فيها لتوفير وسائل تكييف سواء لمواجهة برد الشتاء أو حر الصيف كما ان المدارس المستأجرة تفتقد للمراوح ووسائل التبريد رغم اكتظاظ الغرف الصفية.
واعتبروا أنه بات من الضروري أن تأخذ وزارة التربية والتعليم في حساباتها عند إقامة أبنية حديثة توفير وسائل التدفئة والتبريد لتهيئة أجواء دراسية مريحة، في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على تلك الأبنية.
ويرى المواطن شادي الدبيس أنه بات من الضروري أن توفر وزارة التربية عند إقامة أبنية مدرسية وسائل التبريد والتدفئة معا، لضمان أجواء دراسية ملائمة للطلبة ومراعاة الأجواء الحارة التي تتميز بها ألوية الأغوار بشكل عام، إذ أغلب المدارس في مناطق اللواء تفتقد للمراوح وفي حال توفرها فهي بحاجة الى صيانة وأغلبها معطل أو تصدر منها أصوات مزعجة جدا، قد توثر على تركيز الطلبة أثناء تلقيهم للدروس.
وأشار إلى أن المدارس قديمة البناء تفتقر حتى للمراوح التي تخفف من حرارة الصيف، وان وجدت معطلة، ولا تفي بالحاجة جراء الارتفاع المستمر بدرجات الحرارة في اللواء، خصوصا وان العام الدراسي يبدأ في شهر أيلول (سبتمبر) الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة، وفي نهاية العام الدراسي خلال شهري نسيان (ابريل) وأيار (مايو) وجزء من شهر حزيران (يونيو) حيث يمتد الدوام فيه لأسبوعين.
وقال المواطن علي الابداح إن أغلب الابنية المدرسة في لواء الغور الشمالي، تفتقر للمراوح التي تخفف من حدة ارتفاع الحرارة داخل الصفوف التي يكتظ فيها الطلبة بشكل يفوق عن المساحة المخصصة، علاوة على اضطرار المعلم إلى إغلاق الأبواب في حال كانت الغرف الصفية متقابلة وقريبة من بعضها البعض كما هو الحال في الأبنية المستأجرة التي ارتفع عددها نتيجة استمرار اعتماد الوزارة عليها بسبب انتقال الطلبة من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية خلال السنتين الماضية والحالية.
وبين حاجة العديد من المدارس للمكيفات وخصوصا المدارس التى تقع ضمن مناطق الأشد حرا في اللواء وهي مناطق قريبة من البحر الميت ومناطق الكريمة ووادي الريان.
من جانبه، بين مصدر من مديرية التربية والتعليم في اللواء أن هناك توجها لدى المديرية بتوفير المراوح في الغرف الصفية، بعد ان اظهرت موجة الحر التي تجتاح المنطقة الحاجة لذلك.
وأشار المصدر إلى أنه سيتم التعميم على المدارس لتوفير المراوح في الغرف الصفية من خلال التبرعات المدرسية، وفي حال عدم قدرة المدارس على توفيرها فإن المديرية ستتولى شراء المراوح للمدارس التي تعاني من نقص في الإمكانات المالية.
وأضاف أنه من الضروري توفير كافة الأجواء المناسبة لتهيئة ظروف تعليمية مريحة داخل المدارس والغرف الصفية، لافتا إلى أن الأبنية المدرسية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم تتوفر فيها كافة وسائل التكييف سواء المكيفات أو التدفئة المركزية.

علا عبد اللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة