مركز زوار مادبا.. “بوصلة” السياح للتنقل في فضاءات المدينة

مادبا – “ما أثار إعجابنا عندما وصلنا إلى مدينة مادبا التاريخية، طريقة الاستقبال والمعلومات المتوفرة للزوار عن مختلف الأماكن السياحية فيها، ما يسهل على الأفواج السياحية التي تؤم المدينة كثيراً من الجهد والعناء والبحث”.. بهذه الكلمات تحدث السائحان الإسبانيان روبرت وألبا، وهما يتملكهما الفرح والسرور لمجيئهما لهذه المدينة.
وانطلقا من مركز الزوار إلى فضاءاتها الرحبة، بعد أن تزودا بالمعلومات عن المواقع الأثرية كافة المنتشرة في أرجاء المدينة وجوارها.
وجلس روبرت وألبا على أحد المقاعد في حديقة مركز الزوار، لأخذ قسط من الراحة إلى فضاءات مدينة مادبا، في رحلة مليئة بالشوق لمعرفة القالب الاجتماعي من العادات والتقاليد التي يعيشها أبناء المدينة ومحيطها من المناطق، إضافة إلى الاطلاع على المعالم الأثرية والسياحية التي تمتلك محافظة مادبا، وفق ما ذكررا لـ”الغد”.
وأبدى روبرت إعجابه لوجود مركز لاستقبال زوار المدينة بهذا التطور الذي يقدم المعلومات والخدمات اللوجستية كافة للزوار بشكل متكامل دون نقصان، مشيراً إلى الاهتمام وتقديم المعلومة بطريقة سلسة تقبع في الذهن: “إنها بداية موفقة من مركز الزوار الذي وفر لنا الكثير من الجهد والعناء في العملية الاستدلالية على المواقع السياحية والأثرية”.
ويؤكد أنه استطاع في هذه الزيارة وإرشادات من القائمين على المركز زيارة مواقع أثرية جديدة مثل موقع مكاور والمخيط وجبل نيبو والمواقع الأثرية داخل مدينة مادبا.
وتحدثت السائحة ألبا عن حسن الضيافة التي وجدتها عند القائمين على المركز وتقديمهم مختلف الخدمات، ليواصل الزائر رحلته بمتعة وراحة.
ويقدم المركز الذي يقع على مساحة ستة دونمات، الذي كان في السابق بيتاً لعائلة البجالي، العديد من الخدمات الضرورية لزوار مادبا، كونه نقطة انطلاق الزوار إلى المواقع السياحية كافة في المدينة، إلى جانب تزويدهم بالمعلومات عن المواقع السياحية والأثرية والتراثية عن حضارة هذه المنطقة، ومن مروا عليها عبر العصور، إضافة إلى أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بأجوائها المميزة.
والمركز الذي امتلكته وزارة السياحة والآثار مطلع الألفية الثالثة، وتم افتتاحه في 6/10/2001، بعد إعادة تأهيله وترميمه، يحتضن مجموعة من النشاطات السياحية والفنية المقدمة لأهالي مادبا؛ ليكمل دوره الاجتماعي والسياحي الذي أنشئ من أجله.
ويضم المركز، بحسب مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، مواقف للحافلات السياحية تتسع لحوالي (25) حافلة كبيرة، إضافة إلى خمس غرف لأغراض متعددة، والساحة الأمامية للمركز تحتوي على مظلة خشبية؛ لاستضافة الزائر وتقيه من حر الصيف وبرد الشتاء، ولإضفاء مزيد من الجمال على المبنى، وتمت زراعة حديقة المركز بمجموعة من الأشجار ونباتات الزينة بما ينسجم مع حجر بنائه القديم.
وقبل أن يغادر الزائر المركز، يتزود بمجموعة من المعلومات المهمة عن تاريخ المنطقة وإرثها الحضاري من خلال لوحة أخذت مكانها في منتصف ساحته الرئيسية، كتب عليها باللغتين الإنجليزية والعربية عن تطور مادبا تاريخيا، إضافة إلى مجموعة من الصور التي تصور المدينة في العصور المختلفة.
ويذهب الجعنيني إلى أن المركز يقدم للزوار خدماته طيلة أيام الأسبوع وحتى في العطل والأعياد الرسمية، مردفاً بالقول “نقوم باستقبال الزائر وتقديم كل ما يلزمه من معلومات خلال زيارته، وتزويده بالنشرات السياحية الخاصة بمادبا ومناطق الأردن المختلفة، كما ويتم الإجابة عن استفساراته والمشاكل التي يتعرض لها والتعامل معها بجدية ومتابعتها، إضافة لتسجيل أعداد الزوار وجنسياتهم”.
وتتواجد في المركز غرفة تراثية تمثل الحياة في مادبا، تم بناؤها من الحجر القديم وعلى طريقة القناطر، وزينت جدرانها من الداخل بالبسط المصنوعة من الصوف المحاك يدوياً، ومجموعة من المساند.
وتتضمن الغرفة أدوات قديمة مثل المهباش المستخدم لطحن القهوة العربية والكانون الذي يحتوي على ثلاث دلال للقهوة مصنوعة من النحاس، والأواني المصنوعة يدويا من النحاس أيضا.
وتستضيف هذه الحجرة المجموعات السياحية والأفراد، وأضيفت لها حديثا شاشة لعرض الأفلام السياحية عن مدينة الفسيفساء التي تم تصويرها حديثا، ليتمكن الزائر من رؤية المواقع الأثرية التاريخية التي قام بزيارتها أو التي سيزورها لاحقاً.
أما غرفة العرض، كما يقول الجعنيني، فتضم مجموعة من لوحات المعلومات، تتناول اكتشاف المدينة وصورا عن كنيسة الرسل ومتحف مادبا والسرايا ومعهد الفسيفساء، وتتعرض للحياة الاجتماعية والسياحية في المدينة عبر التاريخ.
كما وتتضمن خريطة للحج المسيحي لموقع عماد السيد المسيح وصورا لجبل نيبو وموقع مكاور، وبانوراما البحر الميت، إضافة إلى احتضانها “جرة فخارية” كبيرة الحجم من العصر البيزنطي كانت تستخدم لحفظ الزيت.
ويضيف الجعنيني أن هناك غرفة يستخدمها موظفو المركز لمتابعة مهامهم وأعمالهم، إضافة إلى مكتب خاص للشرطة السياحية، وساحة المركز التي تقام عليها الفعاليات الثقافية والفنية والمعارض والبازارات السنوية، ما يعطي ذلك دافعاً للسياح للاطلاع على الفلكلور الأردني عبر الفن الذي هو اللغة الجامعة بين دول العالم.
وإلى ذلك، أبدى عدد من السياح إعجابهم بحفاوة الاستقبال في مركز الزوار، إذ يقول السائح الايطالي فرنسيس: “عندما وطأت قدماي هذه المدينة التاريخية، أعجبت بطريقة الاستقبال وتوفر المعلومات عن المدينة ومحتواها الحضاري والأثري، ما سهل عليّ وعلى الآخرين من الأفواج التي تؤم المدينة كثيراً من الجهد وعناء البحث”.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة