مزارعو الحمضيات بمأزق نقص المياه.. وتلويح بمقاضاة سلطة وادي الأردن

الغور الشمالي- تتجه جمعية مزارعي الحمضيات الأردنية  التعاونية، ومعها عشرات المزارعين في وادي الأردن، إلى رفع دعوى قضائية ضد سلطة وادي الأردن، وفق ما أكد رئيس الجمعية المهندس عبد الرحمن الغزاوي، الذي أشار إلى أن السبب هو “عدم قيام السلطة بإسالة المياه المتفق عليها للمزارعين، ما كبدهم خسائر مالية تقدر بآلاف الدنانير”.

وقال الغزاوي، إن “السلطة ورغم حاجة المزروعات للمياه، لا سيما في وقت الذروة بشهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، إلا أنها لم تقف إلى جانب المزارع، وأغلقت أبوابها بحجة عدم توفر مياه في المصادر التي يُعتَمد عليها في عمليات الري”.

وأضاف، أن “العديد من أعضاء الجمعية راجعوا بشكل رسمي موظفي السلطة، وقاموا بشرح القضية والتحدث عن الخسائر المالية”، مشيرا إلى أن “موسم الحمضيات يشكل الركيزة الأساسية للمزارعين في وادي الأردن، إذ يعتمد المزارعون على توفير قوتهم من العمل الزراعي”.
وحاولت “الغد”، الحصول على ردود وتوضيحات من سلطة وادي الأردن، إلا أنها لم تتلق استجابة، فيما يوجه مدير زراعة الأغوار الشمالية المهندس محمد النعيم العديد من النصائح للمزارعين، كون أشجار الحمضيات والموز ستتضرر إذا ما تعرضت للعطش بشكل متواصل، خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة من ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
ودعا النعيم مزارعي الوادي للالتزام بالتعليمات والإرشادات الزراعية، خوفا من خسائر مالية غير متوقعة، ومنها تكثيف عمليات الري في هذه المرحلة، لتلافي أي أضرار، موضحا أنه يتوجب زيادة رطوبة التربة حول المزروعات لحماية جذورها من الجفاف، وذلك بتكثيف استخدام الرشاشات المائية، وكذلك الاستمرار باتخاذ إجراءات مناسبة لحماية محاصيلهم، وبالذات مزارع الموز، كالري المستمر وتغطية قطوف الموز المواجهة لأشعة الشمس المباشرة التي توجد على أطراف المزارع.
كما شدد على ضرورة أن يقوم مربو الثروة الحيوانية، بتوفير الكميات اللازمة من المياه، لسقاية قطعانهم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، وذلك لسلامتها، والتقليل من تنقل القطعان في ساعات الذروة، والإبقاء عليها في مناطق الظل، لتجنب تعرضها لأشعة الشمس.
ويقول المزارعون إنهم يلجأون للاستعانة بصهاريج مياه خاصة لتعبئة برك مزارعهم وري المزروعات، ما يحملهم أعباء مالية إضافية، في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، مشيرين إلى أن “العديد من المزروعات بدأت تتعرض للجفاف، ما ينذر بوقوع خسائر في وقت مبكر جدا، في ظل الخسائر المتراكمة التى يتعرض لها المزارعون لعدة أسباب أبرزها حوادث الحرائق وأزمة التسويق ومشاكل زراعية أخرى”.
المزارع خالد صابر، يؤكد أن “كميات المياه المسالة من السلطة غير كافية، ولا تمكن المزارعين من مواجهة موجة الحر الحالية وإنقاذ مزروعاتهم، ما سيلحق ضررا كبيرا بالمزروعات، وخاصة أشجار الموز والحمضيات”، مشيرا إلى أنه “قام بشراء العديد من صهاريج المياه بأسعار باهظة من أجل التخفيف من آثار موجة الحر التى تؤثر على المزروعات لكن دون جدوى  ودون فائدة”.
وأضاف صابر، أن “السلطة اتفقت مع المزارعين على إسالة المياه في وقت الذروة والحاجة، إلا أن السلطة لم تنفذ أي من وعودها المتفق عليها”.
أما المزارع خالد الرياحنة، فيقول: “أضطر إلى التأخر في مزرعتي حتى منتصف الليل، لإسالة المياه إلى مزرعته، تخوفا من تأثير موجة الحر عليها، خصوصا أن الموجة السابقة أثرت على بعض المحاصيل الزراعية، وكبدت مزارعين خسائر مالية هم بغنى عنها، لا سيما في ظل ما تكبدوه من خسائر في المواسم الزراعية السابقة، إلى جانب ما ألقته التغيرات المناخية من أعباء عليهم، فضلا عن تحديات الصقيع والأمراض الفطرية والآفات الزراعية”.
ويطالب الرياحنة سلطة وادي الأردن، بضرورة إسالة المياه إلى المزارع خلال موجة الحر الحالية بشكل كاف، وزيادة ساعات الضخ، وخاصة إلى مزارع الحمضيات التي تعد الأكثر حاجة لكميات كبيرة من المياه، لا سيما أن معظم مزارعي الغور الشمالي، يعتمدون على المواسم الزراعية في  تسديد التزاماتهم المالية المتراكمة.
ولا يختلف الحال بالنسبة للمزارع علي الواكد، الذي أكد أن “شراء صهاريج المياه يثقل كاهل المزارعين، لا سيما أن ظروفهم باتت لا تسمح لهم بدفع تكاليف إضافية أخرى”، مؤكداً أن “الحاجة والخوف يدفعان المزارعين لشراء الصهاريج، خشية أن تجف أشجارهم، وسط توقعات بأن ترتفع الحرارة أكثر من ذلك، بالإضافة إلى إمكانية حدوث أي خلل في دورات توزيع المياه أثناء انشغال الجهات المعنية، فضلا عن الاعتداءات على خطوط المياه، في ظل غياب الرقابة، وكلها عوامل تضع المزارع في حالة قلق وخوف من عدم وجود كميات مياه كافية للمزروعات”.
ويتراوح سعر الاستعانة بصهريج المياه الواصل إلى المزرعة، بين 10 إلى 20 دينارا، وفق المزارع علي ملحم الذي أشار في الوقت ذاته إلى أن هناك صهاريج ترفض الوصول لبعض المزارع جراء صعوبة الطرق المؤدية إليها غير المعبدة.
لذلك، يطالب ملحم السلطة بزيادة ساعات الضخ، لافتا إلى أن “الجفاف، أصبح ظاهرا على أشجار الحمضيات، وعلى ورق الموز، كون كمية المياه المسالة إلى غالبية المزارع غير كافية”.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة