مسار غابات جرش الجديد.. إضافة نوعية في سياحة المسارات بالمحافظة

جرش – تعمل وزارة السياحة، حاليا، على تجهيز أحد أهم المسارات السياحية الجديدة في محافظة جرش، وهو مسار غابات جرش الذي ينطلق من بلدة الصفصافة ويمر بغابات جرش وبعض محمياتها بمسافة تزيد على 9 كيلومترات، في أراضي بلديتي المعراض وبرما، وتتوفر فيه الخدمات السياحية المطلوبة كافة، ويوفر فرص عمل تقدر بـ30 فرصة مرشحة للزيادة.
وأكد عاملون على المسار، أن هذا المسار السياحي الذي من المتوقع تشغيله بداية فصل الربيع المقبل سيكون من أنشط وأنجح المسارات على مستوى الأردن، خاصة وأنه يشهد حركة سياحية نشطة على مدار العام قبل أن يتم العمل على تحديد إحداثياته وتجهيزه وبشكل فردي من قبل أدلاء سياحيين، وتجهيز المسار سيرفع عدد الزوار وينشط الحركة السياحية فيه مع بدء موسم المسارات السياحية، خاصة وأن باقي المسارات التي استحدثت منذ سنوات عدة في محافظة جرش ما تزال غير فعالة وضعيفة.
وبدوره، قال رئيس لجنة السياحة في مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، إن وزارة السياحة تجهز منذ أشهر لتشغيل مسار غابات جرش، وهو من أجمل المسارات السياحية وأطولها وأكثرها تفاصيل حيوية وبيئية وسياحية وتراثية، وتقوم حاليا بتجهيز المجتمع المحلي للاندماج في المسار.
وأضاف أن فرص العمل المتوقعة، في حال تم تشغيل المسار، لن تقل عن 30 فرصة عمل قابلة للزيادة، ومنها فرص عمل لأدلاء سياحيين ومتطوعين وشباب وجمعيات خيرية ومطابخ إنتاجية وسيدات منتجات وأصحاب شاليهات ونزل بيئية للمبيت، وهم معنيون بتقديم الخدمات السياحية لزوار المسارات، فضلا عن ضرورة دمج البلديات التي تقع ضمن حدوها مواقع سياحية ضخمة وما تزال غير مستفيدة نهائيا منها، وهما بلديتا برما والمعراض.
وأوضح أن المسار يمر في غابات دبين ومحمية الغزلان ومحمية الأرز ومتنزهات، وينطلق من موقع قبور بيزنطية في بلدة الصفصافة، وهي قبور أثرية عمرها أكثر من 5 آلاف سنة، وقد تم الاتفاق مع الجمعيات والمجتمع المحلي لتقديم الخدمات السياحية للزوار التي تتناسب مع طبيعة المسار والغابات والبيئة التي يمر بها، وتتناسب مع ثقافة المجتمعات الشعبية وتركز على الحفاظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبي في القرى التي يمر فيها.
وأكد زريقات أنه تم الانتهاء من تحديد إحداثيات المسار وتجهيز اللوحات الإرشادية وطريق المسار وتجهيز المجتمع المحلي للانخراط في العمل السياحي، لاسيما وأن المسار يشهد حركة سياحية نشطة وتزوره الوفود من خلال الأدلاء السياحيين قبل تشغيله وتحديده كمسار سياحي.
وقال إن مسار غابات جرش يختلف عن باقي مسارات جرش التي كانت ضعيفة أصلا، في تنوعه الجغرافي والبيئي والسياحي ومروره بمناطق واسعة وامتداده لمواقع أثرية وغابات ومحميات طبيعية وتتوفر فيه الخدمات كافة، وسيتم تسويقه عبر مختلف الوسائل وتزويده بموقع إلكتروني والتشبيك مع مختلف الجهات السياحية والأدلاء والمكاتب السياحية لغاية جذب الزوار للموقع وتشجيعهم على زيارته لما فيه من ميزات مع ميزة توفر خدمات المبيت فيه.
ويعتقد زريقات أن المسار سيكون من أنجح المسارات على مستوى المملكة في حال تم تسويقه بطريقة صحيحة والتشبيك مع المكاتب السياحية، لاسيما وأن المسار يوفر الخدمات كافة ويعد موقعا قريبا ومميزا وفيه طبيعة جاذبة وخلابة وصالحة لمشاريع سياحية أخرى ترفع نسبة الإشغال فيه.
وتوقع أن يتم تشغيل المسار فعليا بداية فصل الربيع المقبل بالتزامن مع نشاط الحركة السياحية الداخلية والخارجية وتحسن درجات الحرارة، خاصة وأن المسير في الغابات يحتاج إلى درجات حرارة مناسبة.
إلى ذلك، أوضحت رئيسة جمعية سيدات ساكب الريفية وعضو مجلس محافظة جرش سابقا دلال قردن، أن الجمعية كانت تشغل عشرات السيدات في المشاريع الإنتاجية وتسويقها من خلال الفعاليات المتعددة في محافظة جرش، فضلا عن المطابخ الإنتاجية التي توفر فرص عمل لعشرات السيدات من عضوات الجمعية، وإحياء المسارات السياحية يضمن تشغيل الأيدي العاملة وزيادة فرص العمل.
وبينت أن الجمعيات الخيرية في مختلف القرى قادرة على الاندماج في العمل السياحي، وتقديم مختلف الخدمات السياحية هو جزء من هدفها، وقد تم تدريب نسبة كبيرة من منتسبي الجمعيات على التعامل مع السياح وتقديم مختلف أشكال الخدمات السياحية للزوار من خلال المسارات السياحية التي لم تعمل فعليا لغاية الآن.
إلى ذلك، قالت المنتجة مريم الحوامدة التي تعمل في صناعة الملابس التراثية، إن منتوجاتها تسوق على مستوى العالم، وهي قادرة على توفير أي كميات لأي مناسبة أو فعالية بجودة عالية ودقة بالعمل وأسعار مناسبة وتستطيع التشبيك مع المكاتب السياحية والأدلاء السياحيين للعمل مع زوار المسارات السياحية وعمل معارض دائمة لهم في مختلف المواقع التي يتم زيارتها.
ومن الجدير ذكره، أن المسارات تعتمد في تشغيلها على خطوط إنتاجية ريفية في المنازل والجمعيات الخيرية وهيئات شبابية وتطوعية، وتم تأهيلها وتجهيزها للتعامل مع المسارات السياحة واستقبال الزوار واستضافتهم في قراهم، فيما يسهم نشاط حركة المسارات السياحية في تشغيل الأيدي العاملة، وخاصة من قبل العائلات، بحسب الحوامدة.
إلى ذلك، قال رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، إن المسارات تتوقف بشكل كلي في هذه الفترة التي تنخفض فيها درجات الحرارة، ويواجه السياح صعوبة في التنقل بين الأحراش والغابات والتضاريس المختلفة، فيما يتوجه المشاركون في البرنامج إلى العمل في مجالات أخرى.
وأضاف العياصرة أن مرتادي المسارات السياحية، بالعادة يشترون المنتوجات الغذائية بمختلف أنواعها والمطرزات ومختلف الحرف من الجمعيات الخيرية والهيئات، التي تتواجد في هذه المسارات.
ويعتقد العياصرة، أن هذه المسارات فعلت عمل السيدات والحرفيين أعضاء هذه الجمعيات الخيرية والتعاونية ووفرت لهم مصادر دخل إضافية في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها الأسر الأردنية، وخاصة في مسار كفرخل الذي يعد من المسارات المميزة على مستوى المملكة، لا سيما وقد وفر للزوار مسار مجهز وواضح وسهل وجميل، إضافة الى مواقع للجلوس ومبيت بمواصفات سياحية مميزة.
إلى ذلك، قالت رئيسة جمعية النور المبين، ومديرة مشروع بيت خيرات سوف، سمية كريشان، إن عمل الجمعية يعتمد على السياح من مختلف الجنسيات والمسارات السياحية، غير الرحلات الداخلية.
وأضافت أن الجمعية تشغل 17 سيدة يعملن على توفير المنتج الغذائي، من الطعام والشراب والأعشاب الطبية والمخللات والمربيات للسياح، مشيرة إلى أن المشروع يعمل بأعلى طاقة إنتاجية في بلدة سوف، ويجذب أفواجا سياحية متعددة في كل يوم.
وقالت كريشان، إن الجمعية قامت كذلك بتوفير مشروع آخر، وهو مشروع الدراجات الهوائية والمشي في الطبيعة، الذي من المتوقع أن يوفر أكثر من 50 فرصة عمل للشباب، مشيرة الى أنه يتم حاليا تأهيلهم وتدريبهم على العمل فيها.
يشار إلى أن محافظة جرش تضم 6 مسارات سياحية وهي: مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفر خل.
وتعمل هذه المسارات على زيادة فرصة مكوث السائح في المحافظة والتسوق من منتجاتها الشهيرة، من خلال إعداد برامج سياحية مكثفة وشاملة لمختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية في المحافظة، لا سيما وأن مدينة جرش من أكبر المدن السياحية في المملكة.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة