مسلسلات رمضان..جدل قائم عن سقطات تاريخية واتهامات بالسرقة
في ظل وجود منصات التواصل الاجتماعي، صار من المعتاد تبادل التعليقات وتوجيه الانتقادات لأي شيء، على رأس ذلك تأتي الأعمال الفنية بالطبع.
ولما كنا على بُعد أيام من الموسم الرمضاني القادم، ومع توالي عرض الإعلانات التشويقية وخروج بوسترات المسلسلات للنور، بدأ توجيه سيل من الملاحظات السلبية لصناع الأعمال، التي وقعت بيد الجمهور، فهل كان لديهم الحق أم جاءت الاتهامات سابقة لأوانها؟
“نسل الأغراب” بنكهة “الجزيرة”
أول عمل تعرض لسخرية الجمهور إثر عرض “البرومو” الخاص به كان مسلسل “نسل الأغراب”، إذ استهجن المشاهدون استعانة المخرج بأكثر من مشهد شهير سبق أن قدمهم السقا بفيلم “الجزيرة”، حتى أن ابنه بالعمل كان أحمد مالك، الذي أسند إليه الدور نفسه هنا أيضا.
كذلك وُجدت بعض الملحوظات السريعة، التي أثارت انتباه الجمهور، ووجدوا بها بعض المبالغة، مثل كحل أمير كرارة وإطعامه لأحد الأسود بفمه، والمكياج الكامل لمي عمر، الذي لا يليق بدورها كصعيدية. فيما انتقد الجمهور الديكور الباهظ والفيلا الشاسعة التي تجري بها الأحداث كعادة اختيارات المخرج محمد سامي؛ بل إن البعض يظن أنها الفيلا نفسها التي صُوّر بها مسلسل “لؤلؤ”.
سرقة “بوستر” أم عمل بأكمله؟
مسلسل “قصر النيل” لدينا الشربيني، عمل آخر لم يسلم من التعليقات، فبعد نشر البوستر الخاص به، بدأ الجمهور مقارنته ببوستر فيلم أنجيلينا جولي “استبدال” (Changeling) سواء من حيث شكل النجمتين أو الأجواء العامة والحالة.
وبالرغم من التشابه الشديد بين الصورتين؛ إلا أن المصور الفوتوغرافي طارق حسين الخاص بالمسلسل، أجاب على تلك المزاعم مؤكدا أنه لم يقصد أي تقليد، وبحال كان هناك تشابه بالفعل، فهو على الأرجح ناتج عن كونهما ينتميان للحقبة الزمنية نفسها، المعروفة بإطلالات وتسريحات شعر ومجموعة ألوان شبه محددة.
هذا التشابه جعل الجمهور يحاولون توقع إذا ما كان الأمر يقتصر على الصورة الدعائية أم الحبكة كذلك، خاصة أن العملين ينتميان لفئة التشويق والجريمة، غير أن القصة المعلنة عن المسلسل تختلف تماما عن الفيلم.
عنف وتقليد وأسنان ناصعة
مسلسل “موسى” نال بعض الانتقادات أيضا، بعد ظهور بطله محمد رمضان بأسنان ناصعة البياض “هوليود سمايل”، لا تتناسب إطلاقا مع دوره بالعمل، كشاب من صعيد مصر يتحمل مسؤولية إخوته، ويتصدى لجنود الاحتلال الإنجليزي بالخمسينيات والستينيات.
من الملاحظات التي أُخذت على العمل أيضا قتل الحيوانات بوحشية خلال الإعلان التشويقي للمسلسل، مما جعل البعض يتساءلون إذا ما كان ذلك سيورطهم مع جمعيات الرفق بالحيوان، كون مشاهد القتل وحشية وغير متناسبة مع ضوابط الذبح الشرعية أو الرفق بالحيوان، وهي المشاهد نفسها التي أكد أطباء نفسيون أن من شأنها التسبب بأذى نفسي خاصة للأطفال.
أما عن أحداث العمل، فزعم البعض أنها مشابهة لقصة “أدهم الشرقاوي” سواء الفيلم أو المسلسل، إذ يتمحور كلاهما حول بطل يهب نفسه وحياته للدفاع عن قريته ضد الاحتلال، فهل يصدق حدس الجمهور؟
الهجوم على “الملك”
“الملك.. كفاح طيبة” هو آخر المسلسلات التي أثارت الجدل حديثا، فالعمل الذي تدور أحداثه حول الملك أحمس قاهر الهكسوس وقصة كفاحه لتحرير طيبة، جاء إعلانه التشويقي مثيرا للسخرية من جهة والامتعاض من جهة أخرى.
فالملابس التي يرتديها النجوم لا تنتمي للعصر الفرعوني؛ بل جاءت أشبه لملابس العصر الروماني، وهو ما بررته مونيا فتح الباب مصممة أزياء المسلسل بأن العمل درامي أكثر من أن كونه توثيقيا، وأن الأزياء المتداولة عن تلك الحقبة قليلة، خاصة المتعلقة بالهكسوس، الأمر الذي أثار حنق الجمهور أكثر.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فجاءت إطلالات الأبطال غير موفقة بجانب بعض الأخطاء التاريخية الأخرى، أما الكوادر فبدت مقاربة لأجواء فيلم “تروي” “Troy” في حين استخدم الممثلون مزيجا بين اللغة الفصحى والعامية، وهو ما كان مربكا.
يذكر أن الجمهور ليس وحده من أبدى ملاحظاته، وإنما بعض النجوم الآخرين علقوا على ما شاهدوه، على رأسهم الممثل تامر فرج، الذي أشار إلى بعض الأخطاء باعتباره مرشدا سياحيا ودارسا سابقا للآثار. إذ صرح بأن المصريين القدماء خاصة الملوك اعتادوا التخلص من الشعر، الذي كانوا يرونه من المدنسات، بينما كان اليهود هم من يطلقون لحاهم، الأمر الذي يجعل إطلاق عمرو يوسف للحيته سقطة تاريخية.
ومع كل هذه الأخطاء غير المبررة، بدأ العديدون يعيدون نشر مشاهد وصور لشادي عبد السلام وتصوره الملهم عن الفراعنة وأجواء هذا العصر شديد الأهمية لا محليا فقط؛ بل حتى عالميا.
لكن بالرغم من الهجوم الضخم الذي شُنّ على العمل؛ مما يجعله أكثر مسلسلا سُخر منه، إلا أن ذلك قد يعني أنه سيحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة لمزيد من التدقيق به أو التهكم عليه، وفقا لما جاء في موقع الجزيرة نت.
التعليقات مغلقة.