مشاريع التنمية بعجلون.. هل يواكبها تأهيل الشباب للاستفادة منها؟

ر في ظل توقع أن تشهد محافظة عجلون تطور تنموي مدفوع بانشاء مشاريع متنوعة تراعي خصوصية المحافظة السياحية، وما يرافق ذلك من تزايد احتياجات سوق العمل لعدد من المهن المتخصصة، تبرز الحاجة إلى ضرورة استحداث برامج وتخصصات جديدة تتلاءم وتلك الاحتياجات، وعقد دورات تدريبية للشباب العجلوني، تتزامن مع توجيه الدعم، عبر المنح والقروض.

هذا التحول وحاجاته، لم يكن غائبا عن عدة جهات معنية، كمديرية السياحة ومعهد التدريب المهني وكلية عجلون، إلا أن المطالب تؤكد على تكثيفها وتعزيزها ليتسنى للكثيرين من الشباب الإستفادة منها.

ويقول الناشط الاجتماعي والعضو السابق في مجلس المحافظة محمد عنانبة إن نسبة البطالة الحقيقية في المحافظة، وكما يتضح في كثير من اللقاءات والندوات أصبحت تتجاوز
40 % بين الإناث، و 28 % بين الشباب، ما يستدعي عمل دراسات حديثة لواقع المحافظة، وتوجيه الدعم لقطاع الشباب وتدريبهم، وتوجيههم للعمل والاستثمار في قطاع السياحة الذي يمكن أن يكون المشغل الأول لفئة الشباب، خصوصا مع تشغيل التلفريك.
وكان تقرير أعدته وزارة التخطيط قبل سنوات للمؤشرات الديمغرافية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية في محافظة عجلون ومن أهمها الفقر والبطالة، أوضح أن نسبة الفقر وصلت إلى 25.6 %، وأن نسبة العاملين في القطاع العام من سكان المحافظة بلغ
53.4 %، ونسبة العاملين في قطاع السياحة
1.3 % وعدد المشتغلين 27257، بحيث بلغت نسبة المشتغلين الأردنيين 2.2 % ونسبة العمالة الوافدة المرخصة 0.5 % وعدد المؤسسات الاقتصادية العاملة 2086، مبينا أن نسبة التلمذة المهنية تبلغ 0.1 % ، فيما يبلغ عدد زوار المواقع السياحية 278661 وعدد العاملين في المنشآت السياحية 39 عاملا.
وأقر التقرير حينها أن تلك المؤشرات، ومؤشرات في قطاعات أخرى، تشكل تحديات تنموية، خصوصا فيما يتعلق بارتفاع نسبة البطالة وانخفاض نسبة التلمذة المهنية وانخفاض مستويات الدخل والإنفاق وارتفاع حجم الأسرة.
وأشار التقرير إلى جملة من التدخلات للحد والتخفيف من المشاكل التنموية في المحافظة وفق رؤية مستقبلية بحيث يتم الارتقاء بالمحافظة لتصبح منطقة تنموية رائدة زراعيا وسياحيا وقادرة على تحقيق الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص وتوفير فرص العمل لأبنائها وتحسين مستوى معيشتهم.
في هذا الخصوص، يدعو الناشط عبدالكريم عنانبة إلى أن يكون لكلية عجلون دور مباشر في عملية تطوير الواقع التنموي في المحافظة، عبر فتح تخصصات جديدة فيها تتناسب مع الخصوصية السياحية والزراعية للمحافظة، وكذلك فتح تخصصات تطبيقية وزيادة عدد الطلاب المقبولين فيها.
وأكد أن عجلون مقبلة على تنمية سياحية حقيقية، لا سيما بعد تشغيل التلفريك، والإعلان عن مشاريع أخرى ستقام بجواره، ما يستدعي تكثيف الجهود وعقد الورش والدورات التدريبية لتأهيل الشباب والفتيات للوظائف في هذا القطاع.
ويؤكد الناشط هاشم القضاة أن محافظة عجلون بدأت خطواتها نحو التنمية السياحية، ما يستدعي توجيه الدعم الرسمي لتدريب وتأهيل الشباب على كيفية إنشاء مشاريع سياحية خاصة بهم، وإجادة المهن التي يتطلبها العمل في قطاع السياحة، لافتا إلى ضرورة أن تقوم الجهات المانحة والصناديق الإقراضية بالتركيز على دعم الشباب والفتيات في هذا المجال.
في ادراك كلية عجلون لواقع المحافظة المنتظر، يقول عميد كلية عجلون الجامعية الدكتور وائل الربضي إن جامعة البلقاء التطبيقية ستقوم العام المقبل باستحداث تخصصين جديدين هما إدارة الفنادق وفنون الطهي للدبلوم المتوسط وهي تخصصات جديدة تتلاءم واحتياجات سوق العمل وخاصة بعد انشاء التلفريك ووجود عشرات المشاريع السياحية في المحافظة.
وكان معهد التدريب المهني بمحافظة عجلون، عقد برنامجا تدريبيا في مجال القطاع السياحي لأبناء المجتمع المحلي والمهتمين، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
وأكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك أهمية البرنامج الذي يهدف إلى زيادة خبرات ومهارات أبناء المجتمع المحلي في مجال القطاع السياحي، مبيناً أن البرنامج استهدف زهاء 60 مشاركا، بحيث تم تدريبهم مجاناً وتأمينهم ببدل المواصلات ومنحهم شهادات صادرة من مؤسسة التدريب المهني.
وبين أن المشاركين تم تدريبهم على أربعة برامج لمدة ثلاثة أشهر لتطوير مهارات العاملين في القطاع السياحي والاستفادة من هذه الدورات في إتاحة الفرصة لهم للحصول على فرص عمل وخصوصا في ظل الميزات السياحية والمشاريع التي تشهدها المحافظة.
وقال مدير معهد التدريب المهني المهندس معتصم القضاة، إن البرنامج المنفذ جاء ضمن خطة وأهداف المؤسسة الرامية في تطوير آليات العمل والتركيز على المهن والقطاعات التي يحتاجها سوق العمل ومنها السياحة والفندقة وتوفير الفرص التدريبية الميدانية للمشاركين.
وأشار إلى أن البرنامج اشتمل على التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب السياحية المحلية والتدبير الفندقي وإنتاج وخدمة الطعام والشراب والخبائز والحلويات والمعجنات وتحضير وصناعة القهوة، بالإضافة إلى رفع قدرات العاملين في المطاعم والفنادق والحرف اليدوية والشعبية والتقليدية.
وأكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني حرص المجلس على دعم قطاع السياحة، حتى يتمكن من التعافي وتدريب وتهيئة الشباب لسوق العمل، مشيرا إلى أن المجلس خصص في الموازنة مبالغ لتدريب وتأهيل الشباب والشابات، مؤكدا أن تشغيل التلفريك سيحدث نهضة وتطورا كبيرا في السياحة العجلونية من حيث استقطاب الاستثمارات وخلق فرص العمل، مبينا أن قطاع السياحة في المحافظة بدأ يشهد تعافيا كبيرا، حيث زادت نسبة زوار المحافظة من الاردنيين والعرب والأجانب بنسبة 40 % مقارنة بالأعوام الماضية.
وزاد المومني، أن المحافظة مقبلة على نقلة نوعية في المجالات التنموية وبخاصة قطاع السياحة ما يتطلب توفير وتوجيه الدعم لهذا القطاع من خلال موازنة المجلس للعام القادم وتشجيع إقامة المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة للحد من الفقر والبطالة بين قطاع الشباب.
وأكد أن المجلس سيزيد من الاهتمام بالمسارات السياحية نظرا للدور الذي تلعبه في الترويج وإقامة المشاريع السياحية على مسارها.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة