مشاريع ريادية تحل عقدة السياحة بلا إقامة بعجلون
متجاوزة الظروف الإقليمية، وتأثيراتها السلبية على السياحة المحلية، بدأت مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة في محافظة عجلون تستقطب الزوار، لا لمجرد المكوث في ربوع المحافظة خلال ساعات النهار فقط، بل تشجيعهم على الإقامة والمبيت لعدة أيام، وذلك عبر توفير أنماط سياحية جديدة، تجمع بين السياحة الترفيهية والبيئية والأثرية، وخدمات المبيت المتميزة بين أحضان الطبيعة.
ويعد هذا النجاح بالتحول بالمحافظة لتكون مقرا وليس ممرا، رغم غياب فنادق الدرجة الأولى، مثالا يحتذى، وينبغي دعمه وتعميمه، والاستفادة من التجربة بمناطق أخرى، وفق متابعين للشأن السياحي، لافتين إلى ما حققته تلك المشاريع من نجاحات، كأكواخ محمية عجلون، وأماكن النزل والمخيمات والاستراحات والشاليهات السياحية التي توفر جميعها خدمات المبيت والترفيه بأسعار مناسبة.
وبالرجوع إلى تلك المشاريع، فإنها أصبحت تحقق نسب إشغال مرتفعة جدا خلال الموسم السياحي الذي تكون ذروته خلال فصلي الربيع والصيف، بحيث تصل في نهاية الأسبوع وأيام العطل والأعياد إلى نسبة حجوزات 100 %، ما بات يدر دخولا جيدة لأصحاب تلك المشاربع، ويضمن ديمومة عملها وقدرتها على تشغيل الشباب.
ويقول صاحب مخيم راسون السياحي، زهير الشرع، إن محافظة عجلون باتت تشهد ارتفاعا ملموسا في أعداد السياح من جنسيات أجنبية وعربية، إضافة إلى الزوار المحليين، ما انعكس إيجابا على جميع أنواع المشاريع السياحية، لا سيما التي تقدم خدمات المبيت التي ارتفعت نسب إشغالها بشكل لافت، مبينا أنها في غالبها من المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وزاد أن مشروعه الذي بدأه من الصفر، بات يحقق أرباحا جيدة، ما مكنه من تطويره وإضافة أكواخ وخيام جديدة، ومرافق تصلح للسياحة الشتوية، والحفاظ على العاملين فيه على مدار العام.
ويرى مالك مشروع سياحي، سليمان القضاة، أن نسبة زوار المحافظة ارتفعت بواقع 50 % مقارنة بالسنوات السابقة، عازيا ذلك إلى مشروع التلفريك، وجمال الطبيعة والأجواء المميزة التي تتمتع بها عجلون وتناسب جميع الأنواع السياحية، ووجود مشاريع سياحية مؤهلة وبأسعار منافسة.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إن محافظة عجلون بدأت تنجح بالقدرة على توفير خدمات المبيت للزوار، رغم افتقارها لفنادق الدرجة الأولى، وذلك لوجود المطاعم والمنتجعات السياحية والمخيمات والشاليهات المميزة، ما أصبح يسهم بتسويق المحافظة سياحيا، حتى غدت الوجهة المفضلة لكثير من الأردنيين والعرب والأجانب للتنزه والاستجمام وقضاء عدة أيام هادئة في أحضان الطبيعة. ويؤكد صاحب منتجع سياحي حمزة الشويات، أن وجود منشآت سياحية مميزة جدا في المحافظة كالمطاعم والمخيمات والاستراحات التي توفر خدمات المبيت والطعام، أصبح يشكل نقطة جذب جديدة، لافتا إلى أن الزائر كان قبل عدة سنوات يزور المحافظة ومن ثم يغادرها إلى محافظات أخرى لتناول وجبات الطعام، غير أن الأمور اختلفت تماما، حيث أصبح الزائر للمحافظة يفضل قضاء عدة أيام في المحافظة، وتناول وجباته في مطاعم واستراحات عجلون لجودتها وأسعارها المناسبة.
ويقول الناشط جمال الخطاطبة، إن المناطق السياحية والأثرية والطرق المؤدية للمشاريع السياحية تتطلب تطوير البنى التحتية المؤدية لها، مؤكدا أن محافظة عجلون تمتاز بطبيعتها السياحية الخلابة، إضافة إلى التنوع الموجود في المحافظة من أماكن سياحية وأثرية ودينية، فضلا عن الانتشار الكثيف للغابات ووجود المطاعم والمنتجعات السياحية والمخيمات المميزة في المحافظة، ما يسهم بتسويق المحافظة سياحياً، لتصبح الوجهة المفضلة لكثير من الأردنيين والعرب والأجانب للإقامة والتنزه والاستجمام وقضاء أوقات هادئة في أحضان الطبيعة.
ويرى آخرون، أن تشجيع الزوار على الإقامة في المحافظة، یتطلب إنشاء مشاریع سیاحیة وترفيهية كبرى، ووضع المحافظة على الخریطة السیاحیة بشكل حقیقي وفاعل، ما یجعلها مقصدا للسیاح، للإقامة لأیام عدة ولیست ممرا للزیارة ليوم واحد.
ويقول رئيس غرفة تجارة عجلون والنائب السابق، عرب الصمادي “إن تنشیط السیاحة بالمحافظة لتدر دخلا یستفید منها المجتمع المحلي والدولة، یحتاج إلى إقامة مشاریع كبرى سواء كانت للقطاع العام أو الخاص، والبحث عن جهات ممولة لدعم المشاریع الصغیرة والمتوسطة للمجتمع المحلي”، وبناء فنادق درجة أولى، واستثمار سد كفرنجة لأغراض سیاحیة، ومضاعفة الدعم للمجتمع المحلي ضمن المسارات السیاحیة.
وتعد محمية غابات عجلون من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة والإقامة بها، وقيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي عبر تشغيل أبنائه بمرافقها المختلفة.
وتشير مصادر معنية بالمحمية إلى أن نسبة الإشغال في المحمية تصل طيلة الموسم السياحي إلى 100 %، بحيث تستقبل سنويا زهاء 75 ألف زائر، ما يجعلها تعد نقطة جذب حقيقية للسياح.
وأوضحت أن الزوار والمقيمين فيها يستفيدون من ثلاثة برامج رئيسية، وهي خدمة الإقامة للزائر من خلال الأكواخ المتواجدة وعددها 38 كوخا وبطاقة استيعابية تبلغ 140 شخصا، والاستفادة من خدمات الطعام والشراب من خلال مطعمين واحد للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهو مطعم البلوط والثاني مطعم الأيل الأسمر الموجود داخل المحمية.
وأكد مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، أن العديد من المشاريع السياحية التي توفر خدمات المبيت، استطاعت أن تستقطب آلاف السياح الذين بدأوا يفضلون الإقامة في تلك المشاربع المؤهلة، مشيرا إلى أن مشروع التلفريك والأجواء اللطيفة التي تتميز بها المحافظة، ساهمت بتنشيط الحركة السياحية، إضافة إلى وجود المواقع الأثرية والمرافق السياحية والبيئية، كقلعة عجلون الأثرية ومحميتها وأودية راجب وعرجان وكفرنجة ومخيم راسون ومنطقة اشتفينا السياحية.
وأشار إلى تعدد أماكن التنزه والمواقع الأثرية والسياحية والمسارات التي تتبع للسياحة ومحمية غابات عجلون وتزيد على 18 مسارا بيئيا وطبيعيا، مؤكدا أن الحركة السياحية النشطة التي تشهدها الأماكن السياحية والطبيعية لها آثار إيجابية على أصحاب المشاريع والأسواق والمحلات التجارية القريبة منها، والتي تساهم في تحسين المستوى الاقتصادي للمواطن.
وأشار إلى وجود زهاء 30 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة زوار المحافظة، إضافة إلى عدد من المتنزهات العامة التابعة لبلديات المحافظة، فيما تضم المحافظة زهاء 300 موقع أثري.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.