مشروع تأهيل طريق العارضة ينتظر “فرج التنفيذ” منذ عامين
البلقاء – برغم مرور نحو عامين على توقيع اتفاقية بين الحكومتين الأردنیة والصینیة، لتمویل تنفیذ مشروع توسعة وتأهیل طریق العارضة، الذي يربط مناطق الأغوار ووادي الأردن بالعاصمة، لكن الطريق الذي أنشئ قبل نحو 9 عقود، ما يزال في حال متردية، وسط مطالبات بالإسراع بتنفيذ المشروع.
ووفق الاتفاقية، فمن المقرر تنفيذ المشروع بدءا من تقاطع الصبیحي حتى تقاطع العارضة، بطول 12.5 كلم بـ4 مسارب في اتجاهین، وبكلفة تقدیریة تبلغ 30 ملیون دولار أميركي.
وكان يفترض أيضا، البدء بإنشاء طريق بديل لطريق العارضة بكلفة 5.5 مليون دينار للاستخدام عند إغلاق الطريق الحالي، لكنه لم يباشر بالعمل فيه إلى الآن، ما قد يؤخر العمل في المشروع لفترة أطول.
وأجمع عدد من سالكي الطريق بشكل شبه يومي في حديثهم لـ”الغد”، على أنه يشكل خطرا كبيرا على الأرواح والمركبات، لوقوع كثير من الحوادث عليه، جراء المنعطفات الخطرة، وانتشار الحفر والمطبات العشوائية، دون وجود شواخص تحذيرية.
وحذر هؤلاء من دخول الشتاء دون إنجاز مشروع التوسعة والتأهيل للطريق، مشيرين إلى أن الطريق يشهد في هذا الفصل، انهيارات الأتربة جراء شدة الأمطار أو الثلوج.
كما تحدثوا عن أن خطر الطريق، يزداد في ساعات الليل لعدم وجود إنارة كافية، مع مرور عدد كبير من الشاحنات على الطريق ذي المسرب الواحد فقط، والبالغ طوله نحو 25 كم.
وفيما أكدوا أن الطريق لا يقل أهمية وحاجة للتأهيل من الطريق الصحراوي، خصوصا أنه يشهد حركة سير كثيفة، طالبوا بضرورة الإسراع بتنفيذ المشروع الأردني الصيني قبل دخول الشتاء، ومستغربين في الوقت ذاته من التأخر في بدء المشروع دون أسباب واضحة أو مقنعة.
رئيس مجلس محافظة البلقاء، موسى العواملة، أكد لـ”الغد”، أن المجلس يضع متابعة مشروع تأهيل طريق العارضة ضمن أولوياته، ومن المفترض بحسب وعود تلقاها المجلس من وزارة الأشغال العامة والإسكان، أن يطرح عطاء المشروع للمباشرة الفعلية بتنفيذه قبل نهاية العام الحالي. وأضاف العواملة، أن لقاء قريبا سيجمعه مع وزير الأشغال، المهندس يحيى الكسبي، لبحث عدد من المواضيع، بينها التطورات في ملف مشروع تأهيل طريق العارضة.
ولفت إلى أنه سيجري الانتهاء من أعمال توسعة وتعبيد لشارعي الكرامة والماسورة، قبل البدء بطريق العارضة، بحيث يتم اللجوء للشارعين كطرق بديلة، خلال فترة العمل بطريق العارضة الذي سيتم إغلاقه أمام حركة السير حينها.
وكان مدير مكتب أشغال لواء ديرعلا، المهندس عامر الدباس، قال في تصريحات سابقة لـ”الغد”، إن جائحة كورونا أخرت بدء العمل بالمشروع، لافتا إلى أن هذا المشروع سيحد من الحوادث المرورية وتحقيق السلامة العامة على الطريق، إضافة إلى تعزيزه لحركة النقل بين مناطق الأغوار ومناطق المملكة الأخرى.
وأوضح، أن كثرة المنعطفات الحادة على الطريق تزيد من خطورته، كونه يمر بمحاذاة منطقة جبلية، بعضها ذو تربة طينية، عادة ما تكون أكثر عرضة للانزلاقات خلال هطل الأمطار، يحدها من الجهة المقابلة واد سحيق، عدا عن أنه بمسرب واحد في اتجاهين، مضيفا أن كوادر المديرية، تقوم باستمرار بصيانة للطريق ووضع شواخص تحذيرية للتقليل من المخاطر.
وسبق أن أعلن الكسبي في كانون الأول (دسيمبر) العام الماضي، خلال لقائه ممثل غرفة التجارة الدولية للحكومة الصينية في عمان، أن الوزارة ستطرح عطاء مشروع إعادة تأهيل طريق العارضة في الربع الأول من العام الحالي، مؤكدا أهمية المشروع وآثاره على القطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية.
لكن مصدرا في الوزارة أكدأن دخول الجائحة للأردن وما تبعها من إغلاقات، أعاقت المضي في إجراءات طرح العطاء، تمهيدا لتنفيذ المشروع، مشيرا إلى أن الوزارة ستستأنف الفترة المقبلة الإجراءات المتعلقة بالمشروع كما كان مخططا لها.
وكان الكسبي، بحث مع ممثل غرفة التجارة الدولية للحكومة الصينية في عمان، خطوات سير المشروع الممول بمنحة من الحكومة الصينية، مؤكدا أن الوزارة تعمل على طرح العطاء في أقرب وقت ممكن، لتحقيق الفائدة المرجوة منه. وأضاف الكسبي، أن طريق العارضة استراتيجي حيوي، يربط مدينة السلط وأطراف العاصمة الغربية بالأغوار، ويخدم شريحة كبيرة خصوصا المزارعين منهم، معربا عن حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وجرى في الاجتماع، مناقشة المواضيع المتعلقة بطرح العطاء والتحديث لبنود العطاء والاتفاق النهائي عليها.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.