مشروع “شهداء الكرك”.. هل ينهي سنوات الفوضى بوسط المدينة؟
يعول تجار وسكان في مدينة الكرك بأن يسهم مشروع تطوير وسط المدينة الذي ستنفذه البلدية ويحمل اسم “احياء ميدان شهداء الكرك”، بإعادة الألق لوسطها التجاري الذي يعاني منذ سنوات من التردي والفوضى.
وكانت بلدية الكرك الكبرى قد أحالت عطاء تطوير وسط المدينة التجاري قبل شهر بكلفة تصل إلى حوالي 300 ألف دينار، لإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من ثماني سنوات بعد إزالة مرافق المشروع السياحي الثالث الذي نفذ سابقا بالمنطقة وتحول الميدان إلى ساحة لتجار البسطات والباعة المتجولين.
وقررت البلدية أول من أمس، تسمية الميدان “بميدان شهداء الكرك”، تقديرا لقيمة الشهادة والشهداء، وفق رئيس البلدية المهندس محمد المعايطة.
وكان المشروع السياحي الثالث قد شمل وسط المدينة بتنفيذ ساحة عامة يتوسطها نصب تذكاري يتربع عليه تمثال لصلاح الدين الايوبي يمثل ارتباطه بمدينة الكرك تاريخيا، بالإضافة إلى بناء الأرصفة والحواجز الحديدية التي تمنع اصطفاف المركبات على الأرصفة، ونفذت بشكل يسمح لانسيابية حركة المشاة بشكل أكبر وأوسع.
ونفذت وزارة السياحة المشروع السياحي الثالث بمدينة الكرك بكلفة بلغت 10 ملايين دينار، وشمل عمليات تجديد لشبكتي المياه والكهرباء والصرف الصحي، وانشاء شبكة تصريف لمياه الأمطار، وتجديد وتوسيع الأرصفة والأطاريف وشبكة الإنارة الحديثة، ووضع مانعات اصطفاف المركبات على الأرصفة، وتجديد مبان تراثية وانشاء أبواب للمحال التجارية بوسط المدينة التجاري.
وأكد المهندس المعايطة، أن البلدية أقرت قبل فترة طويلة إعادة تأهيل وسط المدينة التاريخي والذي كان جزءا من المشروع السياحي الثالث، لافتا إلى أن البلدية لديها تصور لوسط المدينة، من خلال إعادة بناء الساحة الرئيسة وانشاء برج الساعة في وسط مدينة الكرك.
وبين أن البلدية طرحت عطاء لمشروع الوسط التجاري وهو في طور التنفيذ قريبا، مؤكدا أن إعادة تأهيل الساحة سيبقي المنطقة كما هي مركز لمدينة الكرك من خلال انشاء مظلات على مساحات واسعة وانشاء ساعة على برج بتصميم يتسق مع واقع المدينة التاريخي وإرثها العريق.
وأكد أن البلدية معنية بتطوير وسط المدينة التاريخي وقد قررت مؤخرا من خلال مجلسها تقديم تسهيلات للمواطنين الراغبين بانشاء مشاريع سياحية وثقافية في مبان تاريخية وأثرية عمرها يزيد على 80 عاما بعد إعادة ترميمها، للحفاظ عليها وإدامتها بمشاريع ذات قيمة محلية.
ويشهد وسط مدينة الكرك منذ سنوات حالة من الفوضى بسبب التعديات الواسعة من قبل تجار البسطات والباعة المتجولين بعد إزالة وتجريف البلدية اجزاء واسعة من المشروع السياحي الثالث وخصوصا الأرصفة المجاورة للمسجد العمري التاريخي وإزالة تمثال صلاح الدين الأيوبي بوسط المدينة، بقصد توسعة المنطقة وبناء مجسم بديل عن تمثال صلاح الدين الأيوبي الذي كان قائما لفترة طويلة بوسط المدينة، واعتبر جزءا من هويتها التاريخية.
وبحسب سكان وتجار بالكرك، فإن إزالة أحد أهم الأجزاء ضمن المشروع السياحي الثالث في وسط المدينة، شكل صدمة للمواطنين حيث أزيلت الساحة الحجرية، إضافة إلى نقل تمثال صلاح الدين الايوبي، إلى منطقة معزولة قريبا من قلعة الكرك التاريخية.
وأكد تجار على أن قيام البلدية بتطوير وسط المدينة الذي تعرض للتخريب بمشروع كبير سوف يؤدي إلى إعادة الحياة للمدينة التي غاب عنها المتسوقون طويلا بسبب تلك الاجراءات، متوقعين عودة النشاط التجاري خلال الفترة المقبلة.
وقال التاجر حيدر المبيضن إن قرارات البلدية الجديدة بتطوير وسط المدينة التجاري من المتوقع أن تسهم بعودة النشاط والحياة للمدينة مرة أخرى بعد سنوات من المعاناة نتيجة تراجع الحركة وسيطرة البسطات والباعة المتجولين، وما تخلله من فوضى للحركة المرورية والتي كان لها الدور الكبير في عزوف السكان عن وسط مدينتهم.
وبين أن سكان المدينة ينتظرون منذ سنوات عديدة تنفيذ وعود البلدية بإعادة تأهيل وسط المدينة الذي تم تجريفة وتحول إلى سوق للخضار وانتشرت به البسطات بشكل عشوائي، مشيرا إلى تردي حال الوسط التجاري حاليا بسبب تحوله إلى سوق شعبي تتراكم فيه النفايات وغيرها من بقايا عمليات البيع والشراء.
وقال الناشط الاجتماعي حسني الصعوب إن قرار بلدية الكرك الأخير يعد أحد أهم القرارات الجيدة والتي ستسهم في خدمة المدينة وسكانها وتعمل على إعادة الحياة إلى مدينة الكرك التي هجرها سكانها لأسباب كثيرة أهمها حالة الفوضى التي تعيشها من سنوات عديدة.
واشار إلى أن إعادة تطوير الوسط التجاري وتسمية ساحة الميدان باسم شهداء الكرك له دلالة كبيرة في تقدير قيم الشهادة والشهداء وخصوصا من قبل بلدية الكرك.
هشال العضايلة / الغد
التعليقات مغلقة.