مصر تنعى المشير طنطاوي أول حاكم لها بعد مبارك
نعى الجيش المصري أمس المشير محمد حسين طنطاوي الذي توفي عن 85 عاما، وكان وزيرا أسبق للدفاع ورئيس المجلس العسكري الذي كان حاكما للبلاد في 2011 بعد سقوط الرئيس الراحل حسني مبارك.
ونشر المتحدث باسم الجيش المصري على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا جاء فيه “تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة، المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق والذي وافته المنية صباح اليوم (أمس)”.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طنطاوي في بيان صدر عن الرئاسة المصرية واعلن حالة الحداد الرسمي.
وقال بيان الرئاسة “فقدت مصر رجلا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن .. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق”.
وقال السيسي خلال فعالية افتتاح أحد المشروعات أمس في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي “هذا الرجل (طنطاوي) والله بريء من أي دم خلال الفترة الماضية وأنا كنت مسؤولا”، مشيرا إلى فترة تولي المجلس العسكري حكم البلاد منذ شباط (فبراير) 2011 وحتى حزيران (يونيو) 2012.
وضرب السيسي أمثلة ببعض أحداث العنف التي جرت خلال حكم المجلس العسكري والذي كان يرأسه طنطاوي وقد سقط خلالها ضحايا، قائلا “(أحداث) محمد محمود، أحداث ماسبيرو، أحداث استاد بورسعيد”.
كذلك نعى شيخ الأزهر أحمد الطيب طنطاوي وقال في بيان إن “الراحل فارقنا إلى دار الحق بعد رحلة طويلة من العطاء، ومسيرةٍ وطنية أسهم من خلالها في صناعة البطولات والأمجاد”.
ووصف الطيب طنطاوي بأنه “بطل عسكري من طراز خاص، وقف شامخا في مواجهة أعداء الوطن في وقت عصيب، ليعبر بسفينته إلى بر الأمان”.
ونعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني طنطاوي الذي ساهم “في تطوير قدرات الجيش المصري، وكان جزءًا من قيادة البلاد في فترة مهمة من عمرها”.
ونشر حساب الاتحاد الأوروبي في مصر على موقع “تويتر” أن “ببالغ الحزن، علم وفد الاتحاد الاوروبي بوفاة المشير محمد حسين طنطاوي ويعرب عن تعازيه لأسرته وأصدقائه وللحكومة والشعب المصري. خدم طنطاوي بلاده لعقود في أدوار حاسمة طوال حياته المهنية”.
كما نشرت سفارة الولايات المتحدة في القاهرة، على حسابها على موقع “تويتر”، “تقدم السفارة الأميركية بخالص العزاء لحكومة وشعب مصر في وفاة المشير طنطاوي. ونحن ملتزمون بمواصلة تعزيز شراكتنا الثنائية الاستراتيجية”.
ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وفاة طنطاوي في بيان وقال “لقد أعطى الفقيد لأمته الكثير منذ كان ضابطا يافعا في القوات المسلحة المصرية وحتى نهاية مسيرته الطويلة”.
يعد طنطاوي، القائد العسكري ذو الأصول النوبية، وزير الدفاع المصري الذي قضى أطول فترة في منصب تولّاه في عهد مبارك العام 1991 وحتى العام 2012.
وخاض طنطاوي ثلاثة حروب، فقد شارك العسكري الأسمر النحيل في حرب السويس العام 1956، وحرب الأيام الستة في 1967 وحرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.
وفي آب (أغسطس) 2012، قام مرسي بإعفاء طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع ومنحه قلادة النيل، الوسام الأعلى في البلاد، وعينه مستشارا له.
كان يُنظر دائما لطنطاوي كمرشح محتمل للرئاسة، لكن تقدمه في السن والحديث عن اعتلال صحته حالا دون ذلك.
ومنذ تنحيته من منصبه، توارى طنطاوي عن الأنظار تقريبًا، لكنه حضر أكثر من مناسبة رسمية إلى جانب السيسي منها افتتاح “قناة السويس الجديدة” في آب (أغسطس) 2015.-(أ ف ب)
التعليقات مغلقة.