مصنع عصائر الحمضيات بالغور.. هل يرى النور لاستيعاب فائض الإنتاج؟
الغور الشمالي-مواسم مضت، وما يزال مزارعو الحمضيات في الغور الشمالي ينتظرون تنفيذ مشروع مصنع الحمضيات لاستيعاب فائض الإنتاج بدلا من مواجهة عقبات التسويق التي تعود بالخسائر على المزارعين.
ووفق مزارعين، فإن فكرة إنشاء مصنع حمضيات تراوح مكانها منذ أعوام، وفي كل دورة بلديات تعد مجالسها بتنفيذ الفكرة، لافتين إلى أنه مضى 4 أعوام منذ ان طرحت فكرة المشروع ولغاية الآن لم ينفذ اي شيء.
وأشار البعض منهم إلى أن جهات معنية تتذرع بعدم تنفيذ ما وعدت به قبل عدة سنوات بعدم وجود التمويل اللازم.
ويؤكد مزارع الحمضيات صبري أبو صهيون، أن وجود مصنع عصير للحمضيات في اللواء سيعمل على توفير فرص عمل لأبناء اللواء الذي يشهد ارتفاع في اعداد المتعطلين عن العمل، ويخفف من الخسائر التي تلحق بالمزارعين نتيجة اختناقات التسويق، لاسيما أن المزارعين يتكبدون خسائر نتيجة عوامل أخرى مثل الحرائق والأمراض الفطرية ناهيك عن الظروف الجوية التي تسببت في بعض المواسم بضرب الإنتاج.
واعتبر أبو صهيون أن الزراعة في اللواء أصبحت غير مجدية وغير مربحة، ولا تغطي تكلفتها التي لا تتناسب مع قيمة المنتج، وهو ما يلحق خسائر متكررة للمزارع، خصوصا في الوقت الحالي جراء الاختناقات التسويقية والقرارات المتخبطة وغير المدروسة والتي لا تراعي ظروف المزارعين.
وقال إن استمرار وجود مشاكل في التسويق مع عدم ملاءمة أجواء المنطقة لزراعة محاصيل أخرى واحتكامها لزراعة الحمضيات، سيؤدي إلى تزايد إهمال أشجار الحمضيات، التي تعد عنصرا مهما في زراعة اللواء.
وأشارت أم محمد البلاونة إلى أن وجود المصنع يسعمل على استغلال ثمار الحمضيات إذ يمكن الاستفادة من القشور في صناعات بعض المربيات الطبعية والمؤكلات، كما أنه من الممكن استغلال الحمضيات في صناعة عصائر طبيعية يمكن توريدها إلى الفنادق، والمطاعم، والمنشآت السياحية وبيع المنتج بأسعار مناسبة تحقق أرباحا وفوائد لكافة الأطراف، كما أن المصنع إذ تم تنفيذه سيشغل الأيدى العاملة في اللواء وخصوصا الفتيات اللواتي يبدعن في الصناعات اليدوية.
وأضاف المزارع محمد الدبيس، ان مشروع مصنع عصير الحمضيات لم ير النور رغم السنوات الطويلة والوعود التي ذهبت ادراج الرياح، مشيرا إلى انه ما يزال مجرد فكرة طرحت قبل بضعة اعوام ضمن الخطط المستقبلية في اللواء، الا ان تنفيذها صعب جدا بسبب عدم وجود تمويل لازم.
وطالب من الجهات المعنية بضرورة العمل على إنشاء المصنع لحماية المزارع من مشاكل الاختناقات التسويقية، إضافة إلى أن إنشاء المصنع يخفف على المزارعين أجور نقل المنتج الى أماكن بعيدة لتصريفه.
وأوضح أن وجود المصنع يحد من الخسائر المالية المتتالية التي تكبدها المزارعون في اللواء جراء عدم وجود تنظيم وديمومة لعملية التصدير، غير ان غياب التمويل أدى إلى استبعاد المشروع.
من جانبه، يرى رئيس بلدية معاذ بن جبل ساري العبادي أن إنشاء المصنع من المشاريع الاستثمارية التي يحتاجها اللواء لحل أزمة الاختناقات التسويقية التى يواجهها القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن المصنع لا يتوقف على إنتاج عصائر فقط، حيث يمكن استغلاله في انتاج انواع من الكحول التي تستخدم في مواد التنظيف لاحتواء الحمضيات على الغازات الطيارة، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من قشور الحمضيات لإنتاج أسمدة عضوية للمزروعات.
وأكد العبادي، أن البلدية تسعى وبكل طاقتها إلى استغلال بعض مخازن تعود ملكيتها للبلدية وجذب مستثمرين لاقامة مشاريع تدر دخلا وتحل من مشاكل المزارعين في اللواء، كمشاريع مصنع العصائر ورب البندورة، مشيرا الى انه قام برفع مذكرة للجهات المعنية للمطالبة بمشروع المصنع، وما تزال فكرة المشروع قائمة والبلدية تسعى بكل طاقتها من أجل تحقيقه.
وتتميز منطقة الغور الشمالي بغزارة إنتاجها من الحمضيات، وملاءمة أجوائها لهذا النوع من المحاصيل، إلا أن ذلك لم يكن عاملا ايجابيا في ظل اختلال ميزان العرض والطلب.
وتعد ذروة موسم قطاف الحمضيات من كل سنة “الفترة الأكثر حرجا” لغالبية العاملين في قطاع زراعة الحمضيات بالأغوار الشمالية، إذ أن موسمية القطاف تؤدي إلى إغراق السوق بالمحصول.
ومن الجدير بالذكر أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا ويعتمد سكان لواء الغور الشمالي على العمل في القطاع الزراعي اذ يسهم القطاع في تشغيل العديد من ابناء اللواء ويساعد ذلك بالحد من انتشار الفقر والبطالة ويغطي تكاليف العديد من الأسر في موسم الشتاء.
ان اصناف الحمضيات المزروعة في الاغوار الشمالية ليست اصناف عصيرية . اصناف البرتقال الرئيسة هي ابو سرة والشموطي كذلك الكلمنتينا واليوسفي وهي ليست عصيرية كيف سيعمل المصنع