معان:”مركز السكري” حبيس الأدراج.. ومخاوف من انضمامه للمشاريع المتعثرة

معان – فيما ما يزال مشروع إنشاء مركز وطني للسكري والغدد الصماء والوراثة، في محافظة معان، حبيس أدراج وزارة الصحة منذ العام الماضي، رغم تخصيص قطعة الأرض ورصد مبالغ مالية ضمن موازنة مجلس المحافظة تقدر بنحو4 ملايين و475 ألف دينار لإنشاء المركز، أكدت الوزارة ان موضوع انشاء المركز مرتبط بالوقت بعد أن تم الانتهاء من إعداد كافة المتطلبات والدراسات الفنية والهندسية.
ويشير سكان بالمحافظة، أن المشروع الذي اعتبر وقت الموافقة عليه، أحد أهم المشاريع الحيوية والمعول عليه بتوفير خدمات منقوصة لأهالي محافظة معان وإقليم الجنوب، ويخفف عنهم مصاريف وأعباء التنقل إلى محافظات أخرى لتلقي العلاج، ما يزال عالقا، رغم جاهزية البنية التحتية والمخصصات المالية، في وقت أبدى فيه البعض مخاوفهم من أن يضاف إلى قائمة المشاريع المتعثرة المنتهية بالفشل.
مع تتبع المخاض العسير الذي خاضه مشروع مركز السكري، يوضح عضو مجلس محافظة معان رئيس اللجنة المالية والتنموية السابق وصفي صلاح، أن مجلس المحافظة قام بمخاطبة إدارة المركز الوطني للسكري رسميا، حول إمكانية توفير 10 دونمات من أراضي الخزينة، مشيرا أن المجلس آنذاك قام بجهود حثيثة من خلال مخاطبة كافة الجهات ذات الاختصاص، حيث تم التوصل الى تخصيص قطعة الأرض وتسجيلها باسم مديرية صحة محافظة معان ورصد مخصصات مالية للبدء بإنشاء المركز.
وبين أن الهدف من انشاء المركز مساعدة المركز الوطني الأم في جهوده الرامية للتوسع في خدمة الوقاية والعلاج، وإنشاء مركز متخصص للسكري في المحافظة، والتسهيل على المواطنين في إقليم الجنوب للحصول على الخدمات الطبية المتقدمة والمتخصصة في هذا المجال، إلا أن المشروع حتى الآن ما يزال في أروقة وزارة الصحة.
وتسأل صلاح، عن سبب حرمان المحافظة من إنشاء المركز، خاصة وأن كافة الجهات أبدت كل التعاون للمشروع الذي سيخدم إقليم الجنوب بأكمله، مؤكدا إصرار المواطنين على مطلبهم الذي هو حق لهم بوجود مركز للسكري في محافظتهم يخدم المصابين بهذا المرض الذي اعتبره بـ “خطير وصامت”.
ويرى الناشط الاجتماعي أشرف كريشان، أن الحاجة باتت ملحة لإنشاء مركز متخصص للسكري والغدد الصماء في محافظة معان، لرفع مستوى الخدمات الصحية ويخفف عن المرضى مصاريف وأعباء التنقل، وعدم اقتصارها على عمان، نظرا لارتفاع أعداد المصابين بالسكري بشكل كبير، مشيرا إلى صعوبات تواجه المواطنين المصابين بمرض السكري القاطنين في محافظات الجنوب، الأمر الذي يضطرهم للتوجه إلى العاصمة من أجل العلاج والمراجعات، ما يكبدهم مشقة في السفر وأعباء مالية إضافية.
في تطور أخير للقضية، يكشف نائب رئيس مجلس محافظة معان محمود جميل أخو عميره، عن توجيه أسئلة لوزارة الصحة للوقوف على ما اعتبره “أسبابا متعلقة بالمماطلة والتسويف والبيروقراطية”، تعرقل استحداث مركز للسكري والغدد الصماء في معان، والمتمثلة بتأخير وزارة الصحة منذ العام الماضي ولم تزود وزارة الأشغال العامة بالمتطلبات والمخططات الوظيفية والفنية والهندسية، رغم جاهزيتها من أجل طرح عطاء الدراسات والتصاميم للمباشرة بتنفيذ المشروع.
وقال آل خطاب، إن وزارة المالية وافقت على إقرار توصية اللجنة المركزية لأملاك الدولة بتخصيص قطعة أرض لوزارة الصحة، بمساحة 10 دونمات، داخل حدود مدينة معان، لإنشاء مركز وطني للسكري والغدد الصماء والوراثة في محافظة معان، حيث تم اختيار موقع المبنى ضمن منطقة سطح معان، وبما يسهل وصول المراجعين إليه.
وأضاف، أنه تم تخصيص مبلغ 4 ملايين و475 ألف دينار ضمن موازنة المحافظة للأعوام 2022-2024 لإنشاء هذا المركز الذي يقدم الخدمة لجميع مرضى السكري في إقليم الجنوب، بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية في المحافظة، ومن المتوقع أن يوفر 150 فرصة عمل، ما بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين.
في ذات الخصوص، أكدت مصادر رسمية في مستشفى معان الحكومي ومديرية صحة محافظة معان، أن الدراسات والإحصائيات، أظهرت أن 40 % من سكان محافظة معان هم من مرضى السكري، معتبرة أن مرض السكري وبسبب انتشاره بين السكان في محافظة معان والبادية الجنوبية، يحتاج لمراكز متخصصة لتقليل المضاعفات المحتملة، خاصة أن هذه المضاعفات وصلت عند بعض المرضى في المحافظات إلى قطع أطرافهم نتيجة التأخير بالعلاج، وصعوبة تنقلهم للعاصمة عمان، وارتفاع التكلفة المادية عليهم.
وقالت المصادر، إن محافظة معان تتوسط البادية الجنوبية والبترا والشوبك والعقبة والطفيلة، وهي نقطة متوسطة بإقليم الجنوب، وبالتالي وجود مركز للسكري والغدد الصماء من شأنه أن يخدم جميع السكان في تلك المناطق، وتخفيف الصعوبات المالية والمعنوية والصحية، كون المرضى موجدين في هذه المحافظات ويعانون الأمرين من التنقل من المحافظات إلى عمان، بسبب عدم وجود مركز للسكري والغدد الصماء.
وبينت ذات المصادر ان أغلب المرضى يراجعون المستشفيات في هذه المحافظات، ولكن عند طبيب باطني، فاختصاصي الباطني لا يغطي الحاجة لطبيب السكري، كما انه لا يوجد أي طبيب سكري فيها.
وكان رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثة الأردني الدكتور كامل العجلوني أكد في تصريح صحفي سابق بان النية تتجه لإنشاء ثلاثة مراكز متخصصة تكون مساندة للمركز الرئيسي بالعاصمة بالأقاليم الثلاثة شريطة توفير ما مساحته 10 دونمات لإنشاء المركز ضمن الأقاليم الثلاثة، مما يخفف الضغط على المركز الرئيس وكذلك معاناة المواطنين واختصار الوقت والجهد.
وكان مجلس محافظة معان وجه خطابا رسميا إلى رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصماء للاستفادة من توجه إنشاء مراكز ضمن إقليم الشمال، الوسط، والجنوب، أكد خلاله استعداد المجلس على توفير قطعة أرض بمساحة 10 دونمات من أراضي الخزينة والمساعدة بكافة الإجراءات ومن ضمنها الإنشائية.
من جهته، أكد مصدر في وزارة الصحة، انه تم تزويد وزارة الاشغال العامة بالمتطلبات الوظيفة والهندسية والفنية الخاصة بطرح عطاء مركز للسكري، موضحا ان موضوع البدء بتنفيذ المركز في معان مسألة وقت.
وأشار المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الأمور تسير باتجاه انشاء المركز في معان، حيث ان الدراسات والتصاميم لطرح العطاء استغرقت وقت من قبل الجهات المختصة بالوزارة من جميع النواحي الفنية والهندسية.
وقال، إن الوزاره تولي محافظة معان أهميه قصوى لرفع مستوى الخدمات الصحية فيها.

حسين كريشان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة