معان: “بكبات” الأجرة تخنق وسط المدينة والبلدية عاجزة
بين غياب حاد لمواقف اصطفاف المركبات في وسط مدينة معان، وحاجة السائقين إليها، يختار أصحاب “البكبات” الخصوصية العاملة بالأجرة، اللجوء إلى ركن مركباتهم على جوانب الشوارع الرئيسية بشكل عشوائي، وهو ما أسهم في زيادة الفوضى وإرباك حركة المرور في تلك المنطقة.
ولأن الاكتظاظ تفاقم إلى حد كبير، بدأ أهالي المدينة يتذمرون من هذا الوضع، مشيرين إلى أن الوسط التجاري، وبخاصة قرب منطقة السوق القديم، أصبح يشهد وضعا مروريا مزريا، نظرا لعدم توفر مواقف عامة لاستيعاب أعداد البكبات الخصوصية المتوسطة والخفيفة، إضافة إلى اتباع بعض السائقين سلوكات سلبية، كالاصطفاف المزدوج، وعدم التقيد بالقواعد المرورية، وخاصة في أوقات الذروة، الأمر الذي أثر بشكل مباشر في حركة المرور التي تتسم بالفوضى والعشوائیة في تلك المنطقة.
ويشتكي الأهالي من أن شارع السوق القديم في وسط المدينة ضيق أصلا، ويزيد من ضيقه توقف تلك “البكبات” ساعات طويلة، ما يسبب أزمة مرور خانقة، فبالكاد يتسع هذا الشارع لمرور المركبات، بسبب تلك “البكبات” التي ينتظر أصحابها طلب نقل ليعاودوا التوقف ثانية بانتظار طلب آخر.
ويطالبون الجهات المعنية بوضع حد لتوقف هذه “البكبات”، من خلال إيجاد حلول عملية لمعالجة المشكلة المتراكمة منذ سنوات، بتوفير أماكن مخصصة لتلك المركبات تتوفر فيها شروط الصحة والسلامة المرورية، وتسهم في تخفيف الأزمات المرورية الخانقة في تلك المنطقة.
ومن جهتهم، يعترف عدد من أصحاب “البكبات” الخصوصية بأن اصطفاف مركباتهم وسط السوق “لا يريح الجهات المختصة ولا السكان”، ويشوه منظر السوق في موقع يفترض أن يكون طريقا للسيارات والمارة، غير أن غياب الحلول من قبل الجهات المعنية بإيجاد أماكن مناسبة ومخصصة لاصطفاف مركباتهم وسط تزايد أعدادها طلبا لتوفير لقمة العيش لأسرهم بسبب غياب فرص العمل لغالبية أصحابها، هو ما يدفعهم لاتخاذ تلك المنطقة موقفا للاصطفاف، خصوصا وأن هذا الموقع بات متعارفا عليه من قبل سكان المدينة منذ عشرات السنين، بما يضمن تسهيل عملهم.
ويؤكد أحد أصحاب “البكبات” عوض كريشان، أنه يتفق مع إيجاد حلول مناسبة لتوفير أماكن ملائمة لأصحاب “البكبات”، بديلا عن الموقع الحالي الذي يفتقر إلى الخدمات الأساسية، كونه عبارة عن شارع في منتصف السوق القديم وليس موقفا معدا لتلك الغاية، مشيرا إلى أن مهنة سائقي “البكبات” هي من المهن “الشاقة” كونها تتطلب الانتظار ساعات طويلة بحثا عن مصدر رزق في ظل ظروف وأجواء غاية في الصعوبة، كما يحتاجون إلى أماكن ملائمة تتوفر فيها أبسط الشروط الصحية.
ويضيف كريشان، أن الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توفر فرص العمل في المدينة، أجبرا غالبيتهم على اتخاذ هذه المهنة وأمثالها سبيلا لتوفير مصادر دخل تساعدهم على تأمين حياة كريمة لإعالة أسرهم، فضلا عن سداد الالتزامات المالية المترتبة عليهم للجهات المقرضة.
وبدوره، يشير أحد سكان المدينة كارم الشراري إلى أن “البكبات” الخصوصية تتوقف طوال النهار بحثا عن عمل مقابل الأجرة، وتسبب ازدحاما مروريا وإغلاقا للشارع الرئيسي الذي يقع إلى جانب السوق القديم باتجاه مجمع السفريات الداخلي، وفي بعض الأوقات تتوقف “البكبات” بشكل مزدوج في غياب شبه تام للرقابة، مطالبا الجهات الرسمية بتخصيص مواقف ملائمة لأصحاب البكبات تتوفر فيها بعض الخدمات الضرورية، للتخفيف من معاناة المواطنين المستمرة جراء توقف تلك المركبات في الموقع الحالي.
ومن جهته، يشير عامر الفناطسة إلى أن غياب التنظيم والرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة أسهم في ازدياد أعداد “البكبات” الخصوصية في المدينة، التي تقف قرب السوق القديم وتتسبب بأزمة سير وفوضى وإرباك مروري، الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول تكفل تغيير الموقع الحالي وتأمين أماكن مناسبة تتوفر فيها الشروط الملائمة وتساعد على تنظيم هذه المهنة.
إلى ذلك، أقر مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، بوجود أزمة سير خانقة في المدينة جراء توقف واصطفاف “البكبات” الخصوصية، خاصة باتجاه الشارع الرئيسي المؤدي إلى السوق القديم، وما تشكله من معاناة للمارة والقاطنين وإعاقة لحركة السير في تلك المنطقة.
ويشير المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن البلدية تأمل بأن تتاح لها الإمكانات المادية لتوفير مواقف خاصة بأصحاب تلك “البكبات”، نظرا لأهميتها البالغة للمواطنين، غير أن الأوضاع المالية للبلدية تحول دون تنفيذ العديد من المشاريع والطموحات الكبيرة، ومنها المواقف.
ويكشف عن أن البلدية، بالتعاون مع قسم السير في المحافظة، أعدت مؤخرا خطة للواقع المروري تشمل عددا من مناطق المدينة التي تشهد أزمات مرورية، بغية معالجة المعضلة والتخفيف من حدتها، وتنفيذ الممكن منها.
ويضيف أن الخطة أوصت بإغلاق بعض الفتحات الموجودة في الشارع الرئيسي، لا سيما الموجودة داخل الوسط التجاري، لمنع الدوران والانعطاف تلافيا لإعاقة حركة السير، حيث تم إغلاق الفتحة المؤدية باتجاه السوق القديم، لمنع “البكبات” من الوقوف على الشارع الرئيسي، مبينا أن قسم السير في المدينة يتابع الحركة المرورية من خلال مكوث دورياته يوميا، خصوصا في المناطق التي تكثر فيها الاختناقات المرورية، لضبط الحالات المخالفة.
حسين كريشان/ الغد
التعليقات مغلقة.