معان: غياب سوق شعبي ينشر البسطات عشوائيا بالشوارع
لئن كانت مدينة معان تفتقر إلى “سوق شعبي” نموذجي مخصص لأصحاب البسطات والباعة المتجولين لإنهاء مشكلة توسع الانتشار العشوائي لتلك البسطات في شوارع الوسط التجاري، فإن ما يترتب على ذلك هو الأنكى عندما تتسبب تلك العشوائية بإعاقة حركة المشاة والمركبات، وتخلق فوضى وأزمة مرورية.
ويشير سكان في المدينة، إلى أهمية الإسراع بإقامة تلك الأسواق التي تتيح لأصحاب البسطات والعربات والباعة المتجولين بديلاً وحلا ملائماً للتكسب بطريقة مشروعة منظمة، بعيداً عن عشوائية انتشارها في الأسواق التجارية التي تشهد حركة سير كثيفة وخانقة.
ويؤكدون أن إنشاء سوق شعبي من شأنه أن يسهم في تنظيم عمليات البيع، بعيدا عن زحام وأزمات الشارع الرئيس وسط المدينة، من خلال توفير مكان موحد لعرض الخضار والفواكه وغيرها من المواد والمنتجات التجارية الأخرى، وتسويقها أسوة بمحافظات أخرى، وبما يلبي احتياجات المواطنين ويسهل عليهم الوصول إلى سوق مواز تلائم أسعاره ذوي الدخل المحدود، والسماح للتجار بعرض بضاعتهم بكل يسر وسهولة، فضلا عن تسهيل تسويق منتجات صغار المزارعين لاسيما المنتجات الموسمية.
ويقولون إن توفير سوق شعبي سيكون ملاذا للعديد من المواطنين في المدينة، ويسهم في التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار واحتكارها من قبل أصحاب المحلات التجارية، إلى جانب إشاعة التنافس بين أصحاب البسطات، بما يجعل الأسعار مكشوفة وفي متناول الجميع، وبالتالي يعيد جميع الأسعار للانخفاض.
كما يطالبون الجهات المختصة وبلدية معان الكبرى بضرورة تجميع أصحاب البسطات، سواء كانت بسطات الخضار والفواكه وغيرها، والباعة المتجولين في “سوق شعبي نموذجي” للتخلص من تلك المشكلة التي وصفوها بـ”المزمنة”، لعرض بضائعهم في منطقة بعيدة عن الأسواق التجارية، بعد أن بات يغلق بعضها أرصفة المشاة وسط المدينة، ويؤدي إلى أزمة مرورية.
في هذا السياق يقول أحد سكان المدينة، صابر العظم، إن السوق الشعبي يطالب بإقامته العديد من المواطنين منذ فترة طويلة لتنظيم عمليات البيع، بعيدا عما يسببه من تشويه لواقع ومشهد السوق العام، والحيلولة دون إحداث أزمات مرورية خانقة، حيث لم تجد المجالس البلدية المتعاقبة حلولا بديلة لأصحاب البسطات والباعة المتجولين حتى اليوم.
ويرى المواطن عمار البواب، أن إيجاد سوق شعبي لتجميع بسطات الخضار والفواكه والملابس والأحذية والعطور ومختلف الإكسسوارات وغيرها من المواد التجارية في موقع محدد، يهدف إلى حل المشكلة وتوفير بديل لأصحاب البسطات الذين يتكسبون منها لإعالة أسرهم، وأيضا توفير أرصفة ملائمة آمنه ترضي أصحاب المحال التجارية بعد أن أصبح انتشار البسطات عائقا لتطوير الوسط التجاري.
ويشير المواطن أحمد الفناطسة إلى أن البسطات المنتشرة في شوارع معان الرئيسية والباعة المتجولين يعتبرون مشكلة قديمة تؤرق المواطنين في المحافظة، دون حلول جذرية، مؤكدا أن المشكلة زادت عن حدها؛ حيث يعرض باعة متجولون بضاعتهم على مركبات مصطفة أمام المحال التجارية، وهذه مشكلة تواجه القطاع التجاري أيضا، لا سيما مع غياب سوق شعبي يمكن استغلاله لهذه الغاية، وحل مشكلة البسطات في الوسط التجاري.
ويبين المواطن عبدالله عليان أن الأسواق الشعبية حل بديل لمعظم البسطات المنتشرة في المدينة، وبالتالي فإن استحداث أسواق متخصصة لهذه الغاية كبدائل مناسبة للبسطات والباعة المتجولين، سيعمل على التخفيف من حدة الاختناقات المرورية التي يعاني منها الشارع التجاري منذ زمن طويل.
إلى ذلك، يؤكد رئيس لجنة بلدية معان الكبرى نائب محافظ معان عاطف البطوش أن البلدية بصدد تخصيص واستغلال مجمع السفريات القديم بغية إيجاد سوق شعبي نموذجي لأصحاب البسطات والعربات المتنقلة في غضون الأسابيع المقبلة.
ويشير البطوش إلى أن مجمع السفريات القديم المنوي إقامته يحتوي على سوق شعبي متكامل الخدمات والبنية التحتية من ساحات ومبان مؤهلة، وهو قريب من الوسط التجاري، بعد أن تم تفريغ المجمع المملوك للبلدية من السيارات العمومية ونقلها إلى مجمع السفريات النموذجي الجديد الذي جرى تشغيله كمركز انطلاق للسفريات الداخلية والخارجية، بما يسهم في تجميع جميع أصحاب البسطات في مكان واحد، وتحت إشراف ورقابة البلدية، ومن شأن ذلك التخلص بشكل جذري ونهائي من مشكلة انتشار البسطات داخل الوسط التجاري، التي تعيق الحركة المروية، وبما يعيد تنظيمها بشكل حضاري وجمالي.
ويقول إن البلدية تتفهم أن البسطات والعربات المتنقلة جزء من نشاط اقتصادي كبير غير منظم، وهي ظاهرة موجودة منذ نشوء الوسط التجاري في معان، مضيفا أنه “من غير المقبول استنادا لواجبات البلدية بتنظيم الأسواق، أن تحتل هذه البسطات الأرصفة والشوارع التي تعتبر حقا للمارة والمركبات، فضلا عن تأثيرها السلبي على التجار الذين يترتب عليهم عبء ومصاريف إضافية لقاء موقعهم الثابت، لكن في الوقت نفسه يجب أن تعالج هذه القضية مع أصحاب البسطات من زاوية اقتصادية اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لأصحابها”.
حسين كريشان/ الغد
التعليقات مغلقة.