مقاتلات “أف 16″ مقابل موافقة تركيا على انضمام السويد لـ”الناتو”
يرى محللون أن أحد مفاتيح قبول السويد في حلف شمال الأطلسي يكمن في واشنطن، فقد استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الماضي رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون وبحث معه موضوع انضمام بلاده للحلف.
ورغم نفي تركيا المرهون بها قبول السويد، أن هناك مقايضة توافق بموجبها تركيا على قبول السويد لتحصل في المقابل على الصفقة المعطلة منذ زمن لشراء مقاتلات “إف-16” (F-16) الأميركية.
المحللون يدللون على الصفقة بما أوضحته الرئاسة التركية مساء أول من أمس عندما تهاتف الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والأميركي جو بايدن وتطرقا خلال المكالمة إلى انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي وتسليم تركيا مقاتلات “إف-16”.
وتبع الاتصال تصريحات يوم الجمعة الماضي، للبيت الأبيض أعرب خلالها عن قناعته بأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي سيتم في “مستقبل”، مشيرا إلى أنه “من الممكن” أن ترفع أنقرة وبودابست تحفظاتهما خلال قمة الحلف المرتقبة.
وضمن هذا السياق التقى الرئيس أردوغان أمس برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وبحثا انضمام ستوكهولم إلى “الناتو”، عشية القمة السنوية للحلف المقرر عقدها اليوم الثلاثاء في فيلنيوس.
وكان أردوغان قال في مؤتمر صحفي قبل مغادرته إلى لتوانيا للمشاركة في القمة السنوية للناتو إنه يؤيد سياسة الباب المفتوح للناتو، واعتبر أن”إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيسهل انضمام كييف للحلف”.
وأضاف أردوغان أن تركيا تنتظر الانضمام للاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 50 عاما، داعيا لفتح الباب لها كما فتحت أنقرة الباب لانضمام فنلندا للناتو، وشدد على أن انضمام السويد للحلف يعتمد على وفائها بتعهداتها في المذكرة الثلاثية في مدريد، حسب تعبيره.
وشدد على أن أنقرة “تريد من الناتو الحفاظ على كل تعهداته المتعلقة بمكافحة الإرهاب”.
وكان أردوغان وعد يوم الجمعة الماضي باتخاذ “القرار الأفضل أيا يكن”، في إشارة إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وينتقد أردوغان السلطات السويدية لتساهلها مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها، ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
وعبّر الرئيس التركي مجددا عن تحفظاته، وتساءل “كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟”.
وفي حزيران (يونيو) الماضي انتقد أردوغان السويد مرارا، بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، وذلك على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة الإسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
والأسبوع الماضي، حكمت السويد على مواطن تركي من أصل كردي بالسجن 4 سنوات ونصف بتهمة “الابتزاز” و”محاولة تمويل الإرهاب” لصالح حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، مما يشكل سابقة في الدولة الإسكندنافية.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.