مناطق في عجلون تترقب إنجاز مشاريع كبرى لإنهاء معاناة نقص المياه
بانتظار الانتهاء من مشاريع مائية كبرى، التي بدئ العمل بتنفيذها مؤخرا، تبقى مناطق شاسعة في محافظة عجلون كعنجرة وعجلون وعين جنا وعين البستان، تعاني من شح المياه وتأخر الأدوار لثلاثة أسابيع، حتى الانتهاء من تنفيذ تلك المشاريع بمواعيدها المحددة، من دون تأخير أو تعثر.
ويرى متابعون أن هذه المشاريع، وفي حال إنجازها، ستكون نوعية وقادرة على تجاوز أزمات المياه التي تعاني منها المناطق طيلة العام، معربين عن تفاؤلهم بأن تجد من مختلف الجهات المعنية كل الدعم والتسهيلات لضمان إنجازها بمواصفات جيدة.
الناشط وعضو مجلس المحافظة منذر الزغول، يقول، “يبدو أن مشكلة المياه في عجلون التي عانينا منها سنوات طويلة، رغم أن المحافظة تعد الأكثر تساقطا للأمطار على مستوى الأردن، قد تتحسن مستقبلا مع وجود مشاريع مائية عملاقة تنفذ حاليا في المحافظة سواء كانت من موازنات مجلس المحافظة أو من خلال موازنات وزارة المياه والري، أو المنح الدولية”.
وأكد الزغول، أن “مشروع الخط الناقل للمياه الذي يجري العمل به حاليا بدءا من سد كفرنجة إلى منطقة القاعدة في عنجرة، سيزود المنطقة بـ350 مترا مكعبا في الساعة كما هو مخطط له”، لافتا إلى أن “المؤشرات الأولية تبين أن المشروع سيحقق نجاحات كبيرة، خصوصا إذا علمنا أن البئر الذي تم حفرها في المنطقة الواقعة ما بعد سد كفرنجة من الآبار الناجحة جدا، وستغذي الخط الناقل بكميات مناسبة من المياه”، في حيت يقترح الزغول “حفر آبار جديدة في مناطق ينابيع وشلالات المياه، لا سيما في راجب والصفا ووادي الطواحين واشتفينا والعيون وغيرها من مناطق المحافظة”.
ووفق مصادر المياه، فإن تكلفة المشروع الذي يأتي بمنحة دولية، تبلغ زهاء 9 ملايين دولار، ومن المخطط له أن ينتهي العمل به مع نهاية العام المقبل، ليغذي منطقة عنجرة وعين البستان والعامرية ومناطق الصفا وعين جنا وعجلون ومناطق أخرى في المحافظة التي تتغذى حاليا من آبار اشتفينا، ما يعني أن هذه المناطق ستتغذى من الخط الناقل الجديد، وستتوجه كميات المياه المتوفرة في آبار اشتفينا إلى مناطق أخرى في المحافظة كمناطق الجنيد والروابي وأجزاء من عين جنا وعجلون ومناطق أخرى في مناطق خيط اللبن.
ويقول المواطن أحمد الخطاطبة، إن “مدنا وقرى وأحياء واسعة في محافظة عجلون ستبقى تعاني فقرا بمياه الشرب وتأخرا في الأدوار يمتد لأكثر من 3 أسابيع، خصوصا في فترات ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على مياه الشرب خلال الصيف بانتظار إتمام هذا المشروع الحيوي”، مشيرا إلى “مشروع آخر ذي أهمية بيئية جرى الحديث عنه كثيرا، وهو مشروع الصرف الصحي لخدمة مناطق عبين وعبلين وصخرة بقضاء الجنيد، والتي ما تزال تعتد على آلاف الحفر الامتصاصية المهددة للبيئة ومصادر المياه الجوفية”.
أما المواطن عبدالله القضاة، فيقول من جهته، إن “أحدا لا يعلم متى سيتم الانتهاء من المشروع بمراحله الأربع، ما يبقي مناطق مرشحة للاستفادة منه، كعنجرة ومناطق الصفا وعين البستان وعين جنا وعجلون في حالة ترقب ومعاناة قد تطول أو تقصر بالاعتماد على سير العمل والبدء بالتنفيذ وعدم التعثر في أي من مراحله”.
ووفق الخبير المائي الدكتور ثابت المومني، فإن “مشروع الصرف الصحي الذي وعدت به مناطق الجنيد بمنحة دولية، يعد من أكثر المشاريع أهمية في المحافظة، إذ إن أهميته تكمن في التخلص من آلاف الحفر الامتصاصية وآثارها البيئية السلبية، خصوصا على مصادر المياه في المحافظة”، مؤكدا أنه “لا يعلم شيئا عن المراحل التي وصل إليها المشروع”، وداعيا في الوقت ذاته، إلى “استثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب والإسراع بتنفيذ مشروع محطة التحلية والخط الناقل من السد”.
وبين رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن مجلس المحافظة السابق كان قد وقع قبل زهاء 6 أعوام اتفاقية تمويل مع USAID، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا مكعبا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب، وهو ما بدئ العمل به العام الحالي.
وأكد المومني، أن منطقة الجنيد أصبحت من المناطق الجاذبة للاستثمار ومن المهم أن يتم توفير بيئة استثمارية جاذبة، خصوصا في مجال توفير البنية التحتية المناسبة والإسراع في تنفيذ شبكة الصرف الصحي التي كانت على مدار الوقت من القضايا والمعيقات التي تقف بوجه الاستثمار.
وتؤكد مصادر إدارة مياه المحافظة، أن إنشاء الخط الناقل ومحطة التحلية، سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الخارجية والمصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف، ما سينهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة بشكل جذري.
يشار إلى أن المحافظة تعتمد في مصادرها المائية حاليا على مصادر داخلية وهي (آبار زقيق 1 و2 و3 و4، ونبع عين القنطرة والتنور، آبار عين جنا، الصفصافة، نبع راسون، إشتفينا ومصادر مائية أخرى) وتشكل مجتمعة ما نسبته (80 %) من التزود المائي.
وأكدت مصادر المياه، أنه تم مطلع العام الحالي طرح 3 عطاءات من مشروع الخط الناقل ومحطة التحلية من بين 4 عطاءات، وذلك بعد انتهاء دراسات المشروع الذي تبلغ تكلفته 6 ملايين دينار أردني وبمنحة من الوكالة الأميركية USAID، مشددة على أن هذا المشروع الكبير يحظى باهتمام كبير من وزارة المياه والري لإيجاد الحلول المناسبة الطويلة الأمد لمشكلة المياه في عدد من مناطق المحافظة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن هذا المشروع الكبير يأتي من ضمن سلسلة مشاريع مائية مهمة جدا تقدر بزهاء 83 مليون دينار ستنفذها وزارة المياه والري في محافظة عجلون، ممولة من خلال منح عربية ودولية، مؤكدة أن مشروع الصرف الصحي لمنطقة الجنيد قد يحتاج إلى وقت أطول للبدء بطرح عطاءاته وتنفيذه.
ووفق مخططات المياه، فإن تزويد المواطنين بالمياه بعد إنجاز الخط الناقل سيكون من الخزان بشكل انسيابي، وسيوفر 350 مترا مكعبا في الساعة، بحيث سينفذ على أربع مراحل، ستشمل المرحلة الأولى إنشاء محطة تحلية بعد سد كفرنجة، كما ستشمل المرحلة الثانية إنشاء محطات رفع والمرحلة الثالثة ستشمل إنشاء خزان تجميعي بمنطقة القاعدة في عنجرة بالقرب من متنزه عين جارا بسعة 6 آلاف متر مكعب، فيما ستشمل المرحلة الرابعة مد الخطوط الناقلة للمياه من بعد سد كفرنجة إلى موقع الخزان التجميعي.
من جهته، أكد مدير إدارة مياه عجلون المهندس مالك الرشدان، أن مشروع الخط الناقل من سد كفرنجة سيظهر أثره الكبير على المحافظة بالتزود بكميات كافية من مياه الشرب في العام 2026، لينهي مشكلة النقص في المناطق المستهدفة من المشروع، ويوفر الكميات القادمة من مصادر أخرى لخدمة مناطق في المحافظة بكميات إضافية.
وأوضح الرشدان، أن الخط الناقل سيكون بسعة 12 إنش، وبطول زهاء 16 كم بحيث يبدأ من محطة تحلية في موقع سد كفرنجة وصولا إلى منطقة القاعدة في عنجرة، مشيرا إلى أنه سيحتوي على 5 محطات ضخ تتوزع على طول الخط بدءا من السد ومرورا بكفرنجة وعين البستان وعنجرة وصولا إلى الخزان التجميعي في منطقة القاعدة.
عامر خطاطبه/ الغد