منتدون يؤكدون أهمية تمتين الجبهة الداخلية في وجه أي محاولة لزعزعة استقرار الأردن
عقد مركز “الحقيقة الدولية” للدراسات والبحوث بالتعاون مع جمعية تراب وطن ندوة في مقر مجموعة “الحقيقة الدولية” بالعاصمة عمان بعنوان “الهاشميون ومئوية الدولة”، بمشاركة عدد محدود من سياسيين ومفكرين وشيوخ العشائر ورجال الدين ضمن شروط قانون الدفاع والإجراءات الصحية الوقائية .
وأكد المشاركون في الندوة أن الدولة الأردنية على مدار مئة عام مرت في العديد من التحديات والخطوب التي استطاعت في كل مرة تجاوزها والخروج منها أقوى من قبل بحكمة قيادتها ووعي والتفاف الشعب حول قيادته، مشددين على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية في وجه أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار الأردن.
وبينوا أن الأردن بات اليوم وحيدا في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو يدفع الآن ثمن هذه المواقف الراسخة، لكنهم شددوا في ذات السياق على أن الدعم والتأييد والالتفاف الشعبي خلف القيادة الهاشمية لن يؤثر على مواقف المملكة الثابتة في الدفاع عن الأقصى والمقدسات.
وخلال الندوة التي أدارها النائب السابق د. زكريا الشيخ، تحدث المشاركون عن أبرز وأهم المحطات التي مرت بها المملكة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى اليوم، والتي كانت زاخرة بالإنجازات والبناء والتطور.
الطيّب: تماسك الأردنيين كلمة السر في وجه أي تهديدات
العين والفريق الركن المتقاعد د. غازي الطيّب أكد في كلمة له أهمية توحيد الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية في وجه أي محاولات تهدف إلى العبث في الداخل، مبينا أن تماسك الأردنيين يعد كلمة السر في وجه أي تهديدات خارجية تسعى لبث الفتنة بين أبناء المجتمع الأردني.
وأضاف أن هناك تحديات تواجه الأردن، خاصة بعد تغير شكل الحروب من المباشرة إلى حروب الوكالة، بحيث أصبح التهديد لأي دولة يأتي من الداخل وهو ما يسمى اليوم “حروب الجيل الخامس” التي تهدف إلى استهداف الرموز الوطنية في هذه الدولة من خلال إذكاء الفتنة الداخلية.
وتحدث الطيّب عن الدور المحوري للأردن في المنطقة والمكانة الكبيرة التي يتمتع بها في العالم بفضل قيادته، مشيرا إلى أن هذه المكانة جاءت نتيجة عدة عوامل من أهمها المواقف الأردنية المعتدلة والحكيمة على الصعيدين العربي والدولي.
وقدم الفريق المتقاعد غازي الطيب سردًا لأبرز المحطات التي مر بها الجيش العربي منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا، ومراحل التطور والدعم والاهتمام الكبيرين اللذين حرصت القيادة الهاشمية على تقديمهما للقوات المسلحة بهدف إيجاد جيش قوي يحمي الدولة من أي تهديدات خارجية.
قشوع: الملك أول من طالب بالملكية الدستورية
بدوره قال الوزير والنائب الأسبق م. حازم قشوع إن جلالة الملك عبد الله الثاني هو أول من طالب بالملكية الدستورية حيث كان ذلك في عهد مجلس النواب السابع عشر عندما طلب من النواب تسمية شخصية لتشكيل الحكومة وتم التوافق حينها على د. عبد الله النسور، الذي تولى رئاسة الحكومة حينها.
وأكد قشوع أن جلالة الملك زعيم معارضة حقيقي حينما تحدث في أكثر من مناسبة حول سوء الإدارة لدى بعض المسؤولين، ومطالبته المستمرة في محاربة الفساد والمحسوبية.
وشدد على أن الأردنيين يستطيعون الرد على الأصوات الخارجية التي تسعى دائما للنيل من الأردن وقيادته، وهم قادرون دومًا على إثبات حبهم والتفافهم حول القيادة الهاشمية في وجه هذه المحاولات التي لن تستطيع التأثير على وحدة وتماسك الأردنيين.
وتحدث الوزير الأسبق عن محطات رئيسية مرت بها الدولة الأردنية ابتداء من مرحلة تأسيس إمارة شرق الأردن ووضع دستورها الذي يعد ركنًا أساسيا للدولة، مرورًا بتعريب قيادة الجيش والحروب التي خاضها الأردن مع كيان الاحتلال، بالإضافة إلى ما أسماه عام الانفتاح الديمقراطي سنة 1989، انتهاءً بتولي جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم عام 1999 والذي شهد تعزيز المنجزات وتوسيع المدن وإحياء الكثير من المناطق كسويمة والعقبة والعبدلي والتي شهدت جميعها ازدهارًا وتطورًا وجذبًا للاستثمارات.
المجالي: الهدف المركزي للاحتلال حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن
من جانبه قال رئيس نادي الثورة العربية الكبرى والمؤرخ د. بكر خازر المجالي أن الأردن كان مستهدفًا على مدار مئة عام، إلا أن الثقة الكبيرة التي تتمتع بها علاقة الهاشميين بالجيش العربي والشعب الأردني وقفت سدًا منيعًا في وجه كل محاولات العبث بالأردن.
وأكد بأن الأردنيين موحدون إزاء القضية الفلسطينية والأمن الداخلي، وأن الأردن اليوم هو الوحيد الذي ينطق على لسان جلالة الملك عبد الله الثاني منذ سنوات بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم وحماية مقدساتهم.
وأضاف أن كيان الاحتلال حاك الكثير من المؤامرات التي كان هدفها إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في الأردن ولعل أبرزها أحداث أيلول، وأن الهدف المركزي لكيان الاحتلال حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشيرا إلى أن وحدة الصف الداخلي جعلت الأردن كيانًا متماسكًا تجاوز كل هذه المؤامرات.
وتحدث المجالي عن تميز الأردن بأنه مجتمع متماسك ومتجانس في أرض يرابط أهلها من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ورعايتها، مشددًا على أن الأردن قوي بقيادته وعزيز بجيشه وشعبه وتجاوز كافة الخطوب التي مر بها على مدار مئة عام.
مراد: تراب المملكة سيظل عصيًا على من يتآمرون عليه
وأكد الداعية الإسلامي د. حمدي مراد أن الأردن عاش في ظلال الهاشميين قرنًا مليئا بالرحمة والنهوض الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي والتعليمي والصحي.
وبين في كلمة له أن الهاشميين دافعوا دائما عن القضية الفلسطينية، التي يرون بأنها قضية عربية إسلامية يعيش تحت لوائها المسلمون والمسيحيون، مشيرا إلى أن الهاشميين يسعون في سبيل الأمة لجمع صفها وتوحيدها.
وأضاف أن صفات جلالة الملك عبد الله الثاني هي صفات الآباء والأجداد في الحفاظ على تراب المملكة عصيا على من يتآمرون عليه من خارج الأمة أو كيان الاحتلال أو من تسول لهم أنفسهم من داخل الوطن، والأردنيون يجددون اليوم بعد مئة عام على تأسيس الدولة العهد والبيعة للهاشميين.
الأب حداد: الملك أول من تهيّأ للدفاع عن صورة الإسلام
وقال الأب نبيل حداد إن مئوية الدولة إنجاز وطني قومي عروبي، وهو إنجاز للإنسانية، مؤكدًا بأن الأردن كان ولا يزال نموذجًا في الوئام والتعايش الديني.
وبين أن جلالة الملك عبد الله الثاني أول من تهيّأ للدفاع عن صورة الإسلام الحقيقية أمام العالم، وأن الأردن عندما انتفض للدفاع عن الإسلام انتفض معه المسيحيون أيضًا.
وأكد أن المؤسسات الكنسية المسيحية في الأردن كانت دومًا تسابق أخوتها المسلمين في مبايعة الهاشميين منذ تأسيس الدولة، وكان لها دور في تدعيم استقلال المملكة، مضيفًا: “عندما نتحدث عن الوطن لا نتحدث عن كنيسة منفصلة عن الدولة، بل هي جزء يتماهى مع جميع مكونات المجتمع”.
ولفت الأب حداد النظر إلى أن المئة عام من عمر الدولة مليئة بالمواقف التي تبين دور الهاشميين في بناء الدولة ونهضتها والحرص على الوئام بين مكوناتها.
الحويّان: تماسك أردني في وجه محاولات العبث بالأمن والاستقرار
من جانبه أكد الشيخ عبد الكريم الحويان أن جهود الهاشميين كانت واضحة في مئوية الدولة، من خلال البناء والنضال والتضحية على مر الأعوام، وقدموا أنموذجاً للدولة الأكثر استقرارا في المنطقة والإقليم.
وقال إن محاولة البعض استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الأردن لن تؤتي أكلها، فالأردنيون كافة متماسكون في وجه أي محاولات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة.
وأضاف الحويان أن الأردن لطالما كان الحضن الدافئ للأشقاء العرب، حيث وفّر لهم الرعاية والاهتمام والملاذ الآمن.
أبو زيد: الأردن صمد أمام كافة التحديات التي مر بها
بدوره أكد أمين عام حزب الاتحاد الوطني الأردني زيد أبو زيد أن المملكة الأردنية الهاشمية صمدت أمام كافة التحديات التي واجهتها على مدار مئة عام من خلال قيادتها الحكيمة ووطنية الأردنيين وجيشها وأجهزتها الأمنية التي رعاها جميع ملوك بني هاشم.
وقال إن التجربة الأردنية فريدة وجديرة بالاهتمام في توجهها وإنجازاتها وصبرها وثباتها وشجاعة قادتها على مر العقود، مشيرا إلى الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم ورسم معالم طريق خارطة الإصلاح السياسي.
وأضاف أن الرؤية الثاقبة لملوك بني هاشم وخلفهم الشعب الأردني كانت دافعا للعمل على دخول عتبة المئوية الثانية بأسس راسخة ومتينة تعبر عن إرادة الأردنيين الصلبة المنتمية في بناء نموذج أمثل من حيث التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام وغيرها من المجالات الهامة في الدولة.
المهيرات: حرص ملكي بأن تكون الرياضة الأردنية في أعلى مستوياتها
وفيما يتعلق بالجانب الرياضي، قال مدير مدينة الملك عبدالله الثاني الرياضية م. أحمد المهيرات إن هناك حرص ملكي دائم على أن تكون الرياضة الأردنية في أعلى مستوياتها، خصوصا في مجال البنية التحتية المتعلقة بإنشاء المدن الرياضية والملاعب.
وبين أن من أبرز محطات الدعم الملكي للرياضة هو احتضان الأردن الدورة الرياضية العربية التاسعة عام 1999 والتي أطلق عليها “دورة الحسين”، ليتبع ذلك استضافة الكثير من البطولات والفعاليات الرياضية والشبابية والتي كان آخرها استضافة الأردن لنهائيات كأس العالم للسيدات بكرة القدم عام 2016.
وفي نهاية الندوة وزع رئيس جمعية تراب الوطن عيّاش كريشان ورئيس مجلس إدارة مجموعة “الحقيقة الدولية” للدراسات والبحوث د. زكريا الشيخ المشاركين في الندوة شهادات شكر وتقدير، كما تم تقليدهم وسام مئوية الدولة.
التعليقات مغلقة.