منزل الحسين بن علي في العقبة…حكاية الحلم العربي

ما أن تلج منزل الشريف الحسين بن علي مفجر ثورة العرب الكبرى وقائدها حتى تستشعر استثنائية المكان وأهمية السرديات والشواهد التي يختزنها، فكل ما في المنزل العقباوي المجاور للبحر والمطل على شواطيء فلسطين ومصر وشمال الجزيرة العربية يعود بالزائر الى قرن ونيف، ذلك أنه يضم متحفاً يروي سيرة الثورة والحلم العربي بالإستقلال مع مقتنيات عائدة للشريف الحسين وأبنائه.
أفتتح المتحف عام 2023، وذلك بين جنبات المنزل المبني على الطراز التقليدي للأبنية الحجرية في شمال الحجاز وجنوب الأردن، وقد استلهم أهل العقبة في بنائه عام 1917 خصيصاً لاستضافة الشريف الحسين بن علي بعضاً من ملامح القلعة التاريخية المجاورة له، والعائدة الى العام 1585 ميلادية ويعتقد أن المماليك اقاموها على أنقاض قلعة صليبية.
المتحف والسارية
وفي ساحة الثورة العربية الكبرى، ومن أمام بيت الشريف الحسين، رعى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يوم 2 تشرين الأول 2004 رفعَ علَم الثورة العربية الكبرى والذي يبلغ طوله 60 متراً وعرضه 30 متراً فوق سارية مرتفعة، مماثلة للسارية التي يرفرف فوقها العلَم الأردني في حدائق الديوان الملكي بعمّان والتي يبلغ ارتفاعها 132 متراً. وجاءت انطلاقة احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بمئوية الثورة العربية الكبرى في عام 2016 من مدينة العقبة التي شهدت أحداثاً مهمة إبان الثورة. حيث رعى جلالة الملك عبدالله الثاني ومن أمام بيت الشريف الحسين مراسم إعادة رفع راية الثورة العربية الكبرى.
مقتنيات المتحف
يضم المتحف شواهد على مرحلة تاريخية مفصلية في تاريخ العرب، حين ثاروا على الدولة العثمانية لنيل الاستقلال وتأسيس دولة عربية واحدة تضم بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، وفي ذلك نرى صوراً ووثائق وأسلحة استخدمت خلال الثورة. أما أبرز مقتنيات صاحب البيت وساكنه منذ العام 1917 وحتى نفيه إلى قبرص عام 1925، فيضم المتحف مجموعة من العباءات التي ارتداها في مناسبات مختلفة، كذلك ساعته ومنظاره وبعض من الأوسمة،وغيرها.
كما يعرض المتحف صوراً من الأرشيف الفوتوغرافي للثورة العربية الكبرى وتأسيس امارة شرق الأردن والمملكة السورية، ومنها صور لدخول قوات الثورة إلى دمشق بعد انسحاب العثمانيين منها، واستقبال أهالي دمشق للملك فيصل الأول ( الأمير فيصل حينها)، ومقر قيادته فيصل في المدينة، إضافة لصور ومقتنيات من محطة الخط الحجازي في عمّان عام 1918، وإضاءة على قصة تأسيس السكة والبدء بالعمل عليها عام 1900 لتربط اسطنبول بمكة المكرمة، كما يعرض المتحف صوراً للنقود التي كانت متداولة في المملكة العربية الهاشمية في الحجاز، وغيرها مما يؤرخ ويوثق لتلك المرحلة كنصوص مراسلات الحسين- مكماهون، ووثيقة مبايعة وجهاء العقبة للشريف الحسين بن علي ملكاً للعرب وشجرة العائلة الهاشمية وأفرعها، وغيرها الكثير من الآثار والشواهد التي تفيد الباحث في تاريخ الأردن والشرق العربي.
تقرير وتصوير خالد سامح/ الدستور