منزل الشريف حسين.. إضافة نوعية للسياحة التاريخية بالعقبة
العقبة – قريبا وبعد طول انتظار لأكثر من 5 سنوات، سيبدأ منزل الشريف الحسين بن علي باستقبال زواره بمنتج ومحطة سياحية جديدة ونوعية عالية الجودة، كجزء رئيس مما يعرف بـ “مثلث النهضة” (العقبة، وادي رم، وقصر الملك المؤسس في معان) ليسهم في إيجاد تجربة سياحية وثقافية تاريخية تحمل هوية نشأة الدولة الأردنية وتعمل على إطالة مدة إقامة السائح في العقبة.
ويسرد منزل الشريف الحسين بن علي الذي بني العام 1917 حقبة مهمة ونقطة تحول كبيرة في تاريخ الأردن برمزية المكانية والتاريخية في العقبة منذ بداية الثورة العربية الكبرى لتبقى محفورة بأذهان الأردنيين.
وعلى الشاطئ الشمالي لمدينة العقبة يقع منزل الشريف الحسين بن علي ملك العرب وقائد الثورة العربية الكبرى الذي صممه محمد أحمد الأسد في العام 2017 وبناه أهل العقبة بجانب قلعة العقبة التاريخية وساحة الثورة العربية الكبرى، ويدل أمر البناء على أهمية العقبة المتزايدة في تلك الفترة.
ورحبت قطاعات سياحية وتعليمية وثقافية بالعقبة، بإعادة تأهيل وافتتاح المنزل الذي كان مغلقا بسبب الصيانة لأكثر من 5 أعوام، مؤكدين أن المنزل وما حوله من مقومات سياحية سيسهم في تكاملية المشهد السياحي والثقافي في العقبة الى جانب تأكيد مكانة العقبة التاريخية والأثرية في حقبة بداية عشرينات القرن الماضي.
وبين رئيس جمعية آيلة للفنون التشكيلية أن افتتاح منزل الشريف الحسين بن علي الى جانب متحف العقبة الذي يضم مقتنيات الثورة العربية الكبرى والآثار الموجودة في العقبة سيكون بمثابة كنز ثقافي للمثقفين والباحثين عن شواهد وأحداث ارتبطت بتاريخ الأردن وبقيت نقشا تشرق شمسه وتتلألأ إنجازاته بإرث التضحيات، لافتا إلى أن الجمعية ومن خلال ارتباطها مع كافة فنانين العرب ستقوم باستمرار بالترويج للموسوعة التاريخية والثقافية في العقبة وعمل المناسبات والفعاليات بساحة الثورة ومنزل الشريف الحسين بن علي بالتنسيق والتشاركية مع سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة والشركة الاردنية لاحياء التراث.
وكانت قد وقعت في العقبة اتفاقية تشغيل وإدارة بيت الشريف الحسين بن علي ما بين سلطة منطقة العقبة والشركة الأردنية لإحياء التراث بهدف تنفيذ برامج سياحية وثقافية للسائحين و الزوار وطلبة المدراس والجامعات في بيت الشريف الحسين وتقديم عرض يحاكي الحُقبة الزمنية والتاريخية لبداية الثورة العربية الكُبرى عبر مسار مثلث النهضة التاريخي و السياحي.
يؤكد المؤرخ والباحث في التراث العقباوي عبدالله المنزلاوي أن إعادة افتتاح منزل الشريف الحسين بن علي أمام الزوار والسياح والمفكريين والمثقفين خطوة بالاتجاه الصحيح بعد الإغلاق الذي استمر أكثر من 5 سنوات بحجة إعادة التأهيل والصيانة ليتكامل مع كافة المؤشرات السياحية والتاريخية والأثرية في المدينة، مشيراً إن المنزل له رمزية كبيرة كونه موجودا في المنطقة التاريخية التي بدأت منها أصلا قصة إنشاء الدولة الأردنية والتي تجمع فيها أحرار العرب وانطلقو بانطلاقة جديدة للثورة العربية الكبرى، ومن هذا المكان كتبت قصة الدولة الأردنية والرمزية الأخرى أن هذا المنزل هو الأول الذي بني للهاشميين على أرض الأردن في العام 1918، مؤكداً أن من شارك في بنائه أهالي العقبة لذلك بني على الطراز العقباوي القريب من الطراز الحجازي، فقد كان أهالي العقبة يجمعون الحجارة ويشيدوا المنزل، مشيرا إلى أن الأرض التي بني عليها المنزل يمتلكها أحد أبناء العقبة واسمه علي بيومي وهي كانت عبارة عن حفيرة.
وتضمنت مواد بناء المنزل حسب المنزلاوي الحجر والطين المخلوط بالتبن والمصبوب في قوالب خشبية والمجفف تحت أشعة الشمس، وغطى البناء طبقة من الطين المطلي بالكلس، أما الأسقف فبنيت من جسور خشبية تتكئ على دعامات خشبية أسطوانية، وغطيت بالحصر المصنوعة من سعف النخل والمغطاة بطبقة من الطين. وأشار المنزلاوي إلى أن هذا البيت على مدار تاريخه استخدم لأكثر من استخدام خاصة في الاستخدامات الرسمية،
وبين نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حمزة الحاج حسن أن السلطة وبموجب الاتفاقية ستقوم بتوفير كوادر بشرية مؤهلة لخدمة التجربة السياحية الجديدة بداخل بيت الشريف الحسين بن علي، إلى جانب المساهمة في تسويق وترويج هذا المنتج السياحي المميز ضمن مثلث النهضة، وأضاف أنه سيتم إدراج موقع بيت الشريف الحسين على الخطة التسويقية لسلطة العقبة والتعاون مع كافة الشركاء في القطاع السياحي لتنظيم الفعاليات التعريفية، مشيراً أن السلطة ستعمل على توفير المعروضات التاريخية والتراثية التي تعكس الفترة الزمنية لموقع بيت الشريف الحسين بن علي.
التعليقات مغلقة.