منطاد تائه في سماء أمريكا // محمد فؤاد زيد الكيلاني
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني ظهر في سماء الولايات المتحدة الأمريكية منطاداً على ارتفاعات عالية جداً ولا يستطيع سلاح الجو الأمريكية إنزال هذا المنطاد، خوفاً من سقوطه على مواقع سكنية أو حيوية أو عسكرية، علماً بأن أمريكا أعلنت انه فوق مناطق عسكرية حساسة ومهمة للجيش الأمريكي، وهذا التناقض في الإعلان كان واضحاً من قبلها عن تحديد مكان هذا المنطاد التائه. الصين من ناحيتها أعلنت بان هناك منطاداً صينياً تائهاً في فوق المحيط بسبب الريح أو سبب آخر وتبحث عنه، وتنفي بأن يكون هدفه التجسس أو التتبع كما أعلنت أمريكا عند اكتشافها لهذا المنطاد. حالة الصدمة التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية عند اكتشافها هذا المنطاد كانت كبيرة جداً، كما أعلن الجيش الأمريكية بأن هذا المنطاد له أيام تائه في الأجواء الأمريكية، وهذا الأمر يفشل الدفاعات الجوية الأمريكية وقدرتها على حماية سمائها بطريقة أو بأخرى، وفي نهاية المطاف جاء القرار بإسقاط هذا المنطاد بعد توتر شديد بين أمريكا والصين بان أجل وزير خارجية أمريكا زيارته إلى الصين لمدة وجيزة. باعتقادي بان العالم سيشهد مرحلة جديدة من خلال استعمال طائرات مسيرة أو مناطيد أو أي شيء من هذا القبيل دون ملاحظة الدولة المستهدفة لهذه العملية التجسسية إن حصلت في المستقبل، فأمريكيا الآن تعيد حساباتها ومراقبتها لأجوائها بشكل جدي ودقيق وعميق بعد هذا الحادث، وتبحث عن مهام هذا المنطاد التي أعلنت انه يسير فوق مواقع حساسة ومهمة على أراضيها. الصين ما زالت تعلن أن هذا المنطاد تائه وتبحث عنه وتقول بأنها فقدت السيطرة عليه بسبب سوء الأحوال الجوية، وان مهامه سلمية وليست تجسسية أو عسكرية، ومن المحتمل أن تقدم اعتذار لأمريكا على هذا الخلل الحاصل واختراق المنطاد الأجواء الأمريكية بهذا الشكل، وتحذر أمريكا تلميحاً بعدم إسقاط هذا المنطاد، وفي حال تم إسقاطه سيكون لها حق الرد في المستقبل بإتباع نفس طريقة التعامل مع هكذا حالات، وخصوصاً مع الطائرات المدنية التي لم تحصل على تصريح بالمرور فوق سماء الصين، سوف تعتبره هدفاً عسكريا مشروعاً بعد عملية إسقاط المنطاد الصيني من قبل الجيش الأمريكي. أمريكا الآن تبحث عن حطام هذا المنطاد بعد أن قامت بإنزاله، بعدما عجزت عن صيده أو السيطرة عليه سليماً، لتحاول التدقيق في محتوياته ومعرفة أهداف هذا المنطاد، ورفضت تسليم حطام هذا المنطاد إلى الصين، هذه العملية فتحت أفقاً جديدة في تجسس دولة على أخرى، وسيكون لها ما بعده من إجراءات تجسسية بعد الإخفاقات الواضحة في الأقمار الفضائية في مراقبة دولة أو التجسس عليها، ووجود هذا المنطاد فوق هذه المواقع لعدة أيام بعد اكتشافه، والتي أعلنت عنها أمريكا أمراً خطيراً جداً.
التعليقات مغلقة.