من يعرف ماذا يحدث غدا ؟/ سعيد ذياب سليم
يعيش المقاتل بين رصاصتين ينجو من الأولى و يبتسم له الحظ قبل معرفة مصيره في الثانية ، ويعيش الفلسطيني في غزه بين قذيفتين الأولى تصيبه و تحيله أشلاء لكن يديه تبقى تقاتل ، ربما لا ترى ذلك و أنت تمعن النظر في هذا الدمار على شاشات القنوات الإخبارية العربية و المعربة وهذا النزيف المتدفق الذي يكاد يغمرنا أو شلالات الدمع التي تغرق حناجرنا لكن يديه تبقى تقاتل ببسالة منقطعة النظير بما بين يديها من عتاد أو حجارة ..حتى أشلاء أطفاله يقاتل بها أما القذيفة الثانية و الثالثة …بل و المائة لن تقرر المصير فنحن لا نعرف الإستسلام نموت أو ننتصر. يخدعون العالم بدموع كدموع التماسيح مقدمين دور الضحية في تمثيل هزيل أمام مجالس أمنهم القومية و قد أخذوا على أنفسهم صياغة شرق أوسط جديد في محاولة جديدة يحملون السلاح في يد يقطعون به شرايين الأطفال و النساء و الشيوخ و في الأخرى يحملون عقود المال والمعاهدات الاقتصادية لإخراج الفلسطينيين إلى المناطق المجاورة بدء من غزة.
فليخرجوا من غزة ! هكذا قال نتنياهو عندما أعلن الحرب و أمر ألة الدمار الإسرائيلية بدك و تدمير غزة منشآتها و بنيتها التحتية و قطع عنها الغذاء و الماء و الكهرباء .
يصنعون الخبر الكاذب بمهارة خبيثة تتفق ومبادئ عصر ما بعد الحداثة – postmodern era – و التي لا يهمها قول الحقيقة بقدر إثارة الشك و اللعب بعواطف شعوبهم ، فهم يقدمون أطفال إسرائيل كضحايا و أطفال غزة كإرهابيين و هم بعد لم يعرفوا إلا صدور أمهاتهم. لن ينجحوا في إخراج فلسطيني غزة من أرضهم فالسماء هناك أقرب إلى الجنة. لكن كل مواجهة تقوم بها إسرائيل يُقصد بها تهجير و إفراغ الأرض من أهلها وهي عملية مستمرة منذ قيامها على الأرض الفلسطينية ؟ فكيف تفسر هذا الدمار غير المسبوق في غزة ولماذا هذه الهجمات المسعورة التي يقوم بها المستوطنون ضد العنصر العربي في أراضي ١٩٤٨ و الضفة ؟ يستقبل أطفال غزة قذائف إسرائيل بأجسامهم الغضة ومن نجى منهم جسد مبتور الأطراف بلا أمل ، يتطايرون من أيدي أمهاتهم جوعى عطشى ويذهبون إلى السماء في عتمة أشد من عتمة الليل . لا أعرف الغاية من هذا الظلم لكن لا شك أن الشرق الأوسط يتهيأ لأمر عظيم لا يعلمه إلا الله هكذا يقول البحر ! سعيد ذياب سليم
التعليقات مغلقة.