مهرجان الرمان في إربد: قصص نجاح لسيدات في تجاوز الفقر
– سيرة ومسيرة، عمادها ثمار الرمان ومواسمه، وانعكاسها اقتصاديا على أسرة كان قوامها 11 فردا، فنمت وامتدت لتصبح 35 فردا. الكل كد وتعب برعاية الشجر وبيع الثمر، وهو ما انعكس ثمرا طيبا ومنتجا يسر أمور حياتهم اليومية معيشيا وتعليميا وصحيا.
هي قصة كفاح الستينية فاطمة عبيدات، ونجاحاتها ورعايتها للشجر، عبر عقود طورت فيها زراعتها للضمان، ونوعت في المنتجات التي ترتبط به، لتصل إلى 8 أصناف منفردة إلى جانب الصنف الأم، أي حب الرمان.
العناية والرعاية للشجر مكنت الأسرة من حياة هانئة برغم الكد، فساهمت في توفير التعليم الجامعي الملائم للكثير منهم، ومنهم “آخر العنقود” كما تسميه عبيدات، والذي اختار هندسة الزراعة إيمانا بطموح عنوانه استمرار المسيرة وتطويرها وتنميتها.
عبيدات واحدة من كثير شاركن في مهرجان الرمان الثالث عشر الذي أقيم في مدينة الحسن الرياضية في اربد، أمس، واللواتي تجاوزن ثقافة العيب لتحقيق مصدر دخل لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأكدت أم محمد عبيدات أن مهرجان الرمان يشكل موسما للعديد من السيدات لبيع المنتجات الريفية والمأكولات الشعبية، مؤكدة أن توقف المهرجان العام الماضي بسبب جائحة كورونا سبب للسيدات خسائر كبيرة لعدم القدرة على تسويق المنتجات المنزلية.
وأشارت الصيدلانية حنين عبيدات إلى فوائد الرمان، فهو من أكثر الفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وهو فاكهة تفيد الجسم كثيرا في تقوية جهاز المناعة فضلا عن العديد من الفوائد التي يختزنها عصير الرمان وقشوره.
وقال رئيس وحدة الدعم المركزي في مركز تعزيز الإنتاجية (إرادة) المهندس سامي العليمي إن (إرادة) شاركت بـ 20 طاولة في مهرجان الرمان وقدمت لهم الدعم للمشاركة، إضافة إلى أنها تقوم سنويا بالمشاركة في قصص نجاح عديدة.
وقال رئيس جمعية منتجي الرمان في لواء بني كنانة المهندس عاهد عبيدات إن هذا المعرض يشكل مصدر دخل للعديد من المزارعين، إضافة إلى أن المعرض يشكل فرصة تسويقية للمزارعين لبيع منتجاتهم مباشرة للمواطنين.
ويشكل مهرجان الرمان السنوي في محافظة اربد فرصة كبيرة للمزارعين والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي، لتسويق منتجاتهم المختلفة من ثمرة الرمان، بالإضافة الى المنتجات الريفية المنزلية، ما يسهم بشكل كبير في توفير مردود اقتصادي كبير للمزارعين من خلال البيع المباشر للمستهلك بلا تدخل أو استفادة أي جهة أخرى من عملية التسويق.
وكانت فعاليات مهرجان الرمان والمنتجات الريفية السنوي الثالث عشر انطلقت في مدينة الحسن الرياضية في إربد ولمدة ثلاثة أيام، والذي نظمته مديرية زراعة محافظة اربد بالتعاون مع مديرية التنمية الريفية، وتمكين المرأة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” وسيستمر حتى يوم السبت المقبل.
ويضم المهرجان أجود أصناف الرمان ومنتجاته المصنعة يدويا من الدبس والخل والخبيصة والمنتجات الطبيعية كالصابون و أكلات شعبية وتراثية وحرف وصناعات يدوية.
وقال وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات خلال رعاية حفل الافتتاح، إن الوزارة تبنت العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية التي كان لها الأثر الإيجابي في نفوس الجميع على المستوى المحلي والدولي، والتي ظهرت بشكل جلي وواضح أثناء جائحة كورونا.
وأضاف حنيفات أن مهرجان الرمان والمنتجات الريفية أصبح مطلبا شعبيا للمنتج والمستهلك على حد سواء، حيث يهدف لتحقيق أبعاد اقتصادية واجتماعيــة وثقافية، ويعتبر من أهم المهرجانات الزراعية التي تنظم على مستوى المملكة، ومعلماً من المعالم الزراعية لمحافظة اربد، ويشكل نافذة اقتصادية لنخبة من مزارعي الرمان والسيدات الريفيات لتسويق منتجاتهم مباشرة من دون تدخل وسطاء.
وقال إن الوزارة تسعى دائما إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع المزارع الأردني في ضبط عملية الاستيراد والتشجيع على تسويق المنتج المحلي، مع فخرنا بما يقوم به المزارع الأردني في سائر القطاعات، ومنها هذا القطاع الذي يتجاوز إنتاجه حوالي 8000 طن سنوياً في محافظة اربد.
وقال مدير زراعة اربد الدكتور عبدالوالي الطاهات إن عدد المشاركين في المهرجان للموسم الحالي بلغ 180 مشاركا ومشاركة، بزيادة 160 % عن السنوات السابقة، مؤكدا ان المديرية تحرص على إتاحة الفرصة أمام الجميع لعرض منتجاتهم وتسويقها من أجل تحسين مستوى دخلهم.
وأضاف أن شجرة الرمان تأتي بعد الزيتون، بالمرتبة الثانية في محافظة اربد من حيث انتشار زراعتها، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالرمان في إربد حوالي 3 آلاف دونم بمعدل إنتاج يقدر بـ8 آلاف طن.
وأكد أهمية المهرجان في التعريف بشجرة الرمان وفوائدها الغذائية والعلاجية، وتوفير مكان مناسب للمزارعين لعرض منتجاتهم من الثمار ودبس الرمان والعصير وخل الرمان، إضافة الى أجنحة أخرى مخصصة للمأكولات الشعبية ومنتجات السيدات الريفيات من (المخللات والمربيات والألبان والأجبان والعسل الطبيعي)، وأجنحة خاصة بالحرف اليدوية والإكسسوارات ونباتات الزينة الداخلية والصابون والشموع والخشبيات.
التعليقات مغلقة.