مهرجان العقبة للطعام: 50 عائلة تعرض منتجاتها من الأكلات الساحلية
عادت أكثر من 50 عائلة معوزة إلى إنتاج أكلات شعبية تتسم بخصوصيتها العقباوية، وتنتمي الى أطعمة المدن الساحلية في المنطقة، الى جانب أطباق يشتهر بإنتاجها الاردنيون، لعرضها في مهرجان العقبة للطعام، ضمن حملة “الهوى جنوبي”، والذي تتواصل فعالياته حتى نهاية السنة.
ومهرجان العقبة للطعام؛ تجربة ثقافية تتعلق بالطعام المحلي، تشارك في إنتاجها عائلات من مدينة العقبة، ومنها ما سبق لها المشاركة في سوق جار البحر الشهير في المدينة، وأوقف قبل جائحة كورونا لإشغال أرض السوق التي كانت ملكية خاصة لأحد المستثمرين.
ويجذب المهرجان الزوار والسياح في نهاية كل أسبوع، ليقدم لهم تجربة فريدة في الطعام وأطباقه المتنوعة، التي تمزج بين الطهي التقليدي والحديث، ويجمع في جنبات معروضاته، أصالة التاريخ ومظاهر الحياة المعاصرة، في قلب المدينة السياحية بمجمع العقبة الترفيهي، إذ يقدم الى جانب أطباق الطعام المنوعة، معروضات يدوية وتشكيلية وطبيعية وأطعمة مختلفة لعائلات تقطعت بها السبل.
ويتجمع أصحاب مشاريع منزلية وحرفيين عاملين في برامج التخفيف من حدة الفقر، في الهواء الطلق لعرض منتجاتهم المختلفة للزوار والسياح، وسط “دندنات” آلة السمسمية العقباوية.
ويشكل المهرجان، فرصة لأسر من المدينة، ليساعدها في رفع دخلها، ويسهم بتسديد جزء من التزاماتها المالية التي راكمتها عليهم في الجائحة، والمساهمة بتحسين أوضاع بعض الأسر الفقيرة نسبيا، لتغطية جزء من نفقاتها بتدريس ابنائها ودفع رسومهم الجامعية، واغلاق قضايا مالية لدى بعض الأسر ما تزال عالقة في المحاكم.
أم أحمد، وهي ربه أسرة، بعد وفاة زوجها تشارك باستمرار في سوق جار البحر الذي كان يعينها على تدريس ابنائها ويسهم بدفع ايجار منزلها، وتسديد فواتير المياه والكهرباء ببسطة صغيرة تنتج المعجنات والأكلات الشعبية العقباوية.
وأكدت انه وبعد اغلاق السوق، ساءت حالتها المادية لعدم توافر مكان لعرض منتجاتها، ما راكم من التزاماتها المالية لأكثر من سنتين، بسبب إغلاق السوق والجائحة.
واشارت ام احمد الى انه، وبعد مشاركتها بمهرجان العقبة للطعام في نطاق حملة “الهوى جنوبي” لمست تحسنا في وضعها المالي، وساعدها عملها في المهرجان، بتغطية جزء كبير من التزاماتها المالية، كما سجلت ابنها في الجامعة، ودفعت رسومه الدراسية، عبر بيعها لمنتجات بسيطة في المهرجان كل نهاية اسبوع، والذي يزوره المئات من المواطنين.
ومهرجان العقبة للطعام، سوق أسبوعي، يتميز بالحرف اليدوية عالية الجودة والتي يصنعها حرفيون، ويفتتح مساء يومي الخميس والجمعة، اذ يرتاده مئات السياح والعائلات المحلية، لشراء الهدايا وتناول وجبات خفيفة، والاستمتاع بالمجمع الترفيهي في مكان يستحضر الماضي العقباوي مع دندنات السمسمية.
ويقول نائب رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي، ان المهرجان يضيف منتجاً سياحياً جديداً، عبر استقطاب الزوار للشراء ومشاهدة ما بداخله من تحف تراثية غنية، تحاكي تراث المدينة وهويتها، بالإضافة الى المأكولات الاردنية والعقباوية كالصيادية والمنسف والمحاشي والحلى وغيرها.
وأشار إلى أن المعروضات تتنوع ما بين منتجات حرفية، واخرى غذائية تتسم بأنها طبيعية خالصة ومصنعة من منتجات الطبيعة، دون أي إضافات كيماوية او مواد حافظة، مؤكدا ان زائر المهرجان يجد ضالته في هذه الفعالية، بخاصة إذا كان من عشاق المأكولات والحلوى، بحيث سيكون في متناوله أنواع متعددة من المأكولات.
ووجدت جمعيات خيرية في العقبة وأطرافها فرصة ثمينة لعرض منتجاتها من المنسوجات والأعشاب الطبيعية، والمأكولات في المهرجان، بالاضافة الى سيدات ذات دخل مادي محدود، ووفر لهن السوق دخلا لاستمرارهن في الحياة.
وتمنت الأسر العقباوية، ايجاد مكان لهن مناسب ليكون على قطعة ارض دائمة لعرض منتجاتهن على غرار سوق جار البحر، الذي أغلق لأن أرضه تعود إلى شخص، تبرع بإقامة المهرجان عليها على مدار سنوات مضت، الى حين جرى إشغالها واستثمارها، وبقيت الجمعيات والسيدات وأصحاب المهن بلا مكان يجمعهن.
ووفر المهرجان والذي يختتم فعالياته نهاية العام، فرص عمل لشبان جامعيين وذوي احتياجات خاصة ساعدهم على تحقيق دخل مادي يسير.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.