مهرجان “جرش” يلوح من جديد ويرسم الأمل بموسم ثقافي وسياحي

ينتظر الجرشيون بفارغ الصبر عودة انطلاق مهرجانهم السنوي بعد توقفه بسبب جائحة كورونا العام الماضي نظرا لما يحمله المهرجان من موسم ثقافي وسياحي واجتماعي وأثري وحضاري وتراثي واقتصادي كبير، بالتزامن مع دخول آلاف الزوار يوميا إلى الموقع الأثري وباقي المواقع السياحية في مدينة جرش.
وأكد الجرشيون أن مهرجان جرش للثقافة والفنون هو رئة المحافظة، وهو الحدث العالمي المهم الذي ارتبط بها منذ عشرات السنين، وهو المنقذ الاقتصادي الذي تستفيد منه سيدات جرش وجمعياتها وسوقها الحرفي ومختلف المطاعم السياحية والشعبية ومحطات المحروقات، فضلا عن مشاركة نخبة من أبناء المحافظة فيه من مثقفين وإعلاميين وشعراء وتجار وهيئات شبابية وتطوعية مختلفة.
ومن المتوقع أن يسهم النشاط السياحي الذي يرافق المهرجان في استرداد عافية الاستثمارات السياحية من تجار في السوق الحرفي ومطاعم سياحية وشعبية ومحطات وقود ومحال التراث والتحف القديمة والحدائق العامة ومواقع التسوق، وفق أصحاب هذه الاستثمارات.
وأيضا، من المتوقع أن يزور آلاف الأفواج السياحية أسبوعيا محافظة جرش، لقضاء العطلة الأسبوعية وزيارة المدينة الأثرية، وزيارة مهرجان جرش، ما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والاستثمارات السياحية بمختلف أنواعها، وفق رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة.
وأكد العياصرة أن الحركة السياحية يرافقها على الدوام نشاط اقتصادي، خاصة وأن الوفود الأجنبية تزور مدينة جرش، وسينطلق فيها مهرجان جرش العالمي للثقافة والفنون خلال الأشهر القليلة المقبلة وبدء موسم العطل كذلك في العديد من الدول العربية، ما يزيد من حركة الأفواج السياحية.
ويعتقد العياصرة أن أصحاب المطاعم قادرون على جذب الزوار بصور متعددة، من أهمها عمل عروض وخصومات على الأطعمة والأشربة، وتقديم خدمات أوسع وزيادة ساعات العمل، ما يساعد على تشغيل أيدي عاملة كثيرة مدربة ومجهزة في جرش.
وبين العياصرة أن هذا التوقيت يتزامن مع موسم السياحة الداخلية وسياحة المسارات ومهرجان اللبنة وغيرها من المهرجانات العالمية التي تقام في مدينة جرش الأثرية على وجه الخصوص، فضلا عن وفود وزوار للمدينة الأثرية، ويعد موسما سياحيا نشطا للمنشآت الاقتصادية كافة في جرش، وخاصة تجار السوق الحرفي داخل الموقع الأثري.
وبين العياصرة أن حركة البيع والشراء في السوق بدأت تتطور وتزدهر بعد النشاط الملحوظ في الحركة السياحية، فضلا عن زيارات رسمية للسوق وبدء انطلاق موسم المهرجانات والفعاليات المختلفة في المدينة الأثرية بعد تحسن الحالة الوبائية.
ويعتقد العياصرة أن حركة البيع والشراء بدأت تسترد عافيتها في السوق، لا سيما وأن التجار يستعدون حاليا للمشاركة في مهرجان جرش للثقافة والفنون من خلال مواقع مجانية ستوزع عليهم ويقومون حاليا بتجهيز البضائع التي سيتم عرضها، وهي تمثل تاريخ وحضارة جرش وتزخر بالمنتجات الجرشية التي تتميز فيها مدينة جرش، ويستعدون كذلك لمهرجان اللبنة وغيرها من الأيام التراثية التي تقام بشكل حصري في الموقع الأثري، إذا سمح لهم بإقامتها في حال تحسن الحالة الوبائية.
وقال العياصرة إن أهم التجهيزات التي قام بها التجار بعد تأكيدات من جهات رسمية إقامة مهرجان جرش هذا العام تتمثل في عمل صيانة وتطوير للمحال في المدينة الحرفية وتزويدها بمختلف أنواع البضائع وعمل عروض تجارية وإعلانات تجذب السياح، وتوفير مختلف الكميات التي يحتاجها الزائر في أي وقت، فضلا عن الحفاظ على نظافة المدينة الحرفية بشكل يليق بموقعها في مدينة جرش الأثرية.
إلى ذلك، قال مدير ثقافة جرش الدكتور عقلة القادري، إنه من الضروري إقامة مهرجان جرش هذا العام إذا سمحت الظروف الوبائية بإقامته ضمن البروتوكول الطبي الموصى به، خاصة وأن المهرجان هو بوابة الثقافة في جرش، ويعمل على تنمية وتطوير مواهب المثقفين في جرش من الشعراء والأدباء والعلماء، والفرق الشعبية والشبابية، والمراكز الثقافية والشبابية.
وبين أن أهالي جرش يشاركون سنويا بمختلف الفعاليات في مهرجان جرش خاصة السيدات المنتجات والحرفيين والمهنيين، وتسوق منتجاتهم على مستوى العالم في مهرجانهم السنوي، وبعد التبعات الصحية والاجتماعية والنفسية التي خلفتها الجائحة أصبح الزوار والسياح بأمس الحاجة لهذه المناسبات الاجتماعية والثقافية والفنية التي تعمل على معالجتهم النفسية من آثار الجائحة.
إلى ذلك، قال الصحفي رفاد العياصرة، إن أبناء جرش من صحفيين ونشطاء اجتماعيين على مواقع التواصل الاجتماعي حريصون على العمل خلال أيام المهرجان من خلال اللجنة الإعلامية التي تشكلها إدارة المهرجان، إلى جانب عدد كبير من اللجان التي يفعل عملها في المهرجان.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع في مديرية آثار جرش، إن كوادر المديرية بدأت تعمل على تجهيز المسارح والمواقع التي تقام بها فعاليات مهرجان جرش في السنوات الماضية، وهذا يدل على إقامة المهرجان الشهر المقبل، وقد بدأت تجهيزات المواقع وتجهيز اللجان العاملة في المهرجان.
وأوضح أن الصورة ما تزال غير واضحة عن الموعد المحدد للمهرجان ووقته وعدد أيامه وكيفية التعامل مع الظروف الوبائية في هذا الحدث الأكبر والأهم على مستوى المملكة، وبمختلف أشكال إقامة المهرجان، فهو حدث ثقافي كبير ينتظره الجرشيون سنويا بترقب شديد لأهميته الثقافية والفنية والاقتصادية والنفسية في هذا الوقت.
وأكد الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن القطاع الخاص من سوق حرفي ومطاعم سياحية وأسواق ومحال الخدمات وأدلاء سياحيين ينتظرون المهرجان بفارغ الصبر لدور المهرجان في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياحية في محافظة جرش.
ودعا زريقات مختلف الجهات السياحية في جرش لزيادة حجم الاستعدادات وتحديث ما يلزم تحديثه وزيادة عدد العمال، ليتناسب مع حجم الزوار، وخاصة في المطاعم السياحية وضرورة تجهيز الموقع الأثري من حيث النظافة، لا سيما وأن المدينة الأثرية تزيد مساحتها على 500 دونم وعدد عمال الوطن غير كاف ولا يغطي مساحة بسيطة.
وشدد زريقات على ضرورة عمل تطوير وتحديث للموقع وتسهيل حركة السياح، خاصة كبار السن والمرضى، من خلال تزويد الموقع بممرات مناسبة لهذه الفئة، فضلا عن إيلاء موضوع الأدلاء السياحيين مزيدا من الاهتمام من خلال تخصيص مكاتب مناسبة لهم وتنظيم عملهم وظروف عملهم في الموقع.
إلى ذلك، قال الدكتور موسى العتوم وهو أحد أصحاب المطاعم السياحية في جرش “إن الموسم السياحي في تحسن مستمر هذا العام نظرا لزوار المطعم، وقد بدأ الزوار يتوافدون إلى مدينة جرش من الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية، وهذا يزيد الإقبال على المطاعم السياحية وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع”، متوقعا أن ترتفع نسبة الحجوزات في المطاعم كذلك بالتزامن مع انطلاق مهرجان جرش.
وبين العتوم أن المطاعم في موسم الذروة ترفع عدد العاملين فيها وتوفر فرص عمل أكبر وخاصة للعمالة الأردنية، ومنهم طلاب جامعات وأرباب أسر، ولكن العمالة الأردنية تتميز بالخبرة والكفاءة وخاصة أبناء محافظة جرش. وأضاف العتوم أن المطاعم السياحة مرت خلال السنوات الماضية بموجات خسائر فادحة وبعضها كان يغلق مطعمه لأشهر عديدة لتجنب الخسائر الكبيرة، وفي هذه الفترة تشهد المدينة السياحية انتعاشا للحركة السياحة وإقامة مهرجان جرش، وهو من أهم الأحداث الثقافية التي تتميز بها المحافظة منذ عشرات السنين.
وقال حمزة شعبان، وهو صاحب أحد المطاعم السياحية في جرش “إن الموسم السياحي مناسب وجيد في هذه الفترة، ومن المتوقع التحسن المستمر، وهذا النشاط يخلق فرص عمل جديدة لأهالي جرش من خلال العمل في هذه المطاعم”.
وأوضح أن المطاعم السياحية هي أهم المنشآت التي تقدم خدمات الطعام والشراب لزوار مدينة جرش، وهي مجهزة لتقديم هذه الخدمات على أعلى المستويات، ويجب أن يستمر عملها وتنظم فيها الفعاليات والأنشطة السياحية، لأنها وجهة جرش الاستثمارية التي توفر فرص عمل لأبناء المحافظة، وإقامة المهرجان هذا العام تسهم في إنعاش الحركة السياحية والثقافية وزيادة عدد الزوار لمدينة جرش بنسبة لا تقل عن 150 %.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة